وجدت قيادات توصف ب « صقور » البيجيدي نفسها في موقف حرج على خلفية أحداث الريف. القيادات لا تريد أن تصطدم بالحكومة التي يقودها حزبها، وفي نفس الوقت ترفض طريقتها في التعامل من احتجاجات الحسيمة. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون عسيرة على هذه القيادات، في ظل غياب أي أفق للحل يؤدي إلى انفراج أزمة الريف، حيث سيستمر النقاش الحاد والتراشق الكلامي داخل البيجيدي، بين تيار يرفض المقاربة الأمنية ويدعو إلى الاستجابة لمطالب الساكنة وبين الحكومة، التي تستمر في منع الاحتجاجات ومواصلة الاعتقالات. في هذا الصدد، كتب عبد العالي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني للحزب والمستشار البرلماني عنه، في تدوينة على صفحته بالفيسبوك: « الريف يحتاج إلى جواب سياسي وليس جواب أمني »، مضيفا في نفس السياق، « أوقفوا مقاربتكم القاصرة والخاطئة والفاشلة ». أمينة ماء العينين،البرلمانية عن حزب المصباح، حدت حدو حامي الدين، وقالت « في تصوري المتواضع أزمة حزبنا تعرت أكثر عبر البلاغ »، في إشارة إلى البلاغ الذي أصدرته أحزاب الأغلبية، يدعو إلى « التعاطي الايجابي » مع قرار منع مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة، مضيفة في نفس الاطار، « أصبح دور الحزب في المشهد السياسي يطرح أسئلة جدية ». وتؤشر هذه المعطيات على أن هذا النقاش سيكون حاضرا في مؤتمر الحزب دجنبر القادم ويهيمن على أشغاله. ويعيش حزب العدالة والتنمية نقاشا داخليا بدأ مع إعفاء عبد الإله ابن كيران من رئاسة الحكومة مرورا بمسار المشاورات التي قادها سعد الدين العثماني، ليصل إلى احتجاجات الحسيمة التي وسعت الهوة بين قيادات البيجيدي، وظهور فريق يطالب بتغيير القانون الداخلي للحزب لتعبيد الطريق لإعادة إنتخاب عبد الإله ابن كيران أمينا عاما للحزب لولاية ثالثة، وهو الأمر الذي تم رفضه وتجاوزه المجلس الوطني الأخير، مما يؤشر على أن مسقبل الايام سيكون ساخنا داخل حزب المصباح.