انتشلت عناصر الوقاية المدنية، صباح أمس الأربعاء، جثة امرأة في عقدها الرابع، ضحية انهيار منزل من ثلاثة طوابق، في زنقة الهدهد، المتفرعة عن زنقة أكادير، بمقاطعة سيدي بليوط، في مدينة الدارالبيضاء، بعد بحث تحت الأنقاض دام أكثر من ثماني ساعات. انتشال الضحية من تحت الأنقاض صباح أمس الأربعاء (سوري) وأدى انهيار العمارة السكنية إلى إصابة ابني المرأة المتوفاة بجروح متفاوتة الخطورة، ما استدعى نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد. وأفاد مصدر "المغربية" أن حالتهما الصحية كانت مستقرة، وأن سن الضحية الأول 11 سنة، والثاني 18 سنة. وأشارت أصابع الاتهام في موقع الحادث إلى ورش لبناء عمارة سكنية بجوار المنزل المنهار، إذ قال كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، إن صاحبه لم يحترم الضوابط التقنية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وأضاف الديساوي، متحدثا مع "المغربية"، أن صاحبة ورش البناء منح لها ترخيص مشروع بناء عمارة سكنية من طرف مجلس مدينة الدارالبيضاء، حسب ضوابط التعمير، وأن هذا الملف مر من المساطر القانونية العادية، عبر الوكالة الحضرية ومجلس مدينة الدارالبيضاء. وأوضح المتحدث أن "الإشكال غير مرتبط بمنح الترخيص، بل بحفر طابق تحت الأرض، لم يحترم الضوابط التقنية المعمول بها في مثل هذه الحالات، إذ كان يجب تقوية الجدران المحيطة بورش البناء، تحت إشراف مهندس مختص في الإسمنت المسلح، وبالتالي، فإن صاحبة المشروع كانت تظن أنها غير ملزمة باحترام ضوابط البناء والإرشادات التقنية للمهندس، وفي غياب ذلك، بدأت عملية الحفر، التي أثرت على البنيات المجاورة للمنازل المحيطة بالورش، لأن الجدران لصيقة ببعضها البعض، ما أدى إلى انهيار المنازل". ووقع الحادث، حسب شهود عيان، في الواحدة والنصف من صباح أمس الأربعاء، حين أحس سكان العمارات السكنية المحيطة بورش البناء بحركة ارتداد خفيف، لكنهم لم يعيروا الأمر انتباها، وبدأ معظم السكان يستعدون للنوم، في حين، كانت الضحية وابناها نائمين. وفي حدود الواحدة و45 دقيقة صباحا، حدثت الفاجعة، وانهارت الشقة السكنية لأسرة الضحية، التي غطتها أنقاض المنزل المنهار، ودب الخوف والهلع في نفوس سكان زنقة الهدهد وزنقة أكادير، الذين خرجوا مرعوبين من منازلهم، ظانين أن الأمر يتعلق بهزة أرضية. وبعد دقائق على الانهيار الأول، الذي خلف ضحية وجريحين، وقع انهيار ثان، متسببا في خسائر مادية، دون خسائر في الأرواح، إذ انهارت الشقق الثلاث المتبقية من العمارة. وتجند سكان زنقة الهدهد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية. وقرب العمارة المنهارة، وقف المصطفى، أحد سكانها، بملابس نومه، يتابع، بترقب وحسرة، عناصر الوقاية المدنية وهي تبحث بين الأنقاض عن المفقودة. وقال مصطفى "منذ أكثر من 20 يوما وأشغال الحفر مستمرة في جوار منازلنا، دون رقيب أو حسيب، وطالما حذرنا صاحبة الورش من خطر ملامسة أساسات عمارتنا السكنية، لكنها لم تكترث لتحذيراتنا، إلى أن وقعت الفاجعة". وخلف الحادث تشرد خمس أسر، وجدت نفسها في العراء بعد انهيار شققها السكنية، كما لحقت خسائر بمجموعة من السيارات، كانت مركونة بمحاذاة المنزل المنهار. واستعانت عناصر الوقاية المدنية بالكلاب المدربة في بحثها عن المفقودين، ليتأكد، بعد ذلك، أن هناك ضحية واحدة، وهي أرملة وأم لابنين.