لازال كتاب "اريك لوران" وكاترين كاراسييه": "الملك المفترس"يثير الكثير من الجدل، ويسيل المزيد من المداد في يومية "الباييس" الإسبانية التي تعرض أحد أعدادها للمنع في المغرب بعد نشرها لأبرز مقتطفات الكتاب، على درب ناشر الكفر كافر، لاسيما وأن وزارة الاتصال حملت "الباييس" بعيد نشر المقتطفات اياها، مسؤولية لعب دور سياسي يتغيأ تسميم العلاقات المغربية الإسبانية. فقد نشر الصحافي صمبريرو الذي قدم المقتطفات موضوع المنع في الجريدة الإسبانية، والمتخصص في شؤون وقضايا المغرب، مقالا جديدا هذه المرة يوم الجمعة 2 مارس 2012، لكن بنفس جديد يختلف عن سابقه. فإذا كان يعتبر الإجابة عن سؤال: لماذا تضاعفت ثروة الملك بشكل بوأه المرتبة السابعة في ترتيب ملوك ورؤساء الدول، الذي وضعتها المجلة الأمريكية الشهيرة "فوربس"، سؤال جريء ولا يخلو من مهنية وموضوعية، فإنه (صمبريرو)بالمقابل يطرح في مقاله الجديد هذا بعضا من الأسئلة التي يسائل من خلالها عمل الزميلين اريك لوران وكاترين غراسيي. وحتى لا يٌفهم من ملاحظاته أنه يجرِّح في عمل الزميلين، فقد مهد لانتقاذاته، الإشارة إلى أنه ليس من السهل الوصول إلى مصادر الخبر في ملفات وقضايا تحاط بالكثير من الأسرار حينما يتعلق الأمر بالقصر، وتٌلبس من يتلبس بلبوس المصدر الكاشف أو "المخبر" بمخاطر شتى، ويزداد الأمر تعقيدا حينما يغيب ناطق رسمي أو متحدث باسم الشركات التابعة للهولدينغ الملكي، التي تجعل من الملك كما جاء في الكتاب نفسه:"المصرفي الأول، وصاحب شركة التأمين الأولى، والمزارع الاول..." لكن، هذا لن يعفي، الصحافيين الفرنسيين، كما يوضح الصحافي الإسباني، سقوطهما في فخ عمل صحافي اعترته بعض النواقص: أولا: جمَّعا الكثير من الأخبار والمعطيات التي سبق وأن نشرت في جرائد مغربية مستقلة، وفي مقدمتها مجلة "تيل كيل" الاسبوعية الناطقة باللغة الفرنسية، التي تجمع في بعض من ملفاتها بين الجانب الإقتصادي والسياسي، وهذا ما يجعل الكتاب غير حمال لجديد، وغارق في تجميع أو تركيب لمقالات صحافية سبق أن نشرت في المغرب، كما يوضح صمبريرو. ثانيا:لم يقدما ما يكفي من الأدلة لدى تطرقهما للكثير من الأمثلة وهما يتحدثان عن الوجه الآخر للملك المستثمر. وهنا يتساءل الصحافي الإسباني صمبريرو، كيف يمكن للكتاب أن يتطرق مثلا إلى حادث تدشين محمد السادس لمستشفى في الجنوب، والإدعاء أن التجهيزات الطبية التي تم تدشينها في هذه النازلة، تم استئجارها خصيصا لهذه المناسبة، دون تحديد تاريخ ومكان التدشين واسم المستشفى؟! أي، يضيف الصحافي صمبريرو دائما، دون الإجابة عن الأسئلة الصحافية الستة التي يٌعتمد عليها كقاعدة أساسية لكتابة الخبر:"من وماذا وأين ومتى وكيف ولماذا" ثالثا: ويستمر الصحافي صمبريرو في طرح أسئلة عن كتاب يقول أن سياق الربيع العربي وصعود الإسلاميين إلى الحكم ظل غائبا ك"باكراوند" خلال طرح العلاقة بين الحاكم وبين حزب العدالة والتنمية الذي فاز باكبر نسبة للاصوات في الانتخابات التشريعية الاخيرة، ومن ثم اغفال السياق التاريخي الذي تجتازه المنطقة، مع العلم أن الكتاب أعد وصيغ في هذه الفترة الزمنية بالذات، الشيء الذي اعتبره نقصا في كتاب يفتقد لبوصلة الخلفية التي يصدر فيها.. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الصحافي صمبريرو، سبق له أن أكد في حوار مع "أخبار اليوم" أنه يفتقد الهمة مستشار الملك الذي كان يسهل التواصل مع القصر في لحظات سوء الفهم التي تسود أحيانا بين صاحبة الجلالة والبلاط، وكانت مناسبة هذا التصريح تعرض اليومية الإسبانية إلى المنع من التوزيع في المغرب بسبب نشر مقتطفات لنفس الكتاب.