في واقعة رصدتها جريدة « فبراير.كوم » في مدينة الرباط، وبالضبط بمنطقة الوداية على الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق، والتي تعرف زيارة العديد من سياح الأجانب من مختلف المناطق باعتبارها قصبة تاريخية، شباب في مقتبل العمر يلجون المقهى الموجود في القصبة، يجدون سياح آسيويون يتبادلون النظرات ويقول أحدهم للاخر « عشيري كونا ياله حيد من هنا ويطلقون قهقهاتهم. » الخوف مشروع، لكن يجب أن لايتحول إلى عنصرية، مع الأنباء التي تأتي من حول العالم عن تفشي فيروس كورونا الجديد، وبالتالي يزداد الخوف ويرتفع منسوب العنصرية، فيعانى عدد من الذين يحملون الجنسيات الآسيوية والصينية على وجه الخصوص من التفرقة والتنمر في الشوارع في بعض الدول التي يعيشون فيها وفي مواقع التواصل الاجتماعي. » وامتدت السخرية العنصرية من الصينيين إلى بعض الدول العربية، إذ شهدت منصات التواصل الاجتماعي سخرية وتهكما من نوعية أكل الصينيين باستخدام لقطات ومقاطع من أفلام عربية أو عبر نشر عدد من الصور ومقاطع الفيديوهات الساخرة. ويعتقد البعض أن أسباب تفشي الفيروسات في الصين يعود إلى أن الصينيين يأكلون العديد من الحيوانات التي لا تأكلها الشعوب الأخرى، ويعتقد العلماء أن فيروس كورونا الجديد موجود في بعض أنواع الثعابين والخفافيش. » رواية الصينيين بالمغرب! في هذا السياق قالت تشين ديمون مستشار الثقافي للسفارة الصينية، أنه لم نتلقى الكثير من الشكاوى لتلقي مواطنينا للمضايقات وهذا دليل على الانفتاح المغربي، والصداقة الموجودة في المغرب، لكن هناك حالات بعض التخوف والاتهامات، مثل بعض الصينيين يشتكون عندما يذهبون في الأماكن العمومية مثل القطارات الناس يبتعدون عنه لكنهم متفهمين الوضع ». وشددت تشين ديمون على « أن هذه الردود « نتيجة الخوف من الفيروس ، مؤكدة نريد أن نطمئن الشعب المغربي أنه لا داعي للخوف لأن هذا الفيروس لم ينتقل للمغرب ولا توجد أي حالة ». بنزاكور : هناك تفشي ل »فيروس » العنصرية ضد الصينيين! قال محسن بنزاكور أستاذ علم الاجتماع-النفسي، » الأمر عندما يشكل خطرا على الإنسان يقوم بالاحتياط منه، مشيرا إلى أن الخوف من المرض يسبب الخوف العدائي، ويظهر منها أمرين، العداء الذي هو مشروع « الخوف من المرض، الخوف على الأطفال، الخوف من الموت » ويشكل عداء تجاه الآخر يتحول إلى عداء عنصري لإن في طبيعته عنصري، يستغل مثل هذه الظروف لإظهار عنصريته. »ومثال على هذا الأمر، يقول بنزاكور » اليمين الفرنسي كان يأخده ذريعة تفشي البطالة على أن سببها هم المهاجرين الأفارقة والعرب، والاشكال هنا مبني على جهل وعلى عنصرية تجاه الآخر. » وبالنسبة للمغرب- يؤكد بنزاكور المحلل النفسي، أن عنصرية المغاربة اتجاه الأشخاص القادمين من أسيا والصين خاصة، ليست بالحدة التي تعرفها فرنسا ، وقد يظهر هذا بشكل عادي، حينما نتتبع النفور من المطاعم الصينية في كل أنحاء العالم جراء تفشي هذا الفيروس وليس فقط بالمغرب ». وحينما تفشي هذه الظاهرة، يشير بنزاكور أنه « نجد أنفسنا أمام إشكال كيف يمكن أن يتصرف السياسي والطبيب المحلي والإعلام المحلي، لأن الانسان العامي معذور بجهله وسكوت المسؤولين هو الذي يزكي هذا الطرح « في اشارة إلى واقعة أسفي حينما تم تداول خبر وجود حالة اصابة بفاس »، وبالتالي وجب عليه التحري لكي يعطي المعلومة للناس ويطمئنهم . » الخوف هو الصفة الحيوانية في الإنسان، حينما يستبعد عقلة ويستحضر الخوف « فطرة انسانية تجعلك تستشعر ماسيشكل خطرا على جسدك فتكون مؤهلا للعنف للداع عن النفس »، وهنا يضيف بنزاكور » نحتاج عقول وخبرات، وتدخل الدولة للإطمئنان الناس حتى ننزع عنهم هذا الخوف ». ودعا بنزاكور،المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية « أونسا »، إلى القيام بحملات البحث في محلات هؤلاء الصينيين، والخروج بيانات ذات طابع علمي، لتؤكد للمغاربة أن هؤلاء الأشخاص، وسلعهم لا تحمل الفيروس وبالتالي الأكل في محلاتهم والشراء سلعهم لا يشكل أي خطر. » وحمل بنزاكور المسؤولية ل »أونسا »، مؤكدا على أنه يجب عليها أن تقوم بتحليل مخبرية للسلع والاكلات وتأكيد على أن هؤلاء المحلات لاتستورد الطعام من الصين أو العكس، لكي يتبين الحقيقة ». محاربة فيروس العنصرية في بعض الدول! ونتيجة للعنصرية التي يواجهها الصينيون وبعض حاملي الجنسيات الآسيوية، دشنت بعض الجهات والأفراد عددا من الحملات للتضامن مع الصينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما اتخذت بعض الحكومات خطوات رمزية وعملية في هذا الصدد. إذ قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإضاءة برج خليفة بعلم الصين تضامنا مع بكين في ظل هذه الظروف الصعبة، كما وفرت أبوظبي ومصر وعدد من الدول الأخرى الدعم الطبي والتقني للصين من أجل مواجهة هذا الفيروس. اخر تطورات فيروس كورونا! قفز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الصين إلى 1110 حالات في جميع أرجاء البلاد، بعد أن سجلت مقاطعة هوبى 94 حالة وفاة جديدة. وأعلنت لجنة الصحة في هوبي، في تقريرها يوم الثلاثاء، تسجيل 1638 إصابة جديدة في المقاطعة التي تضم مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس وتفشى لأول مرة في ديسمبر الماضي. وارتفع إجمالي حالات الإصابة المسجلة في الصين إلى أكثر من 44200 حالة، بناء على البيانات الرسمية من الحكومة.