كثيرا ما يقال إن الحب و المال لا يلتقيان. التقيا، وانتهى الحب مباشرة بعد ولادة آية. إنها إحدى النقط السوداء في العلاقات الودية بين فرنسا والسعودية. إنها قصة مشكل بين زوجين يتداخل فيها الحب بالمال والسياسة والدين. الأم فرنسية، تعتنق الديانة اليهودية، وليست لديها أي ثروة. والزوج سعودي، ينتمي إلى العائلة الحاكمة. لقد عاشت كونديس أحنين كوهن قصة زواج رائعة في أحضان زوجها سطام آل سعود، والتي تحولت شيئا فشيئا إلى قصة بئيسة. منذ خريف سنة 2008، لم تعد هذه المرأة تستطيع رؤية ابنتها آية، التي بلغت ربيعها العاشر هذه السنة. فسمو الأمير لا يسمح أبدا بخروج ابنته من قصره بالمملكة العربية السعودية. لحد الساعة، لم ينفع أي شيء معه لثنيه عن موقفه المتصلب، ولم تنفع معه لا تدخلات الدبلوماسيين، ولا المساعي المباشرة التي قام بها كل من وزير الخارجية الفرنسي، بيرنارند كوشنير، ولا تلك التي قام بها الرئيس الفرنسي. بعد ثلاث سنوات من الصراع حصلت كونديس على أول انتصار. ففي الثاني عشر من يناير منحتها محكمة فرنسية الحق في حضانة ابنتها.
قصة حب مليئة بالإثارة تعود قصة الحب بين الأمير السعودي، وكونديس إلى صيف سنة 1997، حين غيرت نظرات الأمير مجرى حياتها. ففي أحد النوادي الخاصة بلندن لم تستطع كونديس مقاومة إغراءات الأمير، ولم تعر أي اهتمام للاختلافات الدينية بينها وبين الأمير. بعد ذلك تطورت علاقة الحب بينهما وعبر لها على عشقه لها لحد الجنون، كما أسر لها في إحدى المناسبات بأن «لا شيء يقف في وجه حبنا لأنني كذلك أعتنق الديانة اليهودية. هذا سر عائلي.» عاشت كونديس أحلى أيامها مع الأمير الذي لم يتأخر لحظة في التعبير عن حبه الكبير لها، رغم كل انشغالاته وسفره الدائم بين السعودية وأوروبا. في بعض المرات عبر لها الأمير عن رغبته في العيش حياة حرة بعيدا عن المملكة.
الحمل المفاجئ سنة 2011 فرح الأمير بخبر الحمل، لكن لم يحضر يوم ولادة ابنته. حاولت كونديس الاتصال بوالدة سطام التي عبرت لها عن رفضها للطفلة. بعد ذلك قام سطام بزيارتها، وقرر الاعتراف بابنته في فرنسا واختار لها اسم «آية». بذلك انتهت سنوات العسل التي كانت تجمع الأمير بكونديس، وانحصر دوره في إرسال تحويلات مالية كل شهر لكونديس. قضى الزوجان بعد ذلك بعض الفترات مع بعضهما البعض، وحاولا العيش في لبنان، قبل أن يقوما بزيارة السعودية. في تلك المناسبة تم تقديم آية، التي كانت تبلغ 5 سنوات، للملك. لكن الأمير سطام سيضطر أثناء تلك الزيارة إلى البوح لزوجته بأن «لديه مشكل، وبأنه تم الطلب منه التزوج من إحدى الأميرات». عبر لها سطام كذلك عن رغبته في الاحتفاظ بها كزوجة ثانية، لكنها رفضت الفكرة ونجحت في الرجوع مع ابنتها إلى فرنسا. «إن لم تعودي، فسأذبحك»، هكذا هددها الأمير خلال مكالمة أجراها معها. تم تسجيل المكالمة وقدمت شكاية من أجل التهديد بالقتل في فرنسا. بعد احتفال آية بعيد ميلادها السادس، ظهر الأمير من جديد. «سامحيني، لقد تغيرت.»، اعتذر لها الأمير أمام عائلاتها. وحتى أم الأمير قالت لكونديس: «سيطلق زوجته متى أمكنه ذلك. إنه يحبك.» بعد ذلك سقطت كونديس في الفخ. في نهاية صيف 2008، طلب منها الأمير لكي تأتي إلى السعودية «لأسبوع فقط». رغم تحذيرات جميع معارفها لها، إلا أن كونديس استجابت لطلب الأمير، وفي اللحظة التي وطأت فيها قدمها الرياض، وقعت بشكل كامل في الفخ. تم أخذ آية إلى القصر، وتم رمي أمها في إحدى الغرف المعزولة. وبفضل هاتفها الذي تمكنت من إخفائه بأعجوبة، كتبت كونديس رسالة على موقع فيسبوك: «ساعدوني، لقد تم احتجازي رفقة ابنتي بالسعودية. من فضلكم اتصلوا بعائلتي على الرقم...» لكن القنصلية الفرنسية لم تعر الاهتمام الكافي لذلك الحدث، واعتبرته مجرد صراع بين طليقة وزوجها الأمير. وبمساعدة خادمة فيليبينية تمكنت كونديس من الفرار من القصر والالتحاق بالسفارة الفرنسية بالرياض. مشاعر الأمومة دفعت كونديس إلى البوح للسفارة بأنها «لن تغادر هذا البلد إلا برفقة ابنتها». أفضال الإنترنت على كونديس بفضل الإنترنت تمكنت كونديس من إخبار العالم بأسره حول قصتها الحزينة. ومخافة تطور المشكل قامت سلطات باريس بالطلب من كونديس الذهاب إلى قصر زوجها، وفسح المجال أمام الدبلوماسية لكي تجد حلا لمشكلتها. بعد ذلك تم السماح لها برؤية ابنتها في بعض الأوقات. اقترح الأمير على رفيقته السابقة حياة تشبه الأحلام، لكن شرط أن تبقى في الرياض: «أية ستبقى هنا.» حصلت كونديس على الحق في رؤية طفلتها يوميا ولو لبضع دقائق، ولم تكن يوما لتفارقها لولا التهمة الثقيلة التي لفقتها لها عائلة الأمير من خلال وثيقة تثبت تخليها عن الإسلام واعتناقها لليهودية. اضطرت هذه المرأة الشابة إلى مغادرة السعودية مخافة تطبيق عقوبة الإعدام في حقها حسب القوانين السعودية التي تقضي بإعدام المرتدين. المعركة القضائية بين كونديس، وزوجها ما زالت مستمرة داخل كل من فرنسا ولبنان. هل ستجازف فرنسا بعلاقاتها مع السعودية؟ في الرياض، الأب لا يعير أي اهتمام لذلك. «ابنتي ستعيش هنا» صرح لمجلتنا. «ينبغي علي تذكيركم بأن ابنتي سليلة العائلة الملكية السعودية.» وكأن الأميرات ليس لهن الحق في الحصول على أم.