يعيش الصيني، خلال الأيام الجارية، وضعاً خانقاً لا يحسد عليه، بين حصار داخلي من قبل سلطات بلاده، وسخط شعوب بعض الدول التي بدأت الضغط على حكوماتها لمنع الصينيين من دخول أراضيها. ووقّع مئات الآلاف في عدد من دول العالم التماسات عبر الأنترنيت بهدف منع المسافرين الصينيين من دخول بلدانهم، بعد تفشي فيروس “كورونا”، المميت في الصين. وأعلن أكثر من نصف مليون شخص في كوريا الجنوبية دعمهم لالتماس، تم نشره على الموقع الإلكتروني لمكتب رئيس البلاد، مون جاي إن، يطالب بمنع مؤقت لجميع الزوار القادمين من الصين للحيلولة دون انتشار المرض. وبلغ عدد التوقيعات، حتى أمس الأربعاء، 578 ألف توقيع، حسب وكالة الأنباء الألمانية. كما وقع أكثر من 400 ألف شخص على التماس مماثل في ماليزيا متهمين الشعب الصيني باتباع “نمط حياة غير صحي”، ما قد يكون سبباً في انتشار المرض، حسب المتفاعلين مع الالتماس. وشكا مواطنون من أصول آسيوية في فرنسا من التمييز ضدهم، منذ تفشي الفيروس، ونقلوا معاناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاج #لست_فيروسا. ومن شأن هذا التخوف أن يتطور إلى عنصرية، وتنمر ضد الصينيين في عدد من دول العالم. يذكر أن عدد الوفيات بالفيروس ارتفع إلى 170 في الصين، بعد وفاة 37 شخصاً آخرين متأثرين بإصابتهم في مقاطعة هوبي الصينية، فيما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة، حسب سلطات البلاد، اليوم الخميس، إلى أكثر من 7700 شخص. وتعقد منظمة الصحة العالمية، اليوم، جلسة طارئة مغلقة في جنيف، لاتخاذ قرار ما إذا كان الانتشار السريع للفيروس يمثل حالة طوارئ عالمية.