حكت الأستاذة لطيفة الجبابدي عن اعتقالها في السبعينات في حلقة حاورتها خلالها بطلات سلسلة "للا منانة" التي تبث كل يوم في رمضان. وكشفت البرلمانية في حزب الاتحاد الإشتراكي عن بعض من كواليس محنة المعتقل السري درب مولاي الشريف، وكيف أنها كانت تصفع إلى درجة أنها فقدت الإحساس في لحظات معينة بوجنتيها، وروت ظروف الاستنطاق الرهيبة وكيف اعتقل والدها وكان شرط الافراج عنه هو تسليمها لنفسه.. قالت أنها كانت تعذب إلى أن تفقد الوعي، وأنهم كانوا ينادونها "الباسينواريا" وهي نوع من الحوتة التي تقليها وهي مبتسمة "التعذيب لم يكن يفرق بين النساء والرجال"كما قالت الجبابدي بحرقة وهي تؤكد أنه على النقيض من ذلك:"تحس كونك إمرأة تشعر أن ثمة نوع من العنف المضاعف لأنك ترفعين التحدي ضد النظام السياسي والنظام الإجتماعي وكل وسائل التعذيب أساليب الإهانة والابتزاز والضغط النفسي يحضر فيها المرأة التي تتعرض للتعذيب على يد رجل.." روت أيضا كيف غيروا اسمها إلى رجل، كانت الحركة ممنوعة، الكلام ممنوع، وهي معصبة العينين، وتذذكر بمرارة:"إذا تحركت من مكاننا نضرب..اذا تزحزت المنديل الذي يعصبا أعيينا نضرب.." المعتقلين كانوا في الزنانزن والمعتقلات كن في الممر، وتذكرت الأستاذة الجبابدي بمرارة كيف ماتت سعيدة المنبهي.. حينما استقبلها الكومسير أو الجلاد الذي يشرف على تعذيبها قال لها بعد سبع أشهر من الاختطاف والتعذيب:"مبغتيش.. دايرة فينا الصمود.. فينما كنت غادي نتبعوك ونختطفوك حتى تقولي لينا الحقيقة.."قبل أن اغادر قال لي شابو ليك امدام وأنا كان عندي عشرين عام" وأضاف (تقصد الجلاد) "غيرت صورتي للمرأة عندي وخا كنا مختلفين كل واحد منا في خندق كلمني بالفرنسية وقال لي شابو.. وقال..، لكنك انتزعت مني الاحترام والتقدير.. " وفي سياق شهادتها ذكرت أن الصمود أساسي، وقد لا يعتقد المرء أنه يملك قدرة على الصمود، لكنه يظهر في حالة المجابهة وينبع من ذاتك فجأة..