كم من قتيل حتى اليوم؟ بدون شك أكثر من ألف سقطوا برصاص جنود ومليشيات يصوبون ليقتلوا ويفتحون النار دون إنذار على كل ما يمكن أن يشبه بداية مظاهرة يوم الجمعة الماضي سقط قتلى جدد. كم من جريح؟ بدون شك الآلاف، ناهيك عن الذين يحملون إلى المستشفى خوفا من زيارات عصابات النظام كم من معتقل؟ بالتأكيد عشرات الآلاف اعتقلوا في المظاهرات، لكن في الغالب اختطفوا من منازلهم في المدن التي يحاصرها الجيش 24 ساعة على 24. النظام السوري وفي لطبيعته: أنه يحكم عن طريق الرعب، فهو ضغط عقوبات دولية تتعزز يوما بعد يوم لكن دون جدوى بالنسبة لدمشق لا يتعلق الأمر فقط بتعزيم هذه المظاهرات التي مازال يشارك فيها سوريون شجعان لاسيما بعد صلاة الجمعة، بل يتعلق الأمر بحملة وطنية ممنهجة لزرع الرعب والخوف داخل كل عائلة والردع من خلال تعميم الاحساس لدى الجميع بثقل جهاز قمعي متشعب بإمكان الدولة أن تعتقل تختطف، تضرب، تعذب، بل و.. من تريد دون إخبار أو قرار وبالخصو دون سبب معقول فقط من أجل اشاعة الخوف. مر شهران من المظاهرات في كل مدن سوريا للتنديد بكتاتورية وفساد نظام بشار الأسد نظام أقلية علوية تحكم قبضتها على أغلبية سنية، شهران ومازال هناك نساء ورجال يواصلون كل أسبوع الاحتجاج ويغامرون بحياتهم وحياة أقاربهم ليقولوا بأن »الربيع العربي« مازال موجودا ولم يخنق في سوري شهران ومازال هناك من يغامر لينقل للعالم الخارجي تفاصيل التراجيديا التي يعيشونها في الداخل. لأن قمع الربيع السوري يخضع لاسثتناء في العالم العربي إنه قمع يجري في سرية تامة في كل مدن هذا البلد المحاصرة والمغلقة والممنوعة على الصحافة الاجنبية التي طرد آخر ممثليها أو منعوا من العمل. بالنسبة للعديد من ممثلي الصحافة الأجنبية من أمثال الصحفي الجزائري خالد سيد محند الذي غطى بدايات الربيع السوري ويحكي العذاب الذي عاشه، كيف تم اعتقاله من مقهى بدمشق يوم 9 أبريل قبل أن يطلق سراحه يوم 3 ماي، يحكي المحنة التي عاشها طيلة 25 يوما على أيدي المخابرات السورية. 25 يوما من التعذيب والضرب والاهانة 25 يوما وهو يسمع صرخات وبكاء المعتقلين، 25 يوما لم يكن الجلادون يريدون انتزاع معلومات ولكن كانوا يريدون المعاقبة والاهانة والترهيب كان ذلك في زنزانة من زنازن مقر المخابرات السورية في كفر سوسة بالضاحية الجنوبية لدمشق، ولكن في كل سوريا يريد النظا معاقبة واهانة وترهيب الجميع حتى لا ينتقل الخوف إلى الطرف الآخر. لوموند