أسابيع فقط بعد الخرجة الإعلامية لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، بمجلس المستشارين، حينما اتهم مسؤولي التلفزيون المغربي بتحويل المغرب إلى ما أسماه "ماخور المكسيك"، أثارت حلقة من برنامج "ديسافيو دي مارويكوس"، الذي تبثه إحدى القنوات الكولومبية، ردود فعل قوية من المجتمع الكولومبي بسبب ظهور المتسابقين والمتسابقات حفاة عراة داخل حمام تقليدي بمدينة فاس، مما جر على مخرج الفيلم الغضب لعدم احترامه لتقاليد البلد المضيف المغرب.
وانتقدت العديد من فعاليات المجتمع المدني بكولومبيا البرنامج، الذي يدخل في صنف "تلفزيون الواقع"، بسبب عرضه للقطات حميمية دون إعلان مسبق، كما تقتضي أخلاقيات المهنة ذلك، لكون نسبة مهمة من مشاهدي البرنامج هي من فئة القاصرين والناشئين.
وعبر أكثر من 200 مشاهد عن غضبهم من مضمون الحلقة، حيث اعتبروا أن الحلقة لم تقدم أية إضافة نوعية بقدرما خلقت زوبعة إعلامية، لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار للفئة المستهدفة من البرنامج .
وقالت مقدمة البرنامج :" تلقينا حوالي 200 رسالة تنتقد مضمون الحلقة التي لم تقدم أية إضافة للبرنامج"، مضيفة :" يعتبر العديد من المشاهدين أن هذا البرنامج تشاهده العائلات بمن فيها فئة الأطفال وبالتالي لم يكن من المنطقي والمعقول أن يتضمن لقطات حميمية".
أما إحدى الصحفيات فاعتبرت، أن اللقطات المشينة والحميمية التي تضمنها البرنامج، تعد إساءة للنساء المغربيات اللواتي يغطين شعرهن بالحجاب، بحسب ما تقتضيه ثقافتهن وأعرافهن".
وأضافت :" استمعنا بشكل جيد لآراء مشاهدينا وكانوا على صواب، لاسيما أولئك الذين اعتبروا أن الحلقة إساءة للنساء المغربيات اللواتي يقطن في البوادي والقرى والمعروفات بتقاليدهن المحافظة".
أما بعض المشاهدين فقد اعتبروا أن الحلقة تناقض الحملة التي أطلقتها قناة " كاركول" قبل أشهر حينما دعت الرجال إلى عدم التحرش بالنساء أو اعتبارهن كموضوع للجنس والمتاجرة. مما يشكل نوع من ازدواجية الخطاب.
وفي انتظار ما ستحمله الأيام القليلة القادمة، يبدو أن السلطات المغربية وعلى رأسها وزارة الاتصال، التي يديرها الوزير الإسلامي، مصطفى الخلفي، قد علمت بالبرنامج وربما منحت الترخيص بتصويره وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام .