دعا بنسعيد آيت ايدر إلى صلح الشرفاء بين الجزائر والمغرب، قائلا بخصوص ذلك إنه بدون «صلح الشرفاء» بين المغرب والجزائر لن يكون هناك لا استقرار ولا نمو في البلدين، ولا مغرب كبير في الأفق، ولا فعل إيجابي في إفريقيا ما وراء الصحراء، ولا شراكة مع أوروبا وأمريكا. وتمنى بنسعيد، وهو أحد قادة جيش التحرير وأحد رموز العمل النضالي المغاربي المشترك، في ندوة بجنوب المغرب أول أمس السبت، حول "قضية الصحراء على ضوء التطورات الإقليمية والتحديات الأمنية»، أن يتوقف مسلسل التوتر بين المغرب والجزائر لأن استمراره يهدد استقرار وسلام الشعوب المغاربية»، بحسب ما ذكرت « القدس العربي ». وتعرف العلاقات بين المغرب والجزائر منذ ستينيات القرن الماضي توتراً يعرف هدوءاً أحياناً، رغم النضال المشترك للبلدين ضد الاستعمار الفرنسي، وقال بن سعيد إن «النتيجة الوحيدة للتصعيد والتنابز بين البلدين الشقيقين هو الإضعاف المتبادل للبلدين والدولتين وزرع العداوة بين الشعبين وذلك يمس المصالح الإستراتيجية للشعبية وللدولتين»، بحسب المصدر ذاته. وأضاف أن مستقبل الجزائر هو المغرب ومستقبل المغرب هو الجزائر: «أحلم بقاطرة مغربية جزائرية تبني الفضاء المغاربي وتجوب شعاب إفريقيا ما وراء الصحراء، وأن تصبح الصحراء قاطرة وصل وليس قاطرة فصل». واعتبر أيت إيدر، الذي أقام في سبعينيات القرن الماضي في الجزائر لاجئاً سياسياً، أن «نزاع الصحراء الذي ينخر المنطقة المغاربية ويبلع إمكانياته المادية والبشرية نزاع طال أكثر مما تستلزمه معالجة المشاكل التي كانت سبباً في اندلاعه، واليوم وبعد كل الفرص الضائعة لحله ثنائياً أو عربياً أو إفريقياً لا بد من الرجوع إلى الأصل، والأصل هو الضرورة الإستراتيجية لبناء وتأمين وتحصين الفضاء المغاربي، وفي هذا الأفق لا مناص من حل مغاربي للنزاع»، تضيف « القدس العربي ». ودعا الزعيم اليساري النخب المغاربية، خصوصاً الشابة منها، إلى الانخراط أكثر في الفعل المدني واقتحام الحقل السياسي بحيوية ومسؤولية وعدم العزوف عن المشاركة في المؤسسات قصد تفعيلها وعصرنتها بفرض شفافية أكثر وتداول سريع لتمثيلية المواطنين والمواطنات. وأضاف: «أحلم بحصول قناعة جماعية بضرورة تجنيب الوطن المغاربي من الانزلاق إلى حالة انفلات قصوى تهدد في نفس الآن المجتمع والدولة على حد سواء، ولا سبيل لتجنب ذلك إلا في حالة الانخراط وتضافر جهود الجميع لبناء مشروع مجتمعي حداثي ودولة حق وقانون وطمأنينة». وقال بنسعيد أيت إيدر إن «المجتمعات التي تضمن لنفسها استقراراً وانخراطاً بإيجابية في عصرنا هي التي تبلور فيها بشكل جماعي قاعدة شراكة واسعة لإبعاد الخطر الذي يتهددنا، فبإمكاننا التوافق على هذا المشترك الكفيل وحده لإعادة بناء الثقة بين المجتمع والدولة، وأتمنى أن ينهض المغاربة من جديد لبناء هذا المستقبل المتوخى».