فاجأ حزب فوكس اليميني المتشدد الطبقة السياسية في إسبانيا وأوربا من جديد إثر تقدمه بمقترحات مثيرة حيث طالب حكومة مدريد ودول الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على جيرانها في جنوب المتوسط، وخصوصا ما سماه "الدول التي تتجه منها أفواج المهاجرين غير النظاميين"، المغرب والجزائر وموريتانيا. ووصف الحزب ما تشهده بعض شواطئ إسبانيا من تدفق لقوارب الهجران ب"العدوان على السيادة الإسبانية"، مطالبا السلطات ب"إلغاء إصدار أو منح تأشيرات الدخول إلى أوروبا لجميع مواطني هذه الدول وإعلان عقوبات اقتصادية عليها". وفي الوقت الذي تتحدث الحكومة الإسبانية عن كون المغرب "شريك موثوق به" والعلاقات القوية معه "مهمة إلى أقصى حد لمصالح إسبانيا"، وفق ما صرح به رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز قبل أيام، أكد التنظيم السياسي المعادي للمهاجرين والمسلمين في الجزيرة الإيبيرية، فوكس، أن "المغرب ليس شريكا موثوقا به لإسبانيا". وقالت تقارير إعلامية بأن دوافع خرجة الحزب اليميني سبب اتجاه البلدان لتطوير علاقاتهما الثنائية وورود أنباء عن إمكانية حصول "تطور غير مسبوق" في الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، حيث قد ينحو منحى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أقرت رسميا قبل أسابيع بسيادة المغرب على كامل ترابه في الصحراء، بالرغم من أن ذلك مستبعد حاليا. ولذلك استبق الحزب الأحداث، وخصوصا مع اقتراب موعد القمة رفيعة المستوى بين البلدين، للضغط على حكومة سانشيز ومعها قادة الاتحاد الأوروبي من خلال ورقة الهجرة، حيث شدد على أن "إسبانيا لا يمكن أن تقبل الابتزاز من المغرب أو أي دولة أخرى ذات سيادة، ولا أن يتم إجبار موقف الحكومة من خلال إطلاق الهجرة غير الشرعية إلى شواطئنا". "المغرب ليس شريكا موثوقا به لإسبانيا، لقد تورط في إهانات مستمرة لسيادتنا الوطنية، من خلال المطالبات غير القانونية بالبحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة لإسبانيا، والصراع على الصيد، والمنافسة غير العادلة في الزراعة أو تعاونه غير الفعال في السيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية"، هكذا تحدث التنظيم السياسي، مشيرا إلى أن حدث هجوم حوالي 150 مهاجرا على السياج الحدودي لمليلية المحتلة يوم الثلاثاء المنصرم أكد "استمرار غزو المهاجرين عن طريق البحر متوجهين من السواحل المغربية إلى مورسية والمرية وغرناطة مستمر". وأضاف فوكس مطالبا الحكومة الإسبانية "بحماية الحدود، وتعزيز الحرس المدني ومصالح الشرطة الوطنية، من خلال تزويدهم بالوسائل المادية والبشرية والقانونية الكافية"، كما طالب الحزب المغرب "بضرورة التعاون الكامل للحد من تدفقات الهجرة السرية، البرية والبحرية، وقبل كل شيء تلبية طلبات الإسبان المتتالية في كل من سبتة ومليلية والأندلس وجزر الكناري، حيث يعيشون في الجحيم جراء انعدام الأمن والعنف والخراب"، وفق تعبير الحزب.