انتقد الكثيرون عملية نشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من "المؤثرين" صور ومقاطع فيديو توثق عمليات تقديم مساعدات لسكان المناطق الجبلية والقرى التي تشكو من التهميش، خصوصا خلال موسم البرد والشتاء. وفي الوقت الذي يطالب عدد من المغاربة بضرورة التضامن مع الفئات المحتاجة والأشخاص بدون مأوى والفقراء في المدن القرى، يفضل كثيرون استغلال مبادرات الجمعيات والهيئات المدنية لالتقاط صور ونشرها على حساباتهم، دون مراعاة لمشاعر الأطفال والنساء وسكان هذه المناطق ودون إذن منهم. وفيما تساءل كثيرون عن الجدوى من ذلك أكد نشطاء أن هناك من يهمه فقط كسب مزيد من الإعجاب والمتابعين ولو على حساب الضمير وكرامة الآخرين. وبرز الموضوع بقوة على موقع فايسبوك بعد انتشار صور رفض سكان دوار أكودي نلخير بنواحي أزيلال تلقي ملابس مستعملة، قالوا بأنها قدمتها لهم جمعية لكن الملابس من "جوطية" رديئة تباع في الأسواق بدرهمين أو ثلاثة، وفق ما كتبه نشطاء من المنطقة. وتحول حدث تلقي هذه المساعدات إلى شكل احتجاجي، حيث عبر عدد من سكان المنطقة عن رفضهم للمس بكرامتهم، وفق ما أعربوا عنه في مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع. وعلق الناشط من أزيلال عبد الكريم أيت الحاج على الحدث قائلا: "ما حدث بجماعة أݣودي نلخير مؤخرا من توزيع "لشراويط الجوطية " تباع بدرهم أو درهمين في سوق الخميس بأزيلال، يعد بحق وصمة عار على جبين بعض الجمعيات التي تدعي الإحسان للفقراء والمحتاجين". فيما طالب الكثيرون، في تدوينات مذيلة بصور رفض دوار أزيلال المساعدات، بالخروج من "منطق الصدقات" وإيلاء الدولة أهمية لمباشرة مشاريع تنموية في المناطق الجبلية لإخراجها من العزلة والتهميش، من خلال البنيات التحتية الأساسية التي تشكو منها غالبية هذه المناطق.