حظي المنتخب الجزائري لكرة القدم (محاربو الصحراء)، السبت، باستقبال شعبي من عشرات الآلاف من الجماهير، لدى وصوله الجزائر العاصمة، غداة تتويجه بالنسخة ال32 من بطولة أمم أفريقيا « كان » في مصر. كان في استقباله في مطار هواري بومدين الدولي رئيس الوزراء، نور الدين بدوي، وعدد من أعضاء الطاقم الحكومي. وغادر المنتخب المطار على متن حافلة مكشوفة، أحاطت بها الجماهير وهي تسير ببطء على الطريق السريع بين المطار ومنطقة الدارالبيضاء شرقي العاصمة، ثم وسط المدينة، بحسب لقطات بثها التلفزيون الرسمي من طائرة مروحية. وقدمت الجماهير التحية للاعبين والطاقم الفني، وبادلوا الأنصار التحية ورفعوا الكأس الأفريقية، وهو أول لقب لهم بعد غياب دام 29 عامًا. وشهدت مختلف الطرقات السريعة نحو وسط العاصمة شللًا مروريًا كاملًا؛ بسبب الاستقبال الأسطوري لنجوم "الخضر" (لقب آخر للمنتخب الجزائري)، حيث قضى بعض المشجعين ساعات طويلة عالقين وسط الزحام المروري. ورغم المرافقة الأمنية اللافتة، إلا أن حافلة "الخضر" وجدت صعوبة في التقدم نحو وسط العاصمة؛ بسبب الأنصار المتدافعين حولها مشيًا على الأقدام وبالدراجات النارية. وبعد ساعتين من السير، لم تتمكن الحافلة سوى من قطع ثلاثة كيلومتر من المطار إلى حي الموز باتجاه وسط العاصمة. ووجد عناصر الشرطة والدرك الوطني (قوة تابعة لوزارة الدفاع) صعوبة كبيرة في تنظيم حركة المرور. ويعتبر هذا الاستقبال هو الثاني من نوعه، حيث حظي "الخضر" بمثله عام 2009، عقب تأهلهم لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، إثر الفوز على المنتخب المصري في مباراة فاصلة. ومنذ الساعات الأولى من صباح السبت، تجمع في ساحة "أول مايو" بالعاصمة عشرات الآلاف من الجزائريين، رافعين أعلام جزائرية، في انتظار وصول المنتخب المتوج بالتاج الكروي الأفريقي. وبذلك اللقب، رفع المنتخب الجزائري رصيده إلى لقبين أفريقيين، فاز بأولهما عام 1990، بينما يتصدر "الفراعنة" المنتخبات الأكثر فوزًا بالبطولة برصيد سبعة ألقاب. أعلى وسام وطني منح الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، أعلى وسام وطني، للمنتخب الجزائري لكرة القدم المتوج بكأس إفريقيا للأمم للمرة الثانية في تاريخيه. جاء ذلك خلال حفل استقبال رسمي لمحاربي الصحراء بقصر الشعب (أحد القصور التي تقام بها الاحتفالات الرسمية) بالعاصمة الجزائر. وقال بن صالح في كلمته بالمناسبة مخاطبا اللاعبين والجهاز الفني للخضر "قررنا أن نسدي لكم أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني اعتبارا للإضافة التاريخية المشرفة وتقديرا لإعلائكم رصيد وشأن الرياضة الجزائرية". وكرمت الرئاسة الجزائرية، المدرب جمال بلماضي وطاقمه واللاعبين المتوجين بالتاج القاري، بوسام بدرجة "عشير"، بحسب الإذاعة الرسمية. ووسام الاستحقاق الوطني بدرجة "عشير"، هو أعلى وسام وطني تمنحه الدولة الجزائرية كاعتراف لكل من ساهم في إعلاء مكانة الوطن وتعزيزها، من مدنيين أو عسكريين. وخاطب بن صالح اللاعبين، قائلا "لأنكم من طينة هذا الشعب العظيم، حملتم في قلوبكم أمانة تحقيق الحلم، حلم الفوز والتتويج بالكأس الثانية".