لم تكن محاكمة الصحافي حميد المهداوي كلها مرافعات ومشاحنات بين الهيئة والدفاع، بل تخللتها لحظات مؤثرة وأخرى أبكت بعض الحضور، والبداية حينما ارتعشت أجساد الحاضرين بعد قبول القاضي فوريا طلب هيئة الدفاع بتمكين الصحافي المهداوي من كرسي للاستراحة من شدة الوقوف طوال المحاكمة التي دامت لأزيد من خمسة عشر ساعة. أما اللحظة التي أبكت بعض الحضور، فهي التي تسلل فيها ابن المهداوي من رقابة والدته وانسحب بهدوء إلى أن اقترب من والده وعانقه بحرارة، دفعت فعلا بعض الحضور إلى البكاء، على حد ما كتبه الهيني الذي يعد أحد أصدقاء المهداوي. وتجدر الإشارة إلى أن المهداوي حوكم بالتحريض على التظاهر وفق القانون الجنائي وليس قانون الصحافة كما طالب الدفاع، وأصدرت المحكمة الابتدائية حكمها بالسجن في حق المهداوي لمدة ثلاثة أشهر وغرامة مالية قدرها عشرون ألف درهم.