عقدت الهيئة التأسيسية لمشروع البديل السياسي، من المعارضين للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اجتماعا وطنيا، أمس السبت 25 أبريل 2015، حضره مناضلون ومناضلات منتدبين عن كل الجهات والأقاليم وبتنوع القطاعات والاهتمامات. وأفاد بلاغ صادر عن الاجتماع أن الهيئة التأسيسية توصلت، بعد مداولات مستفيضة حول الوضع الوطني العام ومنه المشهد الحزبي خاصة، إلى مجموعة من الخلاصات، منها أنه ثمة حاجة موضوعية ملموسة لحزب يساري جماهيري موحّد، وقادر على تفعيل تطلعات الطبقات الشعبية والأجيال الشابة الصاعدة. ويشهد على ذلك، حسب البلاغ، الارتفاع المهول والمقلق لمنسوب حالات العزوف واللا ثقة في المشاركة الإيجابية والفعالة في الشأن السياسي، ولسيطرة التعبيرات الحزبية المحافظة واليمينية وتراجع وخفوت صوت اليسار الموحّد والقويّ والحامل لتلك التطلعات الشعبية المستقلة ولآمال أجيالها الشابة الصاعدة. وأوضح البلاغ أن الهيئة التأسيسية ستعمل في الزمن المنظور، استحضارا لهذه المسؤولية، على فتح حوارات موسعة مع الشباب ومع فصائل اليسار، ومع كل الذين يتوقون إلى بديل يساري جماهيري موحد وفعال، من أجل الخروج بأرضية مستقبلية فكرية وبرنامجية ومناهج عمل تجند طاقات اليسار وتوحدها وتجدد بناء هويته وهيكلته المستقلتين وتؤسس لارتباط دائم مع الممارسة الميدانية والحركة المجتمعية الشاملة. وأعلنت الهيئة التأسيسية تبعا لذلك الشروع في التنفيذ الفوري للإجراءات والمساطر القانونية للتأسيس. وأشار البلاغ إلى أنه نظرا للأهمية الخاصة للاستحقاقات الانتخابية القادمة في استكمال مؤسسات الدستور الجديد، ولضرورة أن يكون لليسار في هذه المعركة صوته المستقل والمسموع، وكخطوة جماهيرية أولى تمهيدية في مشروع البديل، أوصت الهيئة التأسيسية بتعجيل القيام بكل الإجراءات اللازمة لتوفير الإطار الحزبي القانوني لخوض هذا الاستحقاق، ولضمان صوتنا وإشعاعنا فيه مع باقي فصائل اليسار الأخرى. وسجلت الهيئة التأسيسية بقلق تفاقم الأوضاع الاجتماعية ومؤشرات أزمة تكاليف المعيشة بالنسبة لعموم الأجراء، ودعت المناضلين إلى التعبئة الشاملة لدعم الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وأهابت بهم من أجل الحضور المكثف في احتفالات فاتح ماي. وفوضت الهيئة التأسيسية، من أجل متابعة هذا المشروع في كل جوانبه، كل الصلاحيات التنفيذية للجنة التنسيق الوطنية المنبثقة عنها، على أن تعود للهيئة التأسيسية لإطلاعها على ما تم إنجازه، وعلى برنامج العمل المقترح في الأشواط القادمة.