توافد عشرات الضيوف على قاعة للحفلات في كوبنهاغن، أمس الأحد، للاحتفاء بالمرأة المغربية وقضاء أمسية على إيقاع المديح وأغاني مستوحاة من الريبرتوار الغني والمتنوع من ثقافة متجذرة في التاريخ وعابرة للحدود. هذه الأمسية، التي تم تنظيمها بمناسبة اليوم الوطني للمرأة والذي يتزامن مع 10 أكتوبر من كل عام، تهدف، حسب المبادرين إليها، إلى تسليط الضوء على الدور والمكانة المتميزة للنساء المغربيات في أرض المهجر. وعرف برنامج الأمسية أداء فنيا للمنشد الشاب إسماعيل بلوش، الذي قدم خصيصا من مدينة من الناظور، مسقط رأسه، للتواصل مع جمهور، الذي على الرغم من تنوعه، لا يزال ملتزما بتقاليده وثقافته المغربية الموحدة وغير القابلة للتجزيئ. وأتحف الفنان الجمهور بأناشيد ووصلات في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأغاني باللغة الأمازيغية (استجابة لرغبات الجمهور!)، حركت رواكد الحنين إلى البلاد، الوطن الأم. استجاب الصغار والكبار، من جميع الفئات الاجتماعية المهنية، وبعضهم قدم من خارج كوبنهاغن، للدعوة، بعضهم فقط من أجل الالتقاء وجمع الشمل، والبعض الآخر لإنشاء صداقات جديدة، أو تجديد الروابط التي كان من الصعب الحفاظ عليها في أجواء الغربة. « هل هناك طريقة للقيام بذلك أفضل من أمسية لتكريم المرأة المغربية؟ الزوجة، الابنة، الأم، الأخت… باختصار، رمز ارتباطنا بالوطن الأم »، وفق ما صرح به محمد طنجي، رئيس جمعية المستثمرين المغاربة في الدنمارك، أحد المنظمين لهذه الأمسية. ووفقا لمصطفى الطيبي، رئيس المنتدى المغربي-الدنماركي، وهي هيئة تضم العديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، فإن هذا الاجتماع المخصص حصريا للمرأة المغربية، وهو الأول من نوعه بالدنمارك، « يعد التفاتة في المقام الأول للجهود المبذولة في صمت من قبل أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا لكي نبقى متحدين ومرتطين بأصولنا ». وفي السياق ذاته، أكد أحمد الحمس، عضو مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، على المساهمة القيمة للمرأة المغربية في ملحمة التحرير والاستقلال، وكذلك استعادة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأكد التزامهن المتواصل والثابت في الدفاع عن القضايا الوطنية. من جهتها، أشادت صباح كراسنان، إحدى الفاعلات الجمعوية الأكثر دينامية في كوبنهاغن، بهذه المبادرة، التي عبرت عن الأمل في أن تحظى بالاستمرارية، لا سيما في ضوء التضحيات التي تقدمها المرأة المغربية باستمرار من اجل تعليم وإدماج الأطفال في البلد المضيف. وفي نهاية هذه الأمسية، التي حظي خلالها الحضور بمأدبة عشاء على الطريقة المغربية، تلقى عدد من المشاركين، من بينهم ثلاث نساء وطفل، شهادات تقدير نظير الجهود التي يبذلها للمجتمع، من أجل الاندماج ومن أجل سمعة طيبة تليق بالانتماء للمغرب.