يعيش العالم بشكل عام، والصين بشكل خاص، حالة من الخوف وربما الفزع بسبب انتشار فيروس « كورونا الجديد »، والذي أودى بحياة أكثر من 1000 شخص حتى الآن، بينما تخطى عدد المصابين 42600 شخص. وفي الوقت الذي يستعد فيه العالم للاحتفال بعيد الحب العالمي في يوم 14 فبراير الجاري، باللقاء وتبادل الهدايا واللحظات الحميمية، فإن الخوف في الصين يزداد لحظة بلحظة مع الإعلان عن إصابة أو حالة وفاة جديدة، بسبب ارتفاع معدل الانتشار بين الناس. المطاعم والفنادق أجبرت السلطات أفضل المطاعم والفنادق في هونغ كونغ على إغلاق أبوابها قبل عيد الحب، وكذلك الفنادق، تخوفًا من زيادة معدل انتشار الفيروس، الذي ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ والسعال. كما أصدرت السلطات الصينية عدة قرارات بإغلاق المزارات السياحية، مع تقديم خدمة « الجولة الافتراضية » كبديل عبر الإنترنت، وألغت كثير من شركات السياحة الزيارات المقررة للصين لهذا لشهر فبراير. وأكد موقع « scmp » الصيني، أن عدد من المطاعم المحلية والعالمية، أعلنت غلق أبوابها ما بين أسبوع وشهر، على أن تستأنف عملها في 14 مارس القادم، ما يؤثر على الحالة الاقتصادية بشكل سيء. الهدايا والورود ويعاني اقتصاد الصين بشكل كبير بعد زيادة انتشار الفيروس الجديد، وشهدت حالة البيع والشراء ركودًا ملحوظًا، بسبب الجلوس في المنزل، وعدم خروج المواطنين إلى الشوارع والمتاجر خوفًا من انتقال العدوى إليهم. وأوضح موقع شركة « businesswire » الأمريكية، المختصة في نشر البيانات الصحفية، أن العديد من الشركات تعاني من توقف حركة البيع والشراء، وألغت عدد من الصفقات. لكن في المقابل، ازدادت أرباح عدد كبير من متاجر الانترنت، خاصة المختصة في بيع الهدايا والزهور، مثل Gift Flowers HK بشكل كبير، ومن المتوقع استمرار زيادة المبيعات بنسبة 15% في عيد الحب. كذلك ارتفعت مبيعات متجر Gift Gift HK، المختص في بيع الظهر زيادة المبيعات بنسبة 20٪. إذ يفضل المواطنون في الوقت الحالي عدم الخروج من المنزل لشراء حاجتهم، تجنبًا للاختلاط بالآخرين. السينما والأفلام تم سحب الأفلام الرومانسية من دور السينما بسبب تهديد الفيروس، حيث تم إلغاء جميع الأفلام السبعة المقرر إصدارها في مهرجان الربيع في الصين، بحسب ما أوضح موقع « global.chinadaily ». وكان من المقرر أن يصل عدد الأفلام إلى دور السينما خلال موسم عيد الحب إلى 15 فيلمًا، بما في ذلك فيلم « لغز الوصول » والكوميديا الألمانية الأمريكية « جوجو رابيت »، والرسوم المتحركة اليابانية « أطفال البحر ». وتجنبًا للخروج إلى الشوارع، تم عرض إطلاق أيقونة الكونجفو الصينية « دوني التنين »، عبر الإنترنت بدلًا من عرضها في السينما في 14 فبراير، وهو الفيلم الثاني الذي أُطلق على الإنترنت بعد « Lost in Russia » بسبب الفيروس. وقال العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إنه إذا تم عرض الأفلام على الإنترنت، فسيتم تقليل إحساس الجمهور بالطقوس التقليدية لهذا اليوم، بشكل كبير. ومن المتوقع أن تلعب مواقع البث على الإنترنت الرئيسية في الصين الدور الأكبر في صناعة السينما الصينية. بسبب « كورونا ». كيف تستمتع بيومك؟ دعت صحيفة « scmp » الصينية، إلى محاولة الاستمتاع باليوم قدر الإمكان، خاصة وأن البلاد تشعر وكأنها في حالة حصار، بسبب تفشي الفيروس القاتل، مع محاولة خلق رد فعل إيجابي للتخفيف من زيادة حدة التوترات في الصين. وأوضحت الصحفية أننا « لا يمكننا التحكم في المستقبل بنسبة 100% لذا علينا اعتبار يوم عيد الحب « 14 فبراير » فرصة جيدة للاحتفال بيوم رومانسي، لنفسك إذا كنت أعزب أو لشريك حياتك. واقترحت أن يقضي الأشخاص غير المرتبطين يومًا بسيط ومريح في التمشية أو زيارة الشاطئ، أما إذا كان لديك شريك حياة، فدعت لأن يكون هذا اليوم فرصة للحديث عن الأشياء الصغيرة التي تحبها في شريك حياتك، ولم تذكرها منذ فترة طويلة. بالإضافة إلى محاولة طهي الطعام سويًا في المطبخ، بداية من وجبة الإفطار في الصباح، ومشاركة تفاصيل اليوم سويًا. إذا كان لديكم أطفال، فهي فرصة جيدة لاستغلال الفرصة لقضاء يوم عائلي ممتاز، خاصة مع اغلاق المدارس هذه الأيام بسبب الخوف من عدوى فيروس كورونا. لا للأحضان والقبلات كما قدّمت صحيفة « Financial Times » عدة نصائح لعدم الإصابة بالفيروس للأشخاص المتواجدين في الصين عامة وخاصة في يوم عيد الحب، مثل غسل اليدين جيدًا قبل الدخول إلى القاعات المغلقة، وإبقاء مسافة متر واحد بين المرافقين وبعضهم، وتجنب الأحضان والقبلات، وارتداء قناع الوجه الطبي، وضرورة تغييره باستمرار، مع عدم لمس العينين والفم، بالإضافة إلى التنقل عبر القطارات السريعة، أو سيارات الأجرة. ويمكن دائماً الاطلاع على أحدث البيانات الخاصة بالشوارع والميادين العامة والتي توفرها السلطات الصينية عبر عدة مواقع على الإنترنت.