ففي الهواء الطلق بالساحة الإدارية وسط المدينة، وتحت زخات مطرية، استهل مارسيل خليفة أمسيته الفنية بأغنية "منتصب القامة أمشي" التي ردد كلماتها الجمهور بمجرد سماع لحنها، ليسافر به بعد ذلك، ولمدة تقارب الساعة ونصف، حيث أهداهم أشهر مقطوعاته التي ستظل منقوشة في ذاكرتهم وأمتعهم بأغانيه التي أداها بصوته الشجي. فالجمهور، الذي تنوعت فئاته، استقبل مارسيل خليفة بالتصفيق الحار، وردد الكبار والصغار بعفوية وعن ظهر قلب أغاني هذا الفنان الذي غنى للأرض وللمرأة وللسلام والحب، وتغنى فيها بالحب والروح والوفاء، فكانت كلماته نابعة من عمق الحياة وارتوت من معين الأرض، من فلسطين رمز كل الأرض، وحيث "ريتا والبندقية" ما تزال صامدة تقاوم وظلت على زنده سنتين "عالحدود". ثم واصل خليفة تحليقه بجمهور العاصمة الإسماعيلية حيث أتحفه بأغاني "أحن إلى خبز أمي" و"إني اخترتك يا وطني" و"فكر بغيرك وأنت تعد فطورك"، فاندهش مارسيل خليفة لتجاوب الحضور مع كل أغانيه التي أداها فخاطبه بنبرة مجازية لكنها مليئة بالحب وعشقه للجمهور المغربي قائلا "لازم أسجل أنا وياكم أسطوانة كاملة". وإذا كان مارسيل خليفة استهل برنامجه تحت زخات المطر فإنه ختم هذه الأمسية الفنية بأغنية "يا بحريي" تحت صوت الشهب الاصطناعية التي زينت سماء مكناس. وقبل ذلك كان جمهور العاصمة الإسماعيلية على موعد مع الفنانة إيمان بوسنان "تيفيور" وهو لقب فني يعنى باللغة الأمازيغية أجمل من القمر، والتي أتحفت الجمهور بأغاني من التراث الأمازيغي من قبيل "إر حني" (الحنة)، و"سريوريوت" (زغرد)، و"إنسنان" (الفراق). وكانت هذه السهرة آخر أمسية ضمن فعاليات الدورة الثانية لاحتفالية رأس السنة الأمازيغية 2965، التي نظمتها، على مدى ثلاثة أيام، جمعية الريف للتضامن والتنمية (أريد) بتعاون مع مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم. وتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ندوتين الأولى حول موضوع "الهوية والديمقراطية" والثانية حول "القضية الأمازيغية والرهانات السياسية بالمغرب"، وكذا أمسيات فنية بمشاركة مجموعتي "آش كاين" و"أكراف"، فضلا عن تكريم فاعلين في مجالات شتى. مكناس (و م ع)