المساعدة و اللوجستيك: مراد اليوسفي يعتبر هذا اليوم يوم الأغنية الريفية حيث استطاع منشطوه من اختراق سكون الفضاء الدامس ليشعلوه لهيبا بأغانهم المألوفة لدى عشاق هذا الصنف من الغناء الذي يطغى عليه النبرة الحزينة والموسيقى الصاخبة في أكثر الاحيان والذي يسخر التراث والتاريخ والهموم في شكل حكائي ليجذب إليه المتلقي ويجعله يعيش عالم الرؤيا الفنية ويندمج معها وهذا ما استطاع ان يحققه فنانو اليوم الثالث خاصة المطرب الجزائري إيدير الذي صدحت معه جنبات حي المطار رجالا ونساءا وأطفالا مع أغانيه لتصل ذروة الهيجان مع أغنيته الشهيرة – أبابا ينوبا- رفقة الفنانة النجمة تيفيور، فرفرف العلم الامازيغي في السماء وتعالى الهتاف وتمايلت الاجسام وامتدت الأعناق لتردد بلسان واحد إحدى أشهر الاغاني القبائلية وامتزج في الذات مع شقيقتها الريفية فيكون التلاقي ويكون الابداع ويتم التمازج الحضاري والثقافي والهموم المشتركة بين أبناء مازغ الذي استطاع الفن ان يوحدهم رغم الجراح والهموم لكن التلاقي تحقق في المهرجان المتوسطي الرابع بمدينة الناظور وبالضبط بساحة المطار في إحدى ليالي غشت 2013 تسجل للتاريخ لتحكى كخرافة أو كنكتة أو تاريخ للصغار المهم الحدث واقع وماأكثر ماسيسجل عنه من طرف من يؤولون التاريخ ومن يسعون في تفريق بنو مازغ لكن التاريخ لا يكتب إلا من ذويه ولكم التفصيل : البداية كانت لابن أزغنغان عبد الله عرعار ( ريفيو ) شارك في عدة مهرجانات وطنية ودولية أبرزها مهرجان الرباط 2007 لديه ألبوم بعنوان ( ذا اغريب أنيما ) وألبوم اخر ( غار أذورد غاري ). أغانيه ملتزمة بالريفية ذات دلالات عميقة يمزج بين اللحن الاصيل والموسيقى المعاصرة . استطاع أن يبحر بمستمعيه في عالم التعبير الموسيقي بين الحرية والكرامة والرومانسية يستميل إليه معجبيه بقوة الأداء والحس القوي يعتمد القوة والخشونة في اللحن عاطفي أكثر من اللازم في نبرته تحدي وغيرة على اللغة الامازيغية يحاول إيصال الغرض باقصى ما أوتي من حدة في الصوت والأداء . إبنة بن طيب إيمان بوسنان ( تيفيور ) الموهبة الصاعدة للأغنية الريفية تعتبر في الوقت الراهن النجمة الصاعدة للاغنية الريفية بفضل صوتها الشجي وموهبتها الفذة . انطلاقا من سنة 2010 من خلال مشاركتها في الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي بالحسيمة استطاعت أن تشد إليها الإنتباه وتلج عالم الفنانين الشباب ذوي الموهبة الذين يعدون بمستقبل زاهر للاغنية الريفية . لم يكن مسارها الفني يسيرا خاصة في وسط مثل( بن طيب) وسط الريف حيث لا ينظر للغناء بعين الرضى ولولا مساندة الأسرة خاصة أخوها الأكبر الذي وقف بجانبها . وتستلهم تيفيور ( معنى الاسم أجمل من القمر ) في أغانيها من الفلكلور الموسيقي والتراث الشفوي الريفي وتؤكد أنها تمكنت من خلق نمط فني خاص يتم فيه تأثيث أصالة الفن التقليدي الامازيغي بالنغمات والالات الموسيقية الحديثة واخر ألبومها ( الذاكرة النسائية ) . بهذه التراكمات المهمة في مصارها الفني استطاعت ان تشد إليها معجبيها الذين رددوا معها (للابويا ) واستطاعت بكشكولها أن تفتح صفحات دفتر اعتلاه الغبار لاجيال فأماطت عنه هذه التراكمات لتخرج الاهات لكن في صوت صادح ردده معها الالاف من المعجبين والمتعاطفين خاصة أن الصوت بصيغة المؤنث الغير المؤلوف عادة عند أهل (ماسين) فنجحت إلى حد كبير في حفر اسمها ضمن منشطات المهرجان المتوسطي الرابع بالناظور . وصل دور النجم إيدير (اسمه الحقيقي حميد شربت من مواليد 1949) فنان جزائري قبائلي يعتبر سفير التاريخ والاغنية الامازيغية ولد بقرية ايت لحسين في منطقة القبائل طالب في علم الجيولوجيا ولج عالم الغناء ابتداءا من سنة 1973 بتسجيله لمجموعة من الاغاني الامازيغية بالقناة الجزائرية. سنة 1979 ينشر ألبومه الثاني ( أياراس إناغ ) إلى سنة 1991 أحيى خلالها حفلا بفرنسا ليصبح بذلك متميزا في نوع غنائه الذي صنف ضمن الموسيقى العالمية . سنة 1993 يدخل عالم الاحترافية مع فرقة ( بلو سيلفيري ) بإيقاعات موسيقية تتضمن الة القيثارة والناي والاورك إضافة إلى الدربوكة … بعدها يتمكن من تسجيل ( ديو ) مع ( الان ستيفان ) عنوانه ( اسالتين ) كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة الإسلام ومن الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية .. وإلى جانب الفن لإيدير إهتمامات بالبيئة والطبيعة وهذا ما يجعله ينخرط في جمعية (إيكول أكسون ) التي تسعى لإعادة الإعتبار للطبيعة . تعد ( أبابا ينوفا ) من أشهر اغانيه المكتوبة بالامازيغية وأكثرها ترديدا على الألسن وعمرها أكثر من 30 سنة .. وتحكي يوميات الشتاء الجزائري في منطقة القبائل الكبرى حيث يعربد ( الجنرال تلج) بلا رحمة ويطلق جيوشه فلا يعترضها أحد . وتختلط في الأغنية الأسطورة بالحكاية والإيقاع العذب الهادئ . مع هذه التجربة الغنية والفذة استطاع إيدير ان يحلق مع جمهوره سماء المهرجان ليعرج على الجراح ويحاول لمللمتها في نسق لامتناهي ويجمع بين البساطة في الكلمة والقوة في اللحن والايقاع والعمق في المغزى واللعب على المجاز والاستعارة وكذا الرمزية فيجعل المتلقي يدور بين التاريخ والحكاية والحجاية والتراث وفي النهاية يعود إلى واقعه فيجد نفسه ما يزال في مربع حي المطار تلفه نفس المعاناة والهموم . ليحلق به ثانية بعيدا بعيدا ثم يعود للغز المتواصل الذي لم يفك رغم مضي السنون ويبقى الهم المشترك لبني مازغ مسترسلا بالاهات والدموع والماسي والاحزان لعل أغاني إيدير تكون قد نفست عنه البعض ونستطيع القول بأنه كان ناجحا إلى أبعد حد لانه حرك الجماهير الريفية فغنت وعاشت حالات من الهستريا للترويح عن النفس ولإشباع الذات من كلمات ولغة رضعت من ثدي أمهاتنا ولتكون معبرة عن الماضي الأليم والحاضر المقيت والمستقبل المظلم … هكذا اليوم الثالث مع انتظار الاتي. تابعونا في كواليس المهرجان لنسرد لكم ما يقع في الخفاء وما يدور في الأروقة بعدسة أريفينو . نت .