أكد مشاركون في المنتدى الأول للنظافة المنظم ، طيلة اليوم الجمعة بالعاصمة الاقتصادية، أن توسيع مجال تثمين النفايات بدل الاكتفاء بجمعها وطمرها، يعد مدخلا أساسيا لتعزيز التنمية المستدامة بمدينة الدارالبيضاء . وشددوا خلال هذا المنتدى، المنظم من قبل شركة الدارالبيضاء للخدمات بشراكة مع جامعة الحسن الثاني، على ضرورة استغلال ما تتيحه التكنولوجيا الحديثة من أجل تعزيز التدبير البيئي للنفايات المنزلية، مع العمل في الوقت ذاته على إيجاد حلول ناجعة للنفايات الصناعية وتلك التي تخلفها عمليات البناء . وفي هذا الصدد اعتبر نور الدين بوطيب الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، أن المحافظة على المقومات والمؤهلات التي تزخر بها مدينة الدارالبيضاء ، وتثمينها ، يقتضي الانخراط في تنمية مستدامة، مبنية بالأساس على الحفاظ على البيئة . وبعد أن أشار إلى أهمية المجهودات المبذولة من أجل وضع دفتر تحملات لمعالجة النفايات المنزلية وفق مقاربة تشاركية تهم كافة الفاعلين والمتدخلين في هذا المجال وكذا ساكنة المدينة، قال إن التوجه الأساسي لدفتر التحملات الجديد يتجلى في إلزامية النتائج التعاقدية، بحيث سيتم وضع أسس جديدة لعمل المصالح العمومية، تتماشى وخصوصية كل مقاطعة وعمالة على حدة . ولفت من جهة أخرى إلى أن البحث العلمي الهادف الى تحقيق النمو ونشر المعلومات العلمية والتقنية، يعتبر عنصرا أساسيا في التوعية، وأداة فعالة لتيسير إدماج التكنولوجيات الحديثة في إطار التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة . وفي السياق ذاته اعتبرت نزهة الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ، أن المغرب استطاع من خلال مختلف البرامج والدراسات العلمية، النجاح في الحد من التدهور البيئي، بالاعتماد على مقاربة مشتركة . وبعد أن أشارت إلى أن المغرب يتوفر على قوانين وإرادة لمواجهة مختلف التحديات البيئية، شددت على ضرورة توسيع مجال تثمين النفايات، وعدم الاكتفاء بجمعها، لأن طمرها يؤثر على البيئة، كما قد يساهم في تلويث المياه . وفي السياق ذاته ، قال مصطفى الباكوري رئيس مجلس جهة الدارالبيضاءسطات ،إن الجهة مدعوة أكثر من غيرها إلى إيجاد حلول عملية وواقعية قابلة للتنفيذ لمعضلة الاختلال البيئي، وفق هندسة مؤسساتية نموذجية ، ومقاربة نوعية . وتابع أن إشكالية النظافة، وتأثيرها على النظام الإيكولوجي، تقتضي حتما بلورة استراتيجية متعاقد حولها محددة الأهداف والوسائل، تضمن الالتقائية والتكامل والفعالية بين مختلف المتدخلين ، حتى يتسنى خلق فضاء منتج ومجال مندمج سليم، في إطار من التضامن والمسؤولية المشتركة . وفي الاتجاه ذاته ، أبرز عبد العزيز العماري رئيس مجلس جماعة الدارالبيضاء، أن التعاطي مع كل إشكاليات النظافة بالدارالبيضاء ، يقتضي بلورة مقاربة مندمجة تجمع بين جمع النفايات وتثمينها، فضلا عن التحسيس والمراقبة في إطار القانون . وبعد أن ذكر بمختلف الجهود التي تبذل من أجل جعل الدارالبيضاء نظيفة ، قال إن آثار هذه الجهود ليست في المستوى المطلوب . ويعرف المنتدى مشاركة ثلة من الفاعلين والمختصين، من ممثلي القطاعات الوزارية المعنية والمؤسسات والهيآت المهنية والمنتخبين، بالإضافة إلى خبراء وأساتذة جامعيين وممثلي المجتمع المدني.