أدت « معركة الصحون الطائرة » و الخلافات التي تلتها بسبب توزيع بطائق التصويت المؤتمرين، واحتجاج أنصار حميد شباط على ما أسماوه « الاقصاه المتعد » إلى تأجيل انتخاب الامين العام لحزب الاستقلال واللجنة التنفيذية الجديدة. وقال حفيظ الزهري، باحث في العلوم السياسية ومحلل سياسي، إن « تأجيل انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال في اعتقادي راجع بالأساس لفتح مزيدا من الوقت من أجل البحث عن تفاهمات بين التيارين قد تخفف من حدة التوتر بين أنصارهما وليس لمشكل تقني كما جاء في بلاغ رآسة الموتمر ». وتابع نفس المتحدث قوله، في تصريح خص به « فبراير » وهذا التأجيل يبين مدى حدة التوتر داخل حزب علال الفاسي والتي وصلت لدرجة العنف وهذا ما لم نعهده في حزب ألف منطق التفاهم قبل الذهاب للموتمرات الوطنية »، مضيفا « التأجيل لمدة أسبوع في اعتقادي كاف لمفوضات قد تخلق نوعا من التقارب والتفاهم بين شباط ونزار البركة ». وسجل الزهري أن « ما يحدث في حزب الاستقلال يمكن أن يحدث في جميع الأحزاب الوطنية وهذا راجع بالأساس لتراجع هذه الأحزاب عن القيام بدورها التأطيري للقواعد وأصبحت المسافة بين الطرفين تتسع هوة مما يجعل حضور القواعد مناسباتيا ومعرضة للتجييش من قبل أشخاص يبحثون عن مكانتهم على حساب هذه القواعد، التي غالبا ما يكون حضورها مقرون بنوع العلاقة تجمعها بأحد القياديين الوطنيين أو المحليين. هذا التراجع عن القيام بدورها التأطيري للقواعد والحضور المناسباتي لهذه الاخيرة ساهم، حسب نفس المتحدث، » في تأزيم العلاقة بين المواطن والأحزاب السياسية حيث اختارت الأغلبية العزوف عن الممارسة الحزبية وبالتالي وجب العمل على تفعيل الديمقراطية الداخلية وتداول النخب السياسية داخل الأحزاب السياسية وتطبيق مبدأ المسؤولية والمحاسبة لأن هذه الأحزاب تمول من جيوب دافعي الضرائب ». وخلص الباحث في العلوم السياسية إلى التأكيد على أن المشهد المغربي في حاجة إلى الاصلاح وقال « هذا ما يجعلنا نؤكد أن المشهد الحزبي المغربي في حاجة لإصلاح جذري والبحث عن وسائل جديدة لتحقيق المصالحة مع المواطن وتغليب المصلحة العامة على الخاصة ».