كشفت دراسة ميدانية أجريت ببعض الدول الأوروبية عن توجه سلبي لدى المهاجرين المغاربة بخصوص السياسة والسياسيين، تجلت في ضعف معرفة المهاجرين بالأحزاب السياسية، وضعف اهتمامها بالانتخابات، حيت لم تتجاوز نسبة من تعرفوا على آخر انتخابات أجريت بالمغرب( 18,9% فقط) ، كما عبرت 29,8% على أنها لم تتعرف على الأحزاب السياسة الثلاثة في المغرب حسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. وأبرزت نزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة، في أطروحة الدكتوراه، التي ناقشتها مؤخرا بالرباط، أن علاقة المهاجر المغربي بالأحزاب السياسية المغربية علاقة باهته حيت عبرت 52,8% من من المستجوبين عن رفضهم لأية علاقة مع الأحزاب السياسية و 64,5 بالمائة لا يتوفرون على أية معلومة حول الأحزاب السياسية، و 14 بالمائة فقط ممن تعرف على الحزب الذي يترأس الحكومة، حزب العدالة والتنمية، و7,9 بالمائة فقط من المستجوبين تعرفوا على حزب الاستقلال، و2,6 بالمائة من الفئة المستجوبة تعرفوا على الاتحاد الاشتراكي و1,9 بالمائة تعرفوا على الحركة الشعبية، و0,8 بالمائة تعرفت التجمع الوطني للأحرار. وفيما يهم موقف المهاجر المغربي من الانتخابات فقد عبر 76 بالمائة من المستجوبين عن رفضهم المشاركة في الانتخابات، ونصف العينة المبحوثة من مغاربة العالم لها اهتمام بالممارسة الانتخابية بالوطن، ثم إن نصف المستجوبين 54,5 بالمائة ذكورا و44,2 بالمائة إناثا لا يعرفون متى أجريت الانتخابات، كما سجلت الدراسة عدم رغبة هؤلاء في ممارسة حق التصويت في الانتخابات، بحيث إن 27 بالمائة فقط من الذكور و21 بالمائة من الإناث من المستجوبين سبق لهم أن شاركوا في عملية التصويت بالانتخابات، وعبروا عن رغبتهم بالاستمرار في ذلك، في حين أن 73 بالمائة من الذكور و82,1 من الإناث عبروا عن عدم الرغبة للمشاركة في الانتخابات التشريعية. ولم يسبق لهم أن شاركوا قط في أي انتخابات بالمغرب ما وصفته الوافي بالعزوف السياسي عابر للحدود. وأشارت أن تتبع أشغال البرلمان المغربي من طرف مغاربة العالم لا يتجاوز 5 بالمائة بالنسبة للجلسات العادية و20 بالمائة بالنسبة للجلسات الشهرية لرئيس الحكوم. وفيما يهم وجود ممثلين من الجالية المغربية بالبرلمان المغربي هناك 1,5 بالمائة فقط من المستجوبين ممن يرون أحقية وصوابية الرأي الداعم لوجود ممثلين لمغاربة العالم في المؤسسة التشريعية، و نصف العينة (50,60 بالمائة) من المستجوبين يتوقعون أن ينصفهم البرلمان المغربي ويخدم قضاياهم. وسجلت الوافي، أن تفعيل التمثيلية السياسية من عدمه لا يؤثر على العلاقة والارتباط بالوطن، حيث يرى 61,9 بالمائة من المستجوبين أن تفعيل التمثيلية السياسية للمغاربة بالخارج لا تؤثر على الارتباط بالوطن وأن38,1 بالمائة فقط اعتبروا أن قرار التمثيلية السياسية سيؤثر على علاقة فئة المغاربة بالخارج بوطنهم. كما أن نصف المستجوبين 55,1 يرون أن المجتمع المدني له دور كبير في دعم قيم التضامن والتماسك وأن قرابة نصفهم 44,2 بالمائة يعتبرون أن للممارسة المدنية العابرة للحدود دور مهم في الارتباط بالوطن وأن 60,4 ترى أن للمجتمع المدني دور مهم في توعية الجالية المغربية بالمواطنة السياسية.