"الخوف من انتشار فيروس كورونا تحول إلى فوبيا، فبمجرد ذكر هذا الفيروس يتبادر إلى الذهن أن جميع الآسيويين مصابون به. كمواطن فرنسي من أصول آسيوية، لم أزر الصين في حياتي، أنا أيضا عرضة للإصابة به كغيري من البشر. أنا لست فيروسا، كفوا عن العنصرية ".نقلت التغريدة أعلاه شكوى شاب آسيوي من "التمييز الذي يطاله منذ ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين" على تعبيره.لذا لجأ صحبة مجموعة من الشباب الآسيوي، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن استيائهم عبر وسم "#JeNeSuisPasUnVirus" (أنا لست فيروسا).ويقول المتفاعلون مع الوسم أن النكات والتعليقات العنصرية التي تستهدفهم تضاعفت بعد تفشي فيروس كورونا.ولم تقتصر تلك الحوادث على فرنسا، إذا تناقل مغردون في كندا ونيوزلندا تقارير تفيد بتعرض أطفال من أصول آسيوية للتنمر في المدارس. مصطلح الإنذار الأصفر شن تشنغ، شابة فرنسية من أصل فيتنامي وكمبودي، قررت هي الأخرى استخدام الوسم (الهاشتاغ) للحديث عما تعرضت له من تعليقات مهينة، على حد وصفها.وتقول شن لبي بي سي: "عندما كنت أستقل حافلة في باريس يوم الأحد، سمعت إحدى الراكبات تهمس "بيننا امرأة صينية هنا، ستنقل لنا العدوى جميعا. عليها العودة إلى بلادها".وتكمل:" رمقني الناس بنظرات ملؤها الاشمئزاز، كما لو كنت ناقلة للفيروس. لم يحرك أحد ساكنا، لذا قررت تجاهل الأمر. لكن السيدة لم تتوقف عند ذلك بل تظاهرت بالمرض واستغرقت في نوبة من السعال لتخيف الآخرين".وكانت صحيفة "كوريه بيكارد" الفرنسية المحلية، قد أثارت حفيظة متابعيها، عقب نشرها صورة لامرأة صينية ترتدي كمامة على غلافها الخارجي، وعنونتها ب "إنذار أصفر".وتحت وطأة الانتقادات، اعتذرت الصحيفة الفرنسية عن العنوان، قائلة إنها لم تكن تقصد الإساءة.أعاد العنوان للأذهان العبارات العنصرية القديمة التي تصور عادات الآسيويين وطعامهم بأنها غير آمنة وغير مرحب بها.وقد استخدم مصطلح "الإنذار الأصفر" أول مرة في القرن التاسع عشر مع انطلاق موجة الهجرة الصينية الأولى إلى الولاياتالمتحدة.وانطوى المصطلح آنذاك على نزعة عدائية تجاه الآسيويين عموما. رعب كورونا والأخبار الكاذبة وكانت السلطات الصينية قد أكدت أن الفيروس ظهر في سوق تباع فيها الحيوانات البرية، الأمر الذي أثار موجة من التعليقات الساخرة من اللحوم الصينية ومكونات الطب التقليدي.كما ساهم ذلك في انتشار الأخبار الكاذبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول العادات الغذائية الصينية.وللحد من انتشار المعلومات الخاطئة، أعلنت شركة فيسبوك أنها ستزيل المنشورات التي تروج الشائعات ونظريات المؤامرة. ومن بينها: * أكل الخفافيش ومن الأمثلة على تلك المنشورات، فيديو لمغنية صينية وهي تتناول "حساء الخفافيش".وعلق أحدهم على الفيديو قائلا " هذه المغنية الصينية الشهيرة تتناول شوربة الخفاش في مطعم بمدينة في مدينة ووهان. ليس غريبا أن الصينيين يصابون بأمراض جديدة، توقفوا عن أكل الخفافيش".ويعتقد كثيرون أن الخفافيش هي سبب انتشار فيروس كورونا. كذلك تنتشر معلومات تزعم أن الثعابين التي تستخدم لأعراض طبية اكتسبت الفيروس من الخفافيش بعد افتراسها لتنتقل بعدها من تلك الزواحف إلى الإنسان.غير أنها الفنانة الصينية وانج مينجيون أوضحت أن الفيديو المتداول يعود إلى عام 2016 عندما كانت تقضي عطلتها في جزر ميكرونيزيا الفلبينية، على حد قولها.وذكرت وانج أنها تلقت تهديدات بالقتل منذ ظهور شريط الفيديو هذا الشهر. * نظرية المؤامرة والحرب البيولوجية المؤمنون بنظرية مؤامرة يميلون إلى تصديق فكرة أن ظهور فيروس كورونا متعمد لضرب الصين اقتصاديا.وفي هذا السياق، رصد مغردون على تويتر أوجه التشابه لما يحصل حاليا في الصين بسبب فيروس كورونا مع أحداث فيلم أمريكي صدر عام 2011.ويسرد الفيلم قصة مجموعة من العلماء يحاولون السيطرة على فيروس انتشر في العالم عن طريق الخفافيش.في حين يتداول مغردون آخرون مقالا لصحيفة "واشنطن تايمز" تصف فيها الفيروس ب "السلاح البيولوجي".ويشير المقال إلى أن التركيب الجيني للفيروس يدل على "تخليقه في مختبر بمدينة ووهان الصينية".وتنقل الصحيفة عن داني شوهام، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، قوله إن: "الفيروس ربما قد يكون مرتبطا ببرنامج الأسلحة البيولوجية السري الخاص بالصين".في المقابل، يستبعد فيبين نارانج، الأستاذ الجامعي بمعهد ماساتشوستس للتقنية ذلك الطرح.ويقول في تغريدة على تويتر :"لا يوجد دليل على أن الفيروس سلاح بيولوجي، وأي مزاعم تؤيد ذلك ستساهم في نشر معلومات خاطئة بشكل غير غير مسؤول. وإن صحت تلك الادعاءات فسيكون ذلك السلاح البيولوجي سيئا للغاية، لأن السلاح البيولوجي القوي ينبغي أن يكون أكثر فتكا وأقل انتشارا". * "فيتامين سي" كعلاج كما يتناقل مغردون بكثافة نصائح يزعمون كذبا أنها تقدم علاجا نهائيا لفيروس الكورنا كتناول "فيتامين سي" وشرب الماء المالح. * رعب في الشوارع وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع يقولون إنها لصينيين يتساقطون في الشوارع بعد "أن تحول المرض إلى وباء، في ظل عجز الحكومة عن إيجاد علاج أو حماية مواطنيها"، حسب قولهم. فما حقيقة ما يحدث في الصين؟ يوجه سلمان راجح -طالب يمني يقيم في مدينة ووهان التي كانت بؤرة الفيروس- نداء استغاثة لحكومة بلاده ويناشدها الإسراع لإجلاء الطلاب اليمنيين في المدينة.ويقول سلمان في حديث لمدونة ترند" نحن عالقون في مساكن الطلبة، لا منفذ لنا غير هواتفنا الذكية ونوافذنا الصغيرة التي تطل على الشوارع الفارغة، كأننا في مدينة أشباح".ويكمل:"لا يمكننا حتى توفير مستلزماتنا من غذاء ومواد أساسية، فكل المتاجر مغلقة، حتى المطاعم العربية التي كنا نرتادها. أكياس الرز التي بحوزتنا بدأت بالنفاد. فلا يسمح لنا بالخروج من مساكن الطلبة إلا للحالات الضرورية".أما نهى (مصرية مقيمة في بكين) فتبدو أكثر ارتياحا، وتثق بقدرة السلطات الصينية على تجاوز المحنة.وتضيف في حديثها معنا: " الوضع في المدينة تحت السيطرة. كل السلع متوفرة، هناك نقص بسيط فيما يتعلق بالمواد المطهرة والكمامات" مضيفة "تجد موصلي الطلبات عبر الإنترنت يقفون على بوابات المجمعات السكنية مثل بابا نويل فيما يتوافد عليهم سكان المجمع بملابس البيت والكمامات للاستلام طالبتهم".وتردف:"أقامت السلطات نقاطا مخصصة لفحص درجات حرارة المسافرين في المطارات وفي محطات القطارات، بينما مددت عطلة عيد الربيع الذي يعد أهم الاحتفالات التقليدية في الصين".وتختم: "الخوف أمر طبيعي في مثل الحالات لكني لم أر أي ظواهر تدل على الهلع والفزع. فالشخصية الصينية شخصية محافظة جدا فيما يتعلق بالتعبير عن المشاعر".https://www.facebook.com/salma.rageh.7/posts/634928270577202وفي 30 يناير/كانون الثاني، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وذلك مع ظهور حالات إصابة في دول أخرى غير الصين. فاق عدد المصابين بفيروس كورونا عالميا عدد المصابين بفيروس سارس، الذي انتشر في أكثر من 20 دولة في 2003، ولكن نسبة الوفيات أقل.تشير إحصائيات أصدرتها جامعة هونغ كونغ إلى أن العدد الحقيقي للمصابين قد يكون أكبر مما نشرته السلطات الصينية. ويعتقد خبراء أن 75 ألف شخص أصيبوا في مدينة ووهان مركز انتشار الفيروس.