استطاعت إيمان بوسنان، التي يطلق عليها عشاقها لقب تيفيور، من خلال ألبومين متميزين في رصيدها هما "موهوند" و"تافويت"، اللذان تم إصدارهما في 2007 و2008، شق طريقها بخطى بطيئة، لكن بتباث، وسط كوكبة نجوم الأغنية الريفية. وفي الوقت الراهن، تعتبر تيفيور، التي يعني إسمها "أجمل من القمر" باللغة الريفية، والمغرمة منذ صغر سنها بالموسيقى والأغنية، النجمة الصاعدة للأغنية الريفية بفضل صوتها الشجي وموهبتها الفذة. وتمكنت من خلال مشاركتها ضمن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة ( من 26 إلى 31 يوليوز 2010) شد الانتباه، فمن خلال تقديمها لعرض متألق على طريقة الفنانين الكبار، سجلت الشابة تيفيور ولوجها لعالم الفنانين الشباب ذوي الموهبة، الذين يعدون بمستقبل زاهر للأغنية الريفية. المدرسة ... أول مجال للتجريب وتعتبر المسيرة الفنية لإيمان بوسنان، التي ولدت من أجل الغناء، مماثلة لمعظم الفنانين الشباب، فلقد بدأت منذ نعومة أظافرها في التأقلم مع فن الغناء والعروض العمومية، لتظهر للمرة الأولى على خشبة العرض عندما كانت لا تزال تلميذة في المدرسة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت تيفيور " لقد بدأت الغناء في المدرسة بمناسبة إحياء بعض الحفلات، وهو ما مكن التلاميذ والمدرسين من التعرف علي". ومن خلال هذه الحفلات المدرسية، تم رصد الصغيرة إيمان، من طرف الجمعيات المحلية التي تبنتها ومنحتها فرصة تقديم عروضها خلال المواعيد الفنية المنظمة على المستوى المحلي. وبعد ذلك ابتسم الحظ لإيمان المتألقة، التي عرفت باسم تيفيور، حيث غادرت مدينتها الأم للغناء أمام جمهور غريب عليها، والمتمثل في طلبة كلية وجدة. وبالنسبة للمغنية الصغيرة، التي لم تكن معتادة كثيرا على مغادرة بن طيب ( بالقرب من مدينة الناظور)، كانت هذه اللحظة غير عادية. ولم يكن مسارها الفني يسيرا في منطقة مثل بن طيب (وسط الريف)، حيث لا ينظر لغناء الفتاة بشكل إيجابي، لولا المساندة اللا مشروطة والشجاعة لأسرتها الصغيرة، التي تحدت جميع الحواجز الاجتماعية بغية تمكين بنتها من فرض موهبتها الفنية وتحقيق حلمها. وقالت تيفيور بافتخار "إنني مدينة بالكثير لأسرتي، خاصة شقيقي الأكبر الذي ساندني وكان دوما إلى جانبي"، وهي تعتبر أن متابعة الدراسة يظل أمرا أساسيا لا يتنافى مع ارتباطها بالفن. وأكدت قائلة إن "نتائجي الدراسية تعتبر جيدة، كما أظن أن فنان من دون مستوى دراسي عالي، لديه فرص ضئيلة للنجاح في مسار فني مثالي"، فيما عبرت من جهة أخرى عن أسفها حيال غياب معاهد موسقية بمنطقتها حيث يمكن للشباب تعلم الموسيقى. الحياة مليئة باللقاءات الجيدة شكل لقاء تيفيور بعبد العزيز البقالي، وهو شاب عصامي يعزف على آلة القيثار، محطة حاسمة في مسار الشابة إيمان. وما لبث عبد العزيز، العاشق للفن صحبة تيفيور، أن قاما بتكوين مجموعة حملت إسم "تيفيور". ومنذ ذلك الحين، شاركت المجموعة، التي يعتبر جميع أعضائها من الموسيقيين العصاميين، في المهرجانات المحلية والوطنية كما قاموا بتنشيط عروض، وإن كانت قليلة العدد ومجانية في معظم الأحيان، إلا أنها كانت تستهدف كسب الشهرة على الصعيد الوطني، ولما لا الظفر بمكانة بين الفنانين المعروفين في الخارج. ويأمل كل من تيفيور وعبد العزيز، اللذان يعبران عن الرضا حيال المسار الذي قطعاه إلى غاية الآن، في أن ترى مهرجانات أخرى الضوء بمنطقتهما، على اعتبار أن هذا النوع من المواعيد الفنية يشكل فرصا حقيقية للفنانين الشباب. كما يأملان أن يتم تشجيع المواهب التي تزخر بها المنطقة من طرف مختلف الفاعلين، لاسيما وسائل الإعلام. وتأكد تيفور، التي تستلهم في جميع أغانيها من الفلكلور الموسيقي والتراث الشفوي الريفي، أنها تمكنت من خلق نمط فني خاص يتم فيه تأتيث أصالة الفن التقليدي الأمازيغي بالنغمات والآلات الموسيقي الحديثة.