تتطلع نجمة الأغنية الريفية، إيمان بوسنان، الملقبة ب" تيفيور"، التي أتحفت جمهور مدينة الحسيمة في حفل أقيم في إطار فعاليات المهرجان المتوسطي بالناظور في نسخته الرابعة ، (20 - 24 غشت) الى الانتقال بالأغنية الأمازيغية من الحدود المحلية والوطنية إلى مصاف العالمية. وتبدو تيفيور (تعني بالريفية "أجمل من القمر")، التي يتميز رصيدها الفني بثلاثة ألبومات، "مولاي محند "، و" تفيوت " (أي ضوء)، و" توغينت " (أي ذاكرة)، أصدرتها على التوالي خلال سنوات 2007 و 2008 و 2013، على دراية تامة بما تصبو إليه ، فقد صرحت لوكالة الانباء المغربية " مثلما نستمع ونستحسن الأغاني الشرقية والغربية، دون فهم المعنى في بعض الأحيان، أريد أن أسهم في إشعاع الأغنية الأمازيغية وإسماعها في كل أنحاء العالم".
وأشارت تيفيور، التي تسعى إلى تحقيق طموحها الفني بتميز مطرد، إلى أن " مجموعة تيفيور طموحة جدا وتتطلع إلى الأمام من خلال انفتاحها على مختلف الألوان الموسيقية، لكن الأساسي بالنسبة لها يظل الحفاظ دائما على العلاقة مع الأصول والجذور، وألا ننسى أبدا ما ورثناه من تراث غني وضارب في القدم يشكل مصدر إلهام بالنسبة لنا ".
وهزت تيفيور، بفعل أدائها الجميل على منصة المهرجان المتوسطي بالناظور، جمهور المدينة، الذي استمتع بأدائها الشبابي للأغنية الريفية. كما استطاعت، من خلال وقفتها وإطلالتها التي توحي بالثقة، وتنم عن البراعة والمهارة والتميز في الأداء، نسج تكامل حقيقي مع جمهورها، لتدخل اليوم، وبشكل رسمي، عالم كبار نجوم الأغنية الريفية.
وتعتبر تيفيور أنه " إذا كانت الشهرة مسلكا لا بد منه بالنسبة لكل فنان يصبو إلى النجاح والتعريف بموهبته وفنه، فهي لا تمثل مع ذلك هدفا في حد ذاته "، مسجلة أن " الموسيقى ليست وسيلة للترفيه فحسب، وإنما أيضا مرآة عاكسة للمجتمع، ووسيلة لنقل رسائل قوية تعجز القنوات الأخرى عن إيصالها بنفس العمق".
وتسلقت إيمان، بفعل ولعها بالموسيقى والأغنية منذ نعومة أظافرها، مختلف المدارج الفنية، بدءا بأولى إطلالاتها في الحفلات المدرسية، ثم بعد ذلك المشاركة في مختلف التظاهرات الفنية المنظمة من قبل الجمعيات المحلية والجهوية. لكن أول مرة ستلتقي فيها تيفيور مع الجمهور العريض، كانت قبل سنوات بمدينة وجدة، في حفل موسيقي نظمه طلبة جامعة محمد الأول.
وحول مستقبل الأغنية الأمازيغية، والريفية بوجه خاص، اعتبرت هذه النجمة الشابة أنه " لا يمكننا إلا أن نفتخر بالجهود التي يبذلها شباب فناني المنطقة " مضيفة، في هذا السياق، أن "عددا من المجموعات الموسيقية الريفية تمكنت من شق طريقها على الصعيد الجهوي، وحتى الوطني، وذلك بالرغم من قلة الإمكانيات والفضاءات الفنية المواتية". المقال بتصرف عن م و ع