ساعات معدودة على الفاجعة، كانت كافية كي يقوم الملك بالخطوة التي كانت متوقعة. فقد اعتاد الملك في مثل هذه الفواجع، أن لا يترك الفراغ، وأن يتحرك بسرعة. الملك الذي منح أمس مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 5 ملايين دولار للسكان الفلسطينيين بقطاع غزة، يوم 10 يوليوز 2014، لا يمكنه أن يتأخر لتفقد ضحايا انهيار ثلاثة منازل بواحد من أشهر أحياء مدينة الدارالبيضاء. زار الملك محمد السادس الضحايا في المستشفى واستمع لهم، وتفقد الدور المنهارة، وطرح الأسئلة، لعل بعضها محرج، بما في ذلك سؤال الطابق الخامس الذي شيده صاحب العمارة المنهارة في منطقة، يٌمنع أن تتجاوز فيها البنايات، الطابق الرابع، بالإضافة إلى الأشغال التي باشرها منذ أيام، والتي عجلت بانهيار بيت كلف المنزلين المجاورين، جحيم الانهيار ! إن الجحيم الذي عاشته بعض الأسر اليوم، وهي تحدث على الطرف الآخر من مقبرة الحطام، ذويها، وهم يسمعون على الهاتف المحمول:" واعتقونا"، وهم عاجزون عن إنقاذهم، درس جديد يسائل دولة، لازالت تعول في انتشال ضحايها تحت الأنقاض على همة الشباب، الذي عرى عن سواعده، وجازف بحياته، من أجل انقاذ حياة جار أو صديق، مع العلم أن هذا النوع من التطوع، قد يؤدي إلى خطوة غير محسوبة في علم الانقاذ، ويعجل بوفاة ضحية عوض إنقاذه. البلاغ الرسمي الذي عممته وكالة الأنباء العربية، تحدثت عن "التفاتة ملكية، يعبر من خلالها جلالة الملك عن تضامنه التام وتعاطفه الكامل مع الضحايا، ووقوفه إلى جانب الأسر المكلومة والمتضررة جراء هذا الحادث المؤلم" الأكيد أن الملك محمد السادس الذي قيل أنه رفع، بعيد جلوسه على العرش، شعار "تازة قبل غزة"، والذي يرفع اليوم شعار "تازةوغزة"، وهو يؤازر الغزوايين والقصف الإسرائيلي يستهدفهم، لن يكون راضيا عن مغرب، تتفجر فيه المساجد والدور كأية قنابل موقوتة في القرن الواحد والعشرون.. بعد هذه الخطوة، يحتاج المغاربة إلى خطوات، حتى لا ينامون وهم لا يعلمون إن كانوا سيستيقظون في بيت يضمن لهم كرامتهم، وليس حفرة يدفنون بقعرها، قبل أن تنقل جثتهم إلى المقبرة!