لا ندعي امتلاك الحقيقة، ولا نغامر ولا نقامر بالدين ونرفض فتاوى تجارة الإيمان لكي تصل إلى البرلمان. فنحن لا نشتري بآيات الله ثمنا قليلا. كما أننا لا ندغدغ العواطف ولا نركن للديماغوجية، بل نستفز النفس بكل صفاء نية..هكذا جدد تيار "أولاد الشعب" التابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دعوته شيوخ التوحيد والاصلاح أجل عقد مناظرة حول موضوع الحرية في علاقة بأمور الدين والدنيا. إنها الدعوة التي كانوا قد وجههوها في فترة سابقة إلى شيوخ حركة التوحيد والإصلاح واليوم يجددونها بعد النقاش المحموم حول الحريات الفردية يجددون الدعوة لعموم الشيوخ. وحمل التيار "مسؤولية اندحار" هذا الجيل لهؤلاء الشيوخ، مؤكدين في رسالة مفتوحة:"إننا كجيل شبابي حالي ليس علينا وزر اندحار الأمة فتلك مسؤولية السلف السابق ولا تزر وازرة وزر أخرى". كما قدمت الرسالة الدنيا والحياة السياسية من منظور تيار الشعب وفق ما أسموه ب"حداثة شعبية" التي فسروها بالعبارات:"يمكن توصيفها وفق منهجيتكم العقلية التبسيطية كالتالي عندما يصاب مؤمن بداء فتاك في بدنه، فإنه يبحث عن الدواء فمن خلق الداء خلق الدواء.. وحيث أن دفع الضرر أولى من جلب المصلحة، فإن الترخيص بالبحث عن العلاج أمر شرعي ومشروع. وكيف الحال وأمتنا مريضة وحاجتها للعلاج ضرورة. فانتم تعلمون علم اليقين أن الضرورات تبيح المحظورات، ليس في العقيدة وإنما في سياستنا وتدبيرنا لأمور دنيانا المتغيرة تغير الزمان والمكان وحالة الإنسان ." وعبر "أولاد الشعب" عن ولائهم لله والعقيدة المحمدية كما أعلنوا عن رفضهم فتوى الإيمان كما يصر بعض الشيوخ على فعله. وفيما يلي نص الرسالة الكامل: بسم الله الرحمان الرحيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تيار الاختيار الحداثي الشعبي - ولاد الشعب- إلى شيوخ حركة التوحيد والإصلاح دعوة لعقد مناظرة حول موضوع الحرية، جواب الجيل الجديد حول الدين والدنيا، السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته اللهم أنت أعلم بنا من أنفسنا، ونحن أعلم بأنفسنا منهم، اللهم اجعلنا خيرًا مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون، ولا تؤاخذنا بما يقولون. يقول الله الحكيم الخبير ًإنما إلهكم واحد ً. يقول الله تعالى قل كلٌ يعمل على شاكلته فَرَبُّكُم أعلم بمن هو أهدى سبيلا.ً يا أيها الشيوخ، إن الجيل الجديد نتاج ما صنعت أيديكم أنتم معشر السابقين. فلا تعجلوا علينا ولا تسعوا لتحميلنا ما لا طاقة لنا به. فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. إننا كجيل شبابي حالي ليس علينا وزر اندحار الأمة، فتلك مسؤولية السلف السابق ولا تزر وازرة وزر أخرى، كما ذكر ذلك في كتاب الله المحفوظ. إننا جيل ورث الهزيمة وإرثها ثقيل، إرث ينطلق من الفقه مرورا بالاقتصاد والسياسة وصولا إلى المعرفة والتكنولوجيا...إننا جيل ورث الفقر وملزم بتحقيق التنمية..ملزم بتحرير العقول من عقم الاستهلاك دون قدرة على الإنتاج ..إننا جيل ورث الأمية والخرافة والجهل ومطالب بتدارك هول الهوة التي تفصلنا عن واقعنا المعاصر.إننا جيل نشأ بالمغرب لكنه مطلع على تفاعلات العالم منفتح على إنسانيته. أنتم تدركون، أيها الشيوخ، أسباب هزيمة الأمة ومعها قد تدركون أن لا ذنب للجيل الحالي فيما وقع بالماضي. قد توسوس لكم أنفسكم أننا كجيل جديد نريد الاستسلام لحاضر الهزيمة. جوابنا عميق نحن لا نريد توريث الهزيمة لخلفنا كما فعل من سبقونا، والحداثة الشعبية ليست دينا جديدا نبشر به، وليست ملة وضعية نرغب بها عن ملة إبراهيم حنيفا..اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم. الحداثة الشعبية، يا شيوخ الحركة ، يمكن توصيفها وفق منهجيتكم العقلية التبسيطية كالتالي عندما يصاب مؤمن بداء فتاك في بدنه فإنه يبحث عن الدواء فمن خلق الداء خلق الدواء.. وحيث أن دفع الضرر أولى من جلب المصلحة فإن الترخيص بالبحث عن العلاج أمر شرعي ومشروع. وكيف الحال وأمتنا مريضة وحاجتها للعلاج ضرورة. فانتم تعلمون علم اليقين أن الضرورات تبيح المحظورات. ليس في العقيدة وإنما في سياستنا وتدبيرنا لأمور دنيانا المتغيرة تغير الزمان والمكان وحالة الإنسان . قد تطرحون هذا السؤال الاستنكاري كيف تبحثون عن دوائكم ولا يصلح آخركم إلا بما صلح به أولكم.. جوابنا صريح إن سوء تدبير دنيانا هو ما أفسد علينا ديننا وبالتالي وجب معالجة المرض الدنيوي بالجراحة والأشعة وليس بالرقية فقط..أما ما صلح به أولنا فهو محطة إنسانية راقية نبعها رباني نبيها محمد عليه أزكى صلوات الله، أدى الأمانة وبلّغ الرسالة، لا يستطيع أحد منا إدراكها بالكامل فالله تعالى أرسل محمد نبيا كريما و ًما ينطق عن الهوى ً وهو خاتم الرسل والأنبياء وبالتالي لا وحي بعده و إنما اجتهاد و تأويل . و رسول الرحمة أسوتنا. وحيث أنكم يا شيوخ الحركة ترغبون في الاجتهاد فلكم أجر..فهنيئا لكم بأجركم.. والاجتهاد مرخص به في الدين وله تقنينات وآليات وضوابط فقهية وعلمية ..فكيف يكون اجتهادنا في أمور دنيانا ممنوعا بل حراما ؟؟؟؟..فلا تحرمونا أجرنا. أليس قضاء حوائج الناس من ميزان العمل الصالح ؟..أليس رد المظالم عبادة نجازى عليها إن نحن أوفيناها ؟..أليس الفقر عدوا للدين ؟..أليس الظلم عدوا للدين ؟..أ وليس الاستعباد عدوا للدين ؟.. أ وليس أكل أموال الشعب بالباطل عدوا للدين؟..أ وليس الجهل عدوا للدين ؟.. أ و ليست الخرافة عدوا للدين؟ .أ وليس الإكراه في الدين عدوا للدين؟..أ و ليس الغلو في الدين عدوا للدين؟..أ وليس العمل بأمر الله إن استطعت إليه سبيلا ؟..أ وليس الدين المعاملة ؟..أ وليست الكلمة الطيبة صدقة ؟ ..أ وليس من أحيا نفسا كمن أحيا الناس جميعا ؟ وإذا كانت المعصية تغضب الرب، ألا تطفئ الصدقة غضب الرب؟ أ وليست الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها؟ أ وليست التوبة طموح وسبيل خير الخطائين ؟ أ وليس ربنا الله جل في علاه الذي نبهنا إلى أن عدو الإنسان بالمقام الأول شيطان و ليس إنسان؟..بلى ورب محمد. يا شيوخ الحركة، ولاؤنا لله .قلوبنا ربانية، عقيدتنا محمدية، مرجعيتنا شعبية، ثقافتنا إنسانية، وعينا حداثي، حريتنا مسؤولية، سياستنا واقعية، اجتهادنا إصلاحي، والاختيار للمواطنات والمواطنين. لا ندعي امتلاك الحقيقة. ولا نغامر ولا نقامر بالدين .ونرفض فتاوى تجارة الإيمان لكي تصل إلى البرلمان. فنحن لا نشتري بآيات الله ثمنا قليلا. كما أننا لا ندغدغ العواطف ولا نركن للديماغوجية ولسنا بصدد رثاء الأطلال. بل نستفز النفس بكل صفاء نية قصد رفع الظلم وتحقيق التنمية والأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى ...ولا رهبانية ولا كهنوت في الإسلام بل هو رحمة للعالمين. لا نوزع صكوك المعصية ولا ننتظر من بشر خطاء غير معصوم مهما كان موقعه أن يوزع علينا صكوك الغفران، فالمؤمن الحقيقي لا يعجب بعمله، لأنه لا يدري ما الخاتمة. والله تعالى وحده مالك مفاتيح الجنة التي لن يدخلها احد إلا برحمته..سبحانك ربنا وإليك المصير..سبحانك تعذب من تشاء وتغفر لمن تشاء. وأصل العدل نظام في الدنيا نظام الفرد ونظام الجماعة عن حرية واختيار وقناعة و ليس باللجم والإكراه و الوصاية..نظام الفرد ينبني على فسح المجال للحرية في الاختيار قال الله عزوجل ًإنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفوراً..وكذلك تحمل مسؤولية ما نختار وذاك ما أبرزه الحديث القدسي ً ً يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ً ..ونظام الجماعة أصله قول الحكيم الخبير وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَلَمِينَ. إن هذا الجيل الجديد ورث جذور أزيد من سبعين فرقة دينية كلها تحتكر الحديث باسم الله، جلها تدعي النجاة وتحرم الباقين، جلها تتفق على أن أركان الإسلام خمس ومع ذلك يجعلون الولاء لفرقتهم الركن السادس ويكون هو سر انهزامهم..جلها تزعم استعادة الفردوس المفقود في حين أن الفردوس الذي وعدنا الله به يوجد بالجنة...وعد الله الحق. صدق الله وصدق رسوله وكذبوا هم، ندعوالله أن لا يجعلنا وشيوخ الحركة منهم دعاة على أبواب جهنم. إن هذا الجيل الجديد يدرك أن على المؤمن أن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، مثلما يعي جيدا أن عليه العمل لآخرته أيضا كأنه يموت غدا. ويعلم أيضا أن نفسه بما كسبت ستكون غدا رهينة فحسابه عند ربه خلاصة لعمله. وبالتالي فالإنسان المؤمن هو حل من أي وسيط بينه و بين ربه..وهذاا سر استمرارية روح العقيدة المحمدية في قلوبنا وعقولنا..فالله كرمنا بعقل ميزنا عن الأنعام وبتوبة تعذب الشيطان وبحكمة سجدت لها ملائكة الرحمان، أفلا نكون من الشاكرين. يا شيوخ الحركة، رددوا معنا دعاءنا اللهم أنت أعلم بنا من أنفسنا، ونحن أعلم بأنفسنا منهم، اللهم اجعلنا خيرًا مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون، ولا تؤاخذنا بما يقولون . فهذا الجيل لا يسعى لإحلال ما حرم الله ولا يسعى لتحريم ما أحل الله، كما انه لا يعترض على سنة الله التي لن نجد لها تبديلا، بل هو جيل يطالب بحقوقه التي وهبها الله له وفي مقدمتها الحرية. إنه جيل ينشد وطنا موحدا يستفيد من الجميع ويستفيد منه الجميع، وطن يحترمه الجميع و يحترم الجميع وطن يباركه الله ثم المواطنات والمواطنين. إن تعاقد العهد الدستوري الجديد يضمن لنا جميعا إسلامية الدولة ويضمن أيضا إسلامنا من خطر الأدلجة السياسية التي تسعى للحكم والتحكم في رقاب الناس دون خوف ولا حياء من رب الناس. يا أيها الشيوخ ، كلنا فقراء لله والله غني حميد ، فاحذروا أن تأخذكم العزة بالإثم. تيار الاختيار الحداثي الشعبي –أولاد الشعب- --