قال محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية، الملقب ب »أبي حفص »، إن العلاقات الأفقية بين الأشخاص هي شأن دنيوي لا علاقة له بالدين، مبرزا أن الدين « يهتم فقط بالقضايا المشتركة الكبرى المتفق عليها من قيم وعقائد وأخلاق وعبادات، أما الأمور الأخرى فهي أمور مختلف فيها منذ العصور الأولى التي ظهر فيها الإسلام »، على حد قوله. وزاد الرفيقي، في رده على أسئلة الحضور خلال ندوة علمية من تنظيم حركة ضمير حول موضوع « الحريات الفردية بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية »، أمس الخميس بالرباط، يقول إنه « لا وجود للمسلمات والإجماع في الحريات الفردية، بل اختلف الناس فيها منذ زمن، والاختلاف ظاهرة إيجابية، لكنه يبرز بجلاء أن هناك فراغ ديني في مثل هذه الأمور، والدين لا يقحم نفسه فيها، ويجب على الناس أن تقتنع بذلك ». وشدد أبو حفص على ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي يفهم بها الإنسان دينه حتى لا يتدخل في شؤون الآخرين، ويحترم الحريات الفردية، لأن »كل شخص حر في قناعات، ولا يجب إلزام الآخرين على التباع نفس الدين أو نفس الطرق التدينية، واتهامه وتكفيره من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل وجب أن يكون الملتزم فردانيا، وألا يدخل علاقته العمودية مع علاقاته الأفقية مع الناس، وهذا تطور جيد يجب تثمينه والعمل عليه »، وفق تعبيره.