كشفت فدرالية تكنولوجيات المعلومات والمواصلات اللاسلكية، عن خصاص مهول في عدد مهندسي الإعلاميات، تعاني منه المقاولات والشركات المغربية الكبرى بسبب اختيار أغلب خريجي المدارس العليا في لمغرب الهجرة إلى أوروبا حيث توجد ظروف عمل أفضل ومحفزات أكثر. وقالت سلوى قرقري بلقزيز رئيسة فدرالية تكنولوجيات المعلومات والمواصلات اللاسلكية، إنه لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع الطلب على مهندسي الإعلاميات المغاربة من الخارج، خاصة فرنسا وبلجيكا ». حسب ما صرّحت به ليومية ليكونوميست. وأضافت أن بلقزيز أن مكاتب التوظيف الأوروبية تتنافس لاستقطاب مهندسي الإعلاميات المغاربة، ومنهم من يلتحق للعمل بأوروبا دون أن يكمل عقد العمل الذي يربطه مع مقاولة مغربية كان يشتغل لديها ودون أن يمنح لهذه الأخيرة وقتاً كافيا للبحث عن شخص آخر يعوضه. المقاولات المغربية تضررت كثيراً من هجرة العقول المغربية في مجال الإعلاميات إلى أوروبا، ومن هذه الشركات من باتت تفكر في بجدية في نقل مقراتها إلى دول أخرى توجد بها أطر مؤهلة في هذا التخصص الذي بات محدداً استراتيجيا في جميع الشركات في العالم. يقول رضوان مبشور، المدير العام لشركة « أطوس » المتخصص في المجال الرقمي، إن شركته لوحدها بحاجة إلى 400 مهندس إعلاميات سنة 2018، إلا أن العثور على هذا العدد صعب جدّاً، مضيفاً « هناك نقص كبير في عدد المتخرجين سنوياً، زيادة على أن المغرب يواجه منافسة كبيرة من طرف الأوروبيين ». وتُخرّج المدار والجامعات المغربية حوالي 6500 متخصص في الإعلاميات، ويحظى الخريجون المغاربة باعتراف دولي من ناحية الكفاءة، ولذلك قليل منهم من يشتغل في سوق العمل بالمغرب. وفي هذا الصدد يقول مبشور، إن الخريجين المغاربة يفضلون الهجرة بحكم أن الدول الأوروبية تغريهم بتوفير جميع الوثائق الضرورية (تأشيرة طويلة الأمد، شهادة الإقامة .. إلخ)، وهذا لا يمكن للشركات المغربية أن تنافس فيه نظيراتها الأوروبية.