تم أمس الجمعة بفاس تنظيم ملتقى فاس لترميم المباني التاريخية يبرز أهمية التراث في حماية الهوية المغربية والانتماء والارتباط بالوطن. وتطرق المشاركون، في هذا اللقاء التواصلي المنظم بمبادرة من جمعية مقاولات ترميم البنايات تحت عنوان » تجربة فاس »، إلى البعد المجتمعي والثقافي للمحافظة على التراث ومساهمة المقاولة في إنجاح مشاريع الترميم. وسلط المتدخلون الضوء على تجربة المقاولات المحلية في عمليات ترميم المباني التاريخية وأهمية الشراكات بين المقاولات بالإضافة الى طرح مجموعة من أفكار المشاريع المستقبلية للنهوض بمجال ترميم المباني التاريخية. وبهذه المناسبة، أكد مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية السيد حسن رضوان على أن المدينة القديمة لفاس شهدت تحولا كبيرا وتحسنا ملحوظا في مجال ترميم المآثر والمباني التاريخية بفضل العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتراث الذي يشكل جزءا من الحضارة المغربية. وذكر في، هذا الصدد، بأن مجموعة من القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية ساهمت بشكل كبير في دعم وتمويل مجموعة من مشاريع إنقاذ وإعادة تهيئة المباني الآيلة للسقوط والمآثر التاريخية المعمارية التي تزخر بها مدينة فاس والمصنفة منذ 1981 من قبل منظمة اليونسكو تراثا انسانيا عالميا. وأشاد السيد رضوان بالدور الكبير للحرفيين القدامى الذين ساهموا في نقل مجموعة من المعارف والإبداعات الحرفية التقليدية من جيل الى جيل قصد الحفاظ على الهوية المغربية وأصالة وجمال الفن المعماري المغربي. ودعا مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية المقاولين الشباب الذين أخذوا على عاتقهم حماية التراث الى ضرورة عصرنة حرف ومهن ترميم المآثر التاريخية ومواكبة التطورات الحديثة في مجال الترميم والصيانة دون المساس بالقيمة التاريخية والفنية لهذه المباني العريقة. ومن جانبه، نوه المدير العام لوكالة التنمية وإنقاذ فاس السيد فؤاد السرغيني بعدد من الحرفيين والصناع التقليديين بمدينة فاس الذين تحدوهم الإرادة القوية في تطوير مسارهم المهني، وخلقوا مقاولات صغرى تعنى بترميم المباني وساهموا في رد الاعتبار للعديد من المواقع التاريخية. وأضاف السيد السرغيني أن هذه المقاولات التي يقودها مجموعة من الحرفيين الشباب ساهمت بشكل كبير في تخفيف الضغط على وكالة التنمية وإنقاذ فاس وعملت الى جانبها في ترميم المباني المهددة بالانهيار، مبرزا أن هذا العمل التشاركي وتدخل مجموعة من المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ساهمت في تحقيق نتائج جد إيجابية في الحد من تدهور المباني التاريخية وصيانة مجموعة من الدور المهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة لفاس