اعتبر المحلل السياسي حفيظ الزهري أن الخرجة الإعلامية للأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط يوم أمس الثلاثاء، تعكس أن زعيم حزب علال الفاسي "يلعب آخر أوراقه ويحاول ممارسة المزيد من الضغوطات من أجل انتزاع مكاسب معينة". وقال الزهري في تصريح لجريدة "العمق" إنه "يظهر من خلال تصريحات شباط الأخيرة أن حزب الاستقلال يعيش صراعا داخليا قويا أدى إلى عزل الأمين العام الحالي عن أنصاره السابقين"، معتبرا أن "تصريحات شباط الأخيرة ستجلب المزيد من المتاعب له، لا على المستوى الحزبي أو على المستوى النقابي". وأبرز أن "شباط من خلال تصريحاته النارية في جميع الاتجاهات، يبدو أنه فقد عددا من أنصاره خلال المؤتمرات الإقليمية للحزب استعدادا للمؤتمر الوطني المقبل، رغم محاولته الظهور في ندوته الصحفية بمظهر البطل المنقذ للحزب وكآخر قلاع الممانعة داخل حزب علال". وأوضح أن "تغليب شباط لمصالحه الشخصية والاقتصادية سيغلّب كفة أنصار نزار البركة، وإلا فإن حزب الاستقلال سيعيشُ عزلة سياسية كبيرة داخل المشهد السياسي المغربي في حالة استمرار شباط على رأس الأمانة العامة للحزب نظرا للعداء المجاني مع الفاعلين السياسيين والناتج عن تصريحاته النارية والشعبوية". وأشار أن "الملاحظ عن حزب الاستقلال في ظل الأحداث والتطورات التي يعرفها خلال العشرية الأخيرة، أنه بات يملك قاعدة جماهيرية وقيادات من الجيل الجديد التي لم تعش فترة المقاومة ولا مرحلة الاستقلال وهي قاعدة لها اهتمامات غير التي كانت لدى القيادات السابقة التي تميزت بالممارسة السياسية الوطنية". ولاحظ أن "الجيل الجديد راهن على النقابي في شخص شباط لتحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية محضة، لكن سقوط شباط في الشعبوية وتغليبه للصراع السياسي على المطالب الاجتماعية خيب آمال رفاقه مما جعلهم يفكرون في المزج بين الانتماء للعائلة الفاسية أي العودة لما قبل مرحلة شباط وما هو اجتماعي". وأبرز أن "هذا ما جعل الرهان يبقى محصورا على نزار البركة الشخصية المنحدرة من سلالة علال الفاسي والمتمرس على الملفات الاجتماعية بحكم المناصب التي تقلدها من الحكامة إلى المالية وصولا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي حيث اشتغل على ملفات اجتماعية واقتصادية". واختتم الزهري حديثه لجريدة "العمق" بالقول إن وجود بركة على رأس حزب علال الفاسي "سيعطي لحزب الاستقلال، في اعتقادي، وضعا جديدا في الساحة السياسية المغربية يكون بمقدوره العودة للمنافسة السياسية والانتخابية بقوة في المرحلة المقبلة باعتباره حزب محكم التنظيم قد يتجاوز سقطة السابع من أكتوبر".