يريدونها ثنائية رجل / امرأة. ثنائية أمازيغي / عربي. ثنائية شمالي / داخلي. ثنائية مسلم/ علماني أو كافر أو ملحد. نريدها ثنائية مستفيد من الريع/ ومحكور مطحون من سياسة الريع. نريدها ثنائية مضطهد مضطهدة /مستفيد من الوضع / محكور مطحون من الوضع. نريدها ثنائية المستفيد من مكتسبات نضالات الشهداء والوطن/ ومن لازال مجبرا على التضحية باسم حب الوطن. نريدها ثنائية وطني/ لاوطني. ***** إليك أيها اللاوطني الخائن الأناني: لا بد أن تعود إلى جحرك، فهو وحده يليق بك. إلى شيوخ التطرف: لولا شرفاء ومناضلي « الفتنة » لكنتم قابعين في السجون. إولى الشهيد محسن فكري : لا يكفي في حقك التضامن ولا تنديد، لذلك اقبل مني التحية، ولترقد روحك في سلام. ***** إن شعبا حارب الاستعمار المتعدد، وعانى ويلات الغازات السامة، لا يحتاج من أحد نصيحة ولا صورة شخصية مرفوقة بعلم الوطن، لكي يفتي بالتحريض والطحن، فالتاريخ منصف بطبعه، وملك البلاد أول العارفين بطينة ساكنة ذلك الجزء من الوطن، لأنه بكل بساطة يزورها باستمرار ويستمع لهموم مواطنيها، عكسك أنت الذي لم تتخلص من البصراوية وتحاول بشكل بهلواني أن تركب على الحدث، من أجل «كريمة» أو ما شابه. ***** الرفاق والرفيقات والإخوان والأخوات لنتحاور بهدوء حوارا يفضي إلى بلد يتسع للجميع، إلى مغرب الحق والقانون، بلد المؤسسات، بلد العيش الكريم: شاب ريفي، عانى من الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي حاول بشتى الطرق أن يبحث عن لقمة عيش حلال (حلال بمفهومها الاجتماعي وبتامغرابيت وليس فقط مدلولها الديني)، وقف ضده أولئك الذين تحدثت عنهم النتائج الأولية والبلاغات الرسمية للسلطات!! أقول لكم أيضا، إن أهل الريف، وساكنة الحسيمة، لا تعرف طعم سمكها، إنه من نصيب علية القوم، ثم إنه ليس خفيا أننا بالحسيمة نتناول سمك العرائش، ومصبرات الأقاليم الجنوبية، للأسف سمكنا لا نعرفه، وقد يتعرف علينا. إن ما أقوله الآن يفترض أن يأتي من طرف مؤسسات رسمية أو أحزاب متجذرة وطنية، لكن صمتها اليوم يوضح رسالة أخرى. نعم، إنني أكتب بحرقة بألم، لكن أيضا بالكثير من الاحتراز واللباقة، وكذلك بنوع من التيه الذي يفرض نفسه نظرا لبشاعة ما وقع وفضاعة ما وراء ما وقع، وخصوصا ما فرضه من ردود فعل جميلة، وعفوية، وأيضا جبانة، وخائنة وخاذلة. وإن كنت فعلا تائه الآن وحزين أيضا، فأنا كذلك فخور وأتطلع الآن أكثر من أي وقت مضى بالأمل بانتمائي لهذا الوطن. حزين، لكن لست خائفا عن الريف، على الرغم من مشاعر الخوف الحقيقية التي رافقتني وانا أتابع احتجاجات إخواني وأخواتي هناك، فلاحظوا معي: 1- لقد خرج الشباب هناك أولا للتضامن والتنديد، ثم للمطالبة بحضور عامل الإقليم والوكيل العام للملك، وهو ما تحقق، وبعدها استمر الشباب في نضالهم، وأوفد ملك البلاد وزيري الداخلية وأمر بفتح تحقيق، والذي سننتظر نتائجه لترتيب المسؤوليات الفردية والمؤسساتية في ما حدث. 2- ولأن شباب الحسيمة لدغوا من الجحر مرة بعد أحداث عشرين فبراير، حينما دخلت عناصر ملثمة أحرقت المرافق العمومية، وأدت إلى احتراق أو إحراق جثث خمس شباب من إخوانهم في وكالة بنكية، ودون أن يعلموا حقيقة ما وقع إلى حدود اليوم، ودون معرفة حقيقة ما جرى في ذلك اليوم، فقد حرص شباب المنطقة على تحصين شكلهم النضالي، وطالبوا فتح تحقيق نزيه حقيقي، وشكلوا لجان تنظيمية في الأحياء. 3- ثم رفعوا خلال الوقفات العلم الأمازيغي، علم يرمز إلى تاريخ وحضارة الأمازيغ كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن. وأخيرا، فقد تصادف الحدث مع رمزية رحيل أم المانوزي وهي لا تعلم قبر ولا حقيقة ما جرى مع فلذة كبدها الحسين، ومع ذكرى عريس الشهداء المهدي بنبركة، رمزية الصدف هاته تستوجب علينا الاستمرار في النضال. نضال من أجل بناء وطن يتسع لنا جميعا.