يتداول على نطاق معين وعلى صفحات الموقع التواصلي الاجتماعي الفايسبوك ترجمة للكتاب الأخير للكاتبين الفرنسيين إيريك لوران وكاترين غراسيي الذي حاولا من خلالها التطرق للوجه الآخر للملك محمد السادس كمستثمر، وهي ترجمة لكل مواد وفصول الكتاب من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية. لكن المثير في هذه الترجمة أنها تمت من طرف جهة تسمي نفسها فارس المغرب الإسلامي، وتتضمن الترجمة كلمة للمترجم يقول في بدايتها:"بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. تم بتوفيق الله إنهاء الترجمة للكتاب ...
فمن ترجم الكتاب وفضل أن يوقع بالعبارة التالية:"أخوكم في الله فارس المغرب الاسلامي" وهل تقف جهة إسلامية لها مواقف بعينها من النظام المغرب وراء ترجمة الكتاب؟
لقد جرت العادة أن يترجم الكتاب من طرف ناشريه وبإتفاق مع مدبجيه، لذلك سيثير صاحب الترجمة أو الجهة التي ترجمته أسئلة الفضوليين والمخبريين واستنفار الأجهزة الأمنية لكتاب غير مسموح ببيعه أو تداوله في المكتبات الوطنية. إنه الكتاب الذي اختلف في تقييم مضامينه والمعلومات التي اعتمد عليها الصحافيان كاترين غراسييه واريك لوران، بما في ذلك الصحافي الإسباني سميريرو الذي اعتبر أن جزءا كبيرا من ما ورد فيه لم يكم دقيقا ولم يستند في الكثير من المقاطع الدقيقة على أدلة دامغة، بالإضافة إلى أنه لا يعدو عن كونه تجميع لما سبق وأن نشرته أسبوعيات تصدر في المغرب، وفي مقدمتها مجلتي تيل كيل ولوجورنال قبل توقفها عن الصدور. إنها الملاحظات التي تجدون لها مرجعا في مقال سابق تحت عنوان: صمبريرو:هذه الأخطاء القاتلة التي ارتكبها لوران وغراسييه في كتابهما "الملك المفترس" هذا وتجدر الإشارة إلى أن عدد جريدة "الباييس" الإسبانية الذي تضمن بعضا من المقاطع عن الكتاب بالإضافة إلى مقال موقع بقلم الصحافي صمبريرو، كان قد منع من التوزيع في المغرب، هذا في الوقت الذي سمح لجرائد أخرى فرنسية في مقدمتها "لوموند" بالتوزيع في المغرب، مع العلم انها نشرت مقاطع أخرى من الكتاب، بالاضافة الى تناولها لمضامين الكتاب عبر مقالات صحافية تتطرق إلى ثروة الملك محمد السادس وتعدد استثماراته وتشعب المجالات التي يفرد الهولدينغ الملكي سيجر أذرعه لتمتد إلى الحليب ثم الزيت فالأبناك والسكر وتطال المناجم عبر استخراج الذهب... لكن، من الملاحظ أن نفس الهولدينغ دخل مؤخرا في استراتيجية جديدة تخلى معها عن بعض القطاعات المرتبطة بالبعد الإجتماعي الأكثر حساسية والذي يضع على المحك السياسي مع الإجتماعي في تماس مع المقدس.
إنها التفاصيل التي سبق وأن تطرقنا لها في "فبراير.كوم"، ويمكنكم العودة إليها في مقال تحت عنوان:المخزن الاقتصادي سيتراجع في العقد المقبل