تسود حالة من الاستنكار والرفض للمؤسسات المعنية بالفكر الصوفي بمصر بعد تفجير مقامات عدد من الأولياء الصالحين في ليبيا، لكن اللافت في بيانات الاستنكار ما قام به مفتي مصر الدكتور علي جمعة، الذي أصدر بيان استنكارا باسم دار الإفتاء رغم أنها هيئة حكومية لا تنتمي إلى أي جهة صوفية أو سلفية أو إخوانية. وجاء بيان مفتي مصر شديد اللهجة، حيث وصف المعتدين على أضرحة عبد السلام الأسمر في بلدة “زليتن" بليبيا، وضريح العارف بالله أحمد زروق، وهو من كبار علماء المسلمين وأولياء الله الصالحين، ب "أنهم خوارج العصر وكلاب النار، يسعون في الأرض فسادا، وتهديمًا لبيوت الله ومقدسات المسلمين، وانتهاكًا لحُرُمَات أولياء الله، وتحريفا للتراث الإسلامي ومخطوطاته، ومحاولة لإسقاط أهل ليبيا في الفتن الطائفية والحروب الأهلية". واعتبر مفتي مصر، علي جمعة، تلك الحادثة شبيهة بالممارسات الإجرامية الجاهلية، مطالبا كل مسلم بالتصدى لها قولا وفعلا، وداعيا المسؤولين الليبين إلى “تطبيق حد الحرابة عليهم، باعتبارهم دعاة للضلالة ولتكفير المسلمين، جعلوا من ألسنتهم وقودا لتأجيج نار الفتن". ورفضت مشيخة الأزهر، رغم خلفية شيخه الصوفية، أن تزج بنفسها هذه المشكلة، وانتقل الغضب من هيئة إفتاء مصر إلى الاتحاد العالمى لعلماء الصوفية برئاسة الدكتور حسن الشافعي، الذي اعتبر أن هذه الممارسات نتيجة أفكار منحرفة واعتقادات باطلة وشركيات وخرافات يتبرأ منها كل مسلم. وطالب الشافعي الأزهر بمصر والزيتونة بتونس والقرويين بالمغرب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية تراث الأمة من هجمات الجاهلين واعتداء الآثمين، داعيا السلفيين لإيقاف هذه المهازل التى تنسب إلى دعوتهم وإعلان براءتهم حفاظا على وحدة الصف الإسلامي.