هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الساسي وحدة اليسار لماذا؟ وحدة اليسار كيف؟


وحدة اليسار لماذا؟ أولا لاسترجاع الأدوار:
اريد أن استحضر عناوين لبعض الأدوار التي كان يمارسها اليسار قبل الدخول في مرحلة الأزمة..
أولا، كان اليسار هو الحامل الرئيسي للمشروع الديمقراطي في مواجهة الدولة، حتى ولو لم يكن في قياداته ديمقراطيا دائما، المهم أنه كان هو الذي يقدم المشروع المتاكمل للديمقراطية، بحيث نكاد نعتبر الديمقراطية هي اليسار واليسار هو الديمقراطية، ويمكن في الصف الآخر أن نميز حزب الاستقلال لأنه ناضل من أجل الديمقراطية على الأقل في مستوى معين، بالنسبة للأحزاب الأخرى كانت تنطلق عموما من أن في المغرب خصوصية تقتضي أن نتمتع بديمقراطية أقل من الآخرين، لا يعقل أن تكون ديمقراطيتنا مثل الديمقراطية في بلجيكا أو سويسرا، ونحن مغاربة مسلمون لنا عائلة تحكمنا لعدة قرون وتعاقدنا معها تعاقد ضمني، على أساس أنه نعم للديمقراطية، لكن ديمقراطية تكون أقل مما هو متاح للبلدان الأخرى.
الدور الثاني، كان لليسار هو التأثير الشعبي الكاسح، وكان يظهر من خلال النتائج الانتخابية.. كان اليسار قادرا على هزم خصومه انتخابيا رغم كل المناورات والدسائس..النتائج الفعلية لانتخابات 1977 تبين أن الاتحاد الاشتراكي كان له وحده الأغلبية المطلقة، طبعا تُرِكَ له 15 مقعدا فقط !!
الدور الثالث، هو أن الاتحاد الاشتراكي كان مرادفا للحداثة وللنزاهة وللعدل، كان مرادفا للحداثة والعلم، وكل ما هو عصري للخروج من دولة تقليدية إلى دولة حداثية، للخروج من تقاليد عتيقة في المجتمع إلى تقاليد حداثية، والعلم والمعرفة والاجتهاد والابتكار والتجديد والتقدم والحرية، وكان مرادفا للنزاهة، لأن المنتمين لليسار كانوا معروفين بنزاهتهم وأخلاقهم إلى درجة أنه أحيانا عندما ترى طبيبا في المستشفى على درجة عالية من النزاهة والانضباط المهني والمواظبة، تقول: إن هذا منتمي إلى حزب من أحزاب اليسار هكذا حتى وإن لم يكن كذلك، وكان اليسار أيضا مرادفا لمناهضة الظلم والتشبث بالعدل، فأي واحد شعر بالظلم في المجتمع كانت قِبلته ووِجهته هي اليسار، كان يستجير باليسار، يستجير بصحافة اليسار، يستجير بالمنظمات الحقوقية والأهلية التي أنشأها اليسار، إلى غير ذلك..
الدور الرابع، هو أن اليسار بسرعة ما، كان مُشَخِّصا لحقيقة السياسة كخدمة عمومية، وبمعنى آخر ، أحزاب اليسار كانت هي الأحزاب الحقيقية بوظائفها الحقيقية، الأحزاب الأخرى إذا استثنينا دائما حزب الاستقلال لأنه كان بينهما ليست بالمعنى العلمي أحزابا، أي أنها لا تجمع منخرطيها على مشروع، ليس لديها درجة الاستقلالية الكافية عن الدولة لكي نقول بانها أحزاب، فهي ذيل إداري للسلطة أكثر من أي شيء آخر، فهي أحزاب مجازية وليست حقيقية، ولا يمكن أن يكون الحزب حقيقيا إذا لم يكن مستقلا، لأن الحزب الذي فوض للقصر أن يفكر مكانه ليس حزبا. يمكن ان تسمي نفسها جماعة صوفية او شيء من هذا القبيل ولكن لا يمكن ان تسمي نفسها حزبا..
الدور الخامس، هو ان اليسار كان أنشط من غيره، وأقدر من غيره في إنشاء ورعاية هياكل التأطير المختلفة في المجتمع، عندما نرى جمعيات اتحاد كتاب المغرب، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الجمعيات المدنية، الجمعيات الثقافية، الجمعيات التربوية، إذا استثنينا حقل الرياضة الذي كان المخزن نشيطا في إنشاء الجمعيات الرياضية النوادي السينمائية، إلى غير ذلك، أهم الهيئات العاملة في المجتمع المدني كان اليسار هو محركها، وكان لليسار بذلك دور الاستمرارية في الدور الذي قامت به الحركة الوطنية..
الدور السادس، هو أن اليسار كان حاملا لمشروع التغيير الشامل، لهذا كان هناك تخوف لدى عدد من الفيئات من الانتماء لليسار لأنه يعني انقلاب، يعني بنيات جديدة تحل محل البنيات القائمة إن على الصعيد المؤسساتي وإن على الصعيد الاجتماعي..
وحدة اليسار لماذا؟ ثانيا لمعالجة الأزمة:
هذا يقتضي منا ان نطرح سؤالا، هل اليسار في أزمة؟
الجميع سيجيب بأن اليسار في أزمة.. لكن ليس الجواب بنعم أو لا هو المشكل.. المشكل هذا ال»نعم» تعني ماهي نوع هذه الازمة التي يعانيها اليسار؟؟ هناك من يقول بأن هذه الأزمة هي أزمة إيديولوجية: سقوط جدار برلين، نهاية الاشتراكية، عدم تجديد المشروع الاشتراكي بشكل كافي، إلى غير ذلك.. لكن في رأيي هذه المقاربة محدودة نوعا ما، لماذا؟ لأنه عندما سقط جدار برلين في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كان اليسار في المغرب في أوج قوته.. هناك من يقول بأن أزمتنا هي ازمة تسويقية، أزمة «ماركوتينغ» لم نستطع ان نُقْنِعَ بِسِلعتنا ونُروّجَ لها بالشكل الكافي، أظن بان هذا أيضا محاولة للبحث عن المشكل الذي هو مشكل في العمق، البحث عن تشخيص المشكل في السطح، لكن المشكل أبعد من التسويق..
هناك من يقول إنها أزمة استراتجية النضال الديمقراطي، وأن هذه الاستراتجية وصلت إلى الباب المسدود، وبالتالي كان يجب علينا أن لا نركب قطار هذه الاستراتجية، ولا أظن أيضا بأن الأزمة هنا، لأن المشكل ليس أن تركب أو لا تركب قطار الاستراتجية، ولكن أن تُحَدِّد له مساره، إذن المشكل في المسار وليس في القطار..
هناك من يقول بأن أزمة اليسار هي أزمة تأخر شعبي على المواكبة لعوامل بنوية: الموروث الثقافي ...
الموروث الثقافي الآن يبين بأن عددا من الأوساط الشعبية مستعدة بالتمثل وتبني وقبول وتأييد الأجوبة التي تقدمهه الحركات الأصولية، أجوبتنا تبسيطية، أجوبتنا معقدة إذن فتجد انطلاقا من موروثها الثقافي راحة في الأجوبة التبسيطية، ولكن أظن بأن هذه أيضا مقاربة تبسيطية..
مصدر الأزمة في نظري يبدأ من الرهان الذي تحول إلى فقدان المناعة، هناك رهان المشاركة الحكومية سنة 98 ، هذا الرهان دخل فيه جزء من اليسار، ولكن كانت هناك أخطاء قبل الدخول، مثلا دخلنا في استراتجية النضال الديمقراطي ولم نواكبها وكأننا ركبنا حافلة وبعدها رفعنا أيدينا وتركنها تسوق نفسها، مثلا عندما دخلنا للتجربة الحكومية كيسار لم نحاسب منتخبينا في التجارب السابقة 76 /77 و 82 /83 و92 /93 ، لكن كانت من مترتبات قطار المشاركة الحكومية أنه عمق من المشاكل التي كانت قبل ركوب هذه المشاركة الحكومية، تم أضاف مشاكل اخرى، لأن نقطة البدء ضبطناها ولم نضبط نقطة الوصول، فكان الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي يقول: لقد أخذنا تذكرة الذهاب ولم نأخذ تذكرة الإياب، دخلنا في تجربة التناوب شيئا فشيئا لاحظنا بأن التناوب بدا يتحول إلى أشياء أخرى، لم يعد هناك تناوب..
المشروع /الرهان، كان كما يلي: نريد أن ننتقل بالبلاد من تناوب توافقي إلى انتقال ديمقراطي، الشروط السياسية والتنظيمية والتعاقدية والمؤساسية القائمة تمنح حظوظا لهذا الرهان، وخاصة الثقة المتبادلة بين القصر والحركة التقدمية والتي تعتبر بمثابة رأسمال أساسي، وثانيا شخصية الرجل الذي سيقود هذه العملية الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وسيعوض هذا العنصري قوة سيعوضان الخصاصات على المستوى التعاقدي والمؤسساسي إلى غير ذلك..
سننتقل إذن من التناوب التوافقي إلى الانتقال الديمقراطي، الرهان الأول ربما من حقنا أخلاقيا على الأقل أن نعزله لأنه على كل حال من الأحوال رهان له مستنداته، شخصيا لم أشاطره وقت إعلانه، لكن كانت له عناصر قوته الذاتية، يجب أن نميز بين هذا الرهان وبين تدبير هذا الرهان، عندما دبر هذا الرهان انتهى إلى رهان ثان، لم يكن هذا هو الرهان الاصلي، انتقل هذا الرهان شيئا فشيئا من رهان بتحويل التناوب الديمقراطي إلى الانتقال الديمقراطي في بلادنا، إلى تحويل الديمقراطية الى الديمقراطيين، الديمقراطية هي الديمقراطيين، يعني الديمقراطيون هم نحن، ويجب أن نتوفر على الحقوق المتفرعة عن الديمقراطية، والأخرون لا حق لهم في أن يستفيدوا من الديمقراطية، شيئا فشيئا تحول الرهان من رهان التناوب إلى رهان الانتقال الديمقراطي هذا التحويل كان يقتضي إنجاز مجموعة من الإصلاحات البنيوية، فكرة الإصلاحات اختزلت في المشاركة، الإصلاحات هي المشاركة، يكفي أن نكون مشاركين لكي نعتبر ذلك في حد ذاته إصلاحات، وشيئا فشيئا المشاركة نفسها بدأت تتحول إلى مقاعد، لأن المشاركة هي المقاعد، فرق بين المشاركة، يمكن أن يكون لي 12 وزيرا في حكومة فيها 30 وزيرا، أو 15 أو18 وزيرا في حكومة فيها 30 لكن لا أشارك، الشراكة (البارتورالية ) بمعنى الشراكة بين مصدر القرار الحكومي المتأتي من صناديق الاقتراع ومصدر القرار المتأتي من التاريخ ومن الترات الذي هو القصر الملكي، شيئا فشيئا بدأ يتحول هذا الرهان إلى إفراغ للساحة، كما لو اعتبرنا بأن المعركة انتقلت من كل ميادينها وانتقلت إلى ميدان واحد هو الحلبة الحكومية، وبالتالي فقدنا الصلات مع الشعب واعتبرنا بأن معارك الشعب هي مهمة الآخرين، شيئا فشيئا تحول الرهان إلى نوع من تزكية القمع ومنع الصحف والاصطفاف غلى جانب البرامج التي كنا نعتبرها ضد مصلحة الشعب، شيئا فشيئا تحولت الأساليب التي قدمت في الرهان في صيغته الأولى قُدِّمت على انها أساليب استثنائية، ظرف استثنائي يقتضي إعمال أساليب استثنائية، شيئا فشيئا استمرأنا تلك الأساليب الاستثنائية، وتحولت الأساليب الإستثنائية إلى أساليب أصلية دائمة عادية غير استثنائية إلى غير ذلك.. مثلا إعماد وسائل اليمين المخزني في الانتخابات كجلب الاعيان من الأحزاب الإدارية، قبول التزوير لصالحنا، طبيعة المرشحين الذين نُقدم بدون اي تعاقد مع الهيأة التي نقدمها، وأخيرا التسامح المطلق والتساهل المطلق، المهم أن تكون لنا مقاعد وأن تكون لنا أصوات، شيئا فشيئا الرهان الذي كان في الأصل تحويل التناوب التوافقي إلى انتقال ديمقراطي، كان يقتضي أنه في هذه المرحلة بين هذين المحطتين يجب ان يحصل تحول تدريجي مؤساسي، ولكن عوض أن يحصل هذا قُلنا بأن قضية الإصلاح الدستوري ستُعلق إلى ما بعد، وقلنا بأن الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي سيهيئ شروط الإصلاح الدستوري وبالتالي مهمتنا الآن هي الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، أما الإصلاح الدستوري فتركناه للزمان ولأريحية النظام أن يحدد موعد هذا الإصلاح، وعندما جاء الإصلاح الدستوري، جاء من الجهة الأخرى، لم يأتي من قلب تجربة التناوب، جاء من خارج تجربة التناوب، وشيئا فشيئا تحول الرهان إلى نوع من الحكومة الإتلافية الدائمة، 98 دخلنا باسم الانتقال، 2002 باسم مواصلة الأوراش، 2007 باسم عدم ترك الساحة وعدم الرجوع إلى الوراء، المهم أصبحنا في حكومة ائتلافية دائمة، وهذا يناقض حتى الأصل، يعني الحكومة الائتلافية تكون استثنائية في التطورات المؤساسية للشعوب، فتحول الاستثناء إلى الأصل، وتحولت الوسائل التي قيل إنها استثنائية قاعدة، وبعد ذلك أصبحنا في نوع من القرب من النظام، نعتبر جغرافيا أنه يجب أن نكون قريبين من النظام أي كالسمكة إذا خرجت من الماء كلما خرجنا من منطقة القصر سنموت، لهذا يجب أن نقتات من وجودنا قرب النظام وبالتالي تفرعت عن هذا عدة سياسات ( لا أريد أن أدخل في الكثير من التفاصيل)
وحدة اليسار لماذا ؟ ثالثا لتجاوز مرحلة التشردم
هناك 9 أحزاب تقول إنها يسارية، 3 أو أربع تيارات تعلن أنها يسارية دون أن تكون الصفة الحزبية القانونية، أظن أننا مررنا إلى مرحلة النزعة بل إغراء الانشقاقية أي أنه سرعان ما نستبق للانشقاق كما لو كان هو الحل السحري الكامل للمشاكل، مررنا في المرحلة الثانية، تعايشت فيها الديناميتين، دينامية الانشقاق ودينامية التوحد، مثلا خرجت الوفاء للديمقراطية من الاتحاد الاشتراكي لتلتحقت بالحزب الاشتراكي الموحد، لكن داخل الاشتراكي الموحد خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي ودخل إلى الاتحاد الاشتراكي التقينا في الطريق، إذن كان هناك تعايش للحالتيين، يجب أن نتهيأ الآن إلى المرحلة الثالثة، فما هي المرحلة الثالثة ؟ هي مرحلة يجب أن تقطع مع الانشقاق وتكون فيها دينامية واحدة هي: كفى من الانشقاقات
وحدة اليسار لماذا؟ أخيرا للتوازن مع الصف المحافظ
شئنا أم ابينا نحب بنكيران أونكرهه، يعجبنا أو لا يعجبنا، قفشاته تضحكنا أو لا تضحكنا، حزب العدالة والتنمية حزب قوي، عرف أن ينظم نفسه، له مشروع ،له انضباط، والجهة الاخرى لن أتحدث عن الأحزاب التي ليست لديها استقلالية، نعرف الانتقالات بالنسبة للشعوب المختلفة والمجتمعات المختلفة، شروط نجاح الانتقال فيها هو وجود قوتين متوازنتين، لأن الصراع ما بين هاتين القوتين وخاصة ما بين المعتدلين من القوتين هو الذي يعطي ميثاقا أما إذا كان هناك غالب على مغلوب فلا يمكن للانتقال أن ينجح أبدا..
في التوازن تتمثل الديمقراطية لماذا؟ لان القوتين تتفقا فيما بينهما أن تكون في الحكومة تحمي حقوق المعارضة ان تكون في المعارضة توفر لك إمكانية التناوب لتدخل إلى الحكم.
الشق الثاني وحدة اليسار كيف؟
سأجيب بشكل شبه ميكانيكي
النقد الذاتي المتبادل: اليسار انقسم إلى مجموعتين، يسار حكومي ويسار معارض، يسار مع اليوسفي ويسار ضد اليوسفي إلى غير ذلك، المؤلم أنهما تحولا معا إلى شبه خصمين، قراءة آثمة لكل طرف للأخر، الرهان الذي أتحدث عنه تحويل التناوب التوافقي إلى الانتقال الديمقراطي بدأ الطرف الأخر يقول إنه «مخزنة»، الذين يرفضون الرهان بدأوا ينظر إليهم في الصف الأخر بأنهم «عدميين» إذن رُفِع شعار العدمية والمخزنة،
رهان التناوب فاشل، أو على الأقل رهان تحويل التناوب التوافقي إلى الانتقال الديمقراطي، صك فشله هو محاضرة بروكسيل التي لم تُقرأ جيدا، لم تُحلل جيدا من طرفنا جميعا، الرهان الثاني رهان البديل فشل، أحيلكم على أرضية المؤتمر الأخير للحزب الاشتراكي الموحد تعترف بأن رهان خلق البديل فشل.. هذا ماذا يستدعي؟؟ يستدعي من الجميع النقد الذاتي، مهمة متبادلة
النقطة الثانية أسس الوحدة،
في رأيي فيها ثلاث مُوَجِّهات:
أولا صيغة حزبية جديدة، لم يستطع أي حزب أن يكون هو الأداة وهو الوعاء بالنسبة لوحدة اليسار، لابد ان نبحث عن صيغة حزبية جديدة،
ثانيا المبادئ المُوَجِّهة لهذه الصيغة، في نظري ليس المشكل في أن نتآخى كزوجين غضبا أحدهما ولابد من أن يتصالحا ويرجعا لنفس البيت ويشربا كأس شاي، ، الأسس هي قراءة التجربتان معا، فشل التناوب وفشلنا نحن ايضا، هذه القراءة المشتركة ستؤدي بنا في نظري إلى بناء صيغة حزبية تعتمد المُوَجِّهات التالية:
1 الملكيةالبرلمانية الآن ليس لعامل بسيط هو ان الذي يميزنا عن الصف المحافظ هو هذا، ماذا قلنا عن الصف المحافظ، الصف المحافظ يقول: تاريخنا وهويتنا و»تامغربيت ديالنا» تقتضي ان تكون عندنا ديمقراطية أقل من الأخرين، الصف التقدمي يقول نحن مثلنا مثل الإسبان وكباقي الأجناس الموجودة في المعمور ونستحق ديمقراطية كاملة، والديمقراطية متى؟ الآن. إذا لم ننتزع الديمقراطية الآن في المرحلة الثورية والحراك الذي تعرفه المنطقة بكاملها فمتى سننتزعها؟؟؟ 55 سنة كافية من الانتظار،
النقطة الثانية كيف نكون أوفياء لبرنامجنا؟ البرنامج موجود فقط كيف نكون اوفياء له؟ وإذا أردنا أن نقوم بتنازلات يجب تحديدها منذ البداية، ثانيا الوسائل والمباديء هذه القضية
الوسائل لا هوادة فيها واحترام المباديء
رابعا المعارضة والمشاركة
المسالة الخامسة وهي التنظيم زهنا فمن المؤلم ان الحقوق التنطيمية المتاحة لعضو في حزب العدالة والتنمية ليست متاحة في عدد من الاحزاب اليسارية انا اقول هذا التدبي التقني لحزب العدالة والتنمية نضيف له تعدد التيارات لننهي مع الانشقاقات لم نعد نريد الانشقاقات في الصف اليساري لكن التنظيم والح خاصة ماعند ولوانها ليست متقدمة كثيرا وأعترف أنه وقع تقدم كبير في صفوف الاتحاد الاشتراكي من الناحية التنطيمية يجب أن أعترف أنا شخصيا حينما كنت في الاتحاد وخرجت لم أكن أتصور أن المؤتمرين في الاتحاد يمكن أن يصوتوا على أعضاء المجلس الوطني ويصوتوا على الأمين العام ويصوتوا على المكتب السياسي هذه حقوق المؤتمر اذن نحن متفقين لكن مازال حزب العدالة يتجاوزنا على مستوى التدبير التقني الداخلي ويجب ان نضيف تعدد التيارات فقط هذه هي المباديء التي يمكن من اجلها أن نجتمع
الإجراءات المصاحبة دعم حركة 20فبراير، المساهمة في خلق تقاطب ثلاثي، التحالف مع المجتمع المدني التكتل المغاربي مركزية نقابية وحيدة قريبة من اليسار اومركزيتان الثورة الحزبية الداخيلية دور الشباب المساهمة في وضع نواة الانتقال من يساريين واسلاميين متنورين لابد من مواثيق لتنظيم علاقتنا بالجماهير.
طريق الوحدة لليسار تكون من أسفل إلى الاعلى..
عبد اللطيف عادل:
وحدة اليسار يجب أن تبدأ من نقد اليسار
إذا كانت الدعوة إلى وحدة اليسار هي دعوة نبيلة وكذلك شعار سياسي يمكن إذا توفرت له شروط المسؤولية أن يكون محركا للمرحلة وفاعلا فيها، فإن البداية يجب أن تبدأ من نقد اليسار،أولا لأن مرجعية اليسار ومرتكزات اليسار تعتبر بأن النقد حيوي دائما ومستمر من أجل تطوير الأداء.
المسألة الثانية لماذا نقد اليسار لأن حالة اليسار اليوم هي حالة غير مرضية، هناك غياب مجهودات قوية وهناك غياب مجهودات مستمرة ومتواصلة للنهوض بالفعل اليساري الموحد.
المسألة الثالثة ترتبط بالمحافظة، لا يمكن أن نخفي بأن المحافظة اليوم هي مد مجتمعي عام وحتى الربيع الذي مس منطقتنا مآله كان نحو المحافظة لذلك لابد من الاعتراف ان الظرف اليوم والمرحلة ليست في مصلحة اليسار، لذلك لابد من النقد.
أخيرا لماذا نقد اليسار؟ لأن الحدود كذلك ابتُدِلت، والحدود كذلك مُيِّعت، مابين اليسار وأطراف أخرى..لذلك يبدو هذا النقد لحالة اليسار اليوم ضروريا قبل الحديث عن الوحدة لابد من التأهيل قبل الوحدة، ما الأسباب؟ أسباب انحصار اليسار وأسباب أزمة اليسار،
أولا أزمة الجامعة، منذ 1994 ليست هناك محاولات جدية واجتهادية لفصائل اليسار في ابتكار مشاريع يمكن أن تعيد بناء الفصائل الطلابية، يمكن ان تقدر المناضلين المنتمين لهذه الأحزاب على اداء جامعي يجمع فعلا بينما هو مطلبي وما يرتبط بالتأطير السياسي ليس هناك إقدام المناضلين المتواجدين داخل الكلية المرتبطين بهذه الاحزاب على الإعلان عن وجه تنويري والإعلان عن وجه ديمقراطي داخل الجامعة ونعرف ان ازمة الجامعة لا يمكن إلا أن تقود إلى جفاف منابع اليسار.
المسألة الثانية، ترتبط بحالة اليسار داخل الإطارات الجماهيرية والمدنية التي يشتغل فيها.
اليسار اليوم يشتغل تقريبا في أربع نقابات الكونفدرالية، الفيدرالية، الاتحاد المغربي للشغل، المنظمة المغربية للشغل. ويشتغل في ثلاث إطارات حقوقية: الجمعية المغربية لحقوق الانسان، المنظمة المغربية لحقوق الانسان، منتدى الحقيقة والانصاف. يشتغل في هيأة المحامين، ويشتغل في اتحاد المهندسين. ولكن هناك عجز لتدبير الاختلاف ما بين اليساريين مابين الاحزاب اليسارية داخل هذه الإطارات الجماهرية والحقوقية والمدنية.. هناك اتهامات دائما متبادلة بخصوص الهيمنة وبخصوص الإقصاء. نعرف بان العمل الجماهيري والعمل المدني والعمل النقابي هو دافع من دوافع تقوية اليسار.
المسألة الثالثة ترتبط بهروب المتقفين، الكثير من المثقفين اليوم عازفون عن الانخراط الحزبي والتنظيمي داخل الاحزاب، إما انهم لاحظوا غياب الديمقراطية الداخلية او لان هناك سيادة لتقافة الولاء أو أنه هناك غياب للعقلانية وللفكر النقدي الذي يمكن أن يطور الوثائق ويطور الاجتهادات السياسية تم غن المتقفين كذلك بدا تجذبهم مسارات النجاح الفردي.. إذن تخادل التقف أوتغييب المتقف داخل الإطارات الحزبية اليسارية كان كذلك سببا من أسباب الأزمة التي يعيشها اليسار.
المسألة الأخري ترتبط بالأثار السلبية لتجربة التناوب، التناوب فاشل أو لم يستمر ليس فقط لأن الدولةلم تكن لها إرادة فيما يتعلق بمتابعة المنهجية الديمقراطية كما عبر البيان السياسي للإخوة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو كذلك النقد الذي قدمه الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي في بروكسيل ولكن ارتبط كذلك بطبيعة المناضلين اليساريين الذين شاركوا في التدبير الحكومي، في فترة من الفترات كان هناك نوم في العسل الحكومي وفي فترة من الفترات غاب المشروع الحزبي وبدأ ما يتعلق بالمصالح الشخصية او المصالح الفيئوية، وكانت الحصيلة سلبية لتجربة التناوب أثر كذلك في الأزمة التي عرفها اليسار.
مسالة أخرى وهي العجز عن تأمين قاعدة انتخابية، قارة أومستمرة التطور، نعرف بأن العديد من الوجوه والرموز اليسارية الثقيلة تنزل في الانتخابات سواء كانت تشريعية اوجماعية ولم تعد قادرة على تأمين قاعدة انتخابية قوية مما يجعل هذه الاحزاب اليسارية تلتجأ من أجل الضمان إلى وجوه أخرى، تلجأ إلى ارتبطات أخرى غير حزبية على أساس تحصيل المقاعد قبل تأمين تلك المقاعد أو خلق قاعدة انتخابية يمكن أن تبقى وثيقة الارتباط بالمناضلين الحزبيين اليساريين،
مسألة أخرى مرتبطة بعدم الوضوح في التحالفات، مرة هذه التحالفات تمطط حتى ترتبط بما كان يسمى بالأحزاب الإدارية، مرة ترتبط في بعض الوثائق التي أُنتجت منذ 1980 حتى تمس الأحزاب الدينية ومرة كذلك ترتبط بأقليات يسارية غير منظمة، ومرة كذلك ترتبط بالكتلة، إذن غياب الوضوح في هذه التحالفات هو كذلك من الأسباب التي كانت وراء أزمة اليسار.
مسألة أخرى مرتبطة باحتلاف شعارات الوحدة، هناك من ينادي بالجبهة، هناك من ينادي بالفدرالية، هناك من ينادي بالحزب الإشتراكي الكبير، هناك من ينادي بالحزب الاشتراكي الوحيد والموحد كما برز في بعض الوثائق، إذن عدم الوضوح في شعارات الوحدة من شأنه كذلك أن يربك الهدف،
مسألة أخرى مرتبطة بانسحاب الكثير من الأطر النزيهة والفعاليات داخل الأحزاب اليسارية، الكثير من الأطر النزيهة ابتعدت، والكثير كذلك من المحركات الفعالة داخل الأحزاب اليسارية اختارت لنفسها استقالة بعيدا عن العمل التنظيمي المباشر، ومطروح على الاحزاب اليسارية أن تعيد الارتباط بمناضليها ومثقفيها وبشرفائها ونزهائها.
الانشقاقات لا تمر نفسيا ولا تمر سياسيا وهي تنعكس اليوم على واقع الدعوة إلى الوحدة.
إذن لهذه الاسباب ظل اداء اليسار ضعيفا وظل هامشيا كما اشرت مع هذا الصعود للمد المحافظ. أغلب الباحثين في الفكر السياسي المتابعين اليوم لهذه الحركات التي يعرفها ربيعنا يشير إلى أنها في أخر المطاف آلت إلى ثلاث مؤسسات القبيلة العائلة قبل يومين الزاوية تدخل المؤتمر العام الاتحادي في لبيا تم ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية سواء في مصر او في تونس واخيرا مؤسسة المسجد.
هذا ما انتهى غليه الحراك مما يطرح مهمة قوية وضرورية على اليسار.
إذن لهذه الاسباب ظل اداء اليسار ضعيفا وهامشيا، وكان طبيعيا ان لا يختار استراتجية قوية فاعلة وموحدة اثناء الحملة على الدستور او اتناء دفع المقترحات بخصوص التعديل الدستوري، كان طبيعيا كذلك انيغيب اليسار من اجندته مسالة الاصلاح الديني، نعرف بأن أروبا حققنت نهضتها وتطورت بناء على الإصلاح الديني الاصلاح الديني اليوم في علاقة بحرية العقيدة و علاقة الدين بالسياسة ونجد في الكثير من الأحيان بأن الجمعيات المدنية والحقوقية تكون له الجرأة أكثر من الأحزاب اليسارية في طرح هذه الموضوعات
لم يستطع اليسار كذلك وبرؤية على الاقل منسجمة التأثير في حركة 20فبرائر، هناك علاقة مرتخية غير تفاعلية مع حركة 20فبراير، كان منتظرا من الاحزاب السياسية اليسارية أن تتفاعل مع حركة 20فبراير بشكل يحول تلك المطالب إلى مطالب سياسية مناسبة وواقعية، لذلك فعلاقة الارتخاء هذه أوعلاقة اللاتفاعل أثرت على الأحزاب السياسية كما أثرت على حركة 20فبراير.
تراجع دور اليسار في العمل داخل الشرائح الوسطى، الشرائح الوسطى شئنا أم أبينا هي دائما فاعل وطليعة ومحرك في أي عمل سياسي، في تطوير الأفكار، في تطوير الذوق، في تطوير الحضارة، الشرائح الوسطى ضرورية، غاب فعل اليسار في الشرائح الوسطى،
ما يتعلق بغياب المبادرة داخل الاحزاب اليسارية ، فالعديد من المحطات أو الأحداث إما تنيب فيها الاحزاب اليسارية بعض الجمعيات او ينيب فيها اليساريون بعض المعطلين أوينيب فيها اليساريون بعض النقابات، أذن غياب المبادرة السياسية لدى أحزاب اليسار
أخيرا لا إعلام لليسار في عصر الإعلام، إعلام اليسار إما تقليدي، أو خشبي، أومزايد، والإعلام بهذا الشكل لا يمكن أن يؤثر، ما العمل؟
أولا لابد من إعادة المرجعية الإيديولوجية لليسار لأن هناك تآكل في المرجعية الإيديولوجية وربما هذا كلام قد لايعجب قد يرتد اليسار إلى لحظة ليبرالية امام حالة اللامدنية التي نعيشها وأمام المد المحافظ، ربما يطرح على اليسار اليوم أن يتصالح مع أطروحات عبد الله العروي، لابد الآن من الدفاع على لحظة ليبرالية، أولا ديمقراطية حقيقية ، فصل السلطات، ما يتعلق بالحريات، مايتعلق بالحقوق، إذن يبجو أنه من الضروري ان يكون هناك مجهود نظري واجتهادي لدى مثقفي اليسار،ولدى الأحزاب اليسارية.
المسألة الثانية، استعادة المبادرة السياسية بالتحرك بالحد الأدنى للمشاركة والانخراط في الأحداث وعدم ترك الأماكن فارغة،رفع الأصوات، الكتابة، الخروج إلى المجتمع وتنويع المداخيل، ليس هناك فقط المدخل الدستوري، حالة اسبانيا في انتقالها الديمقراطي كان هناك المدخل الدستوري ولكن في حالة جنوب إفريقيا كان هناك مدخل حقوقي، هناك اليوم العديد من المداخيل في الفكر السياسي، الحكامة الديمقراطية مدخل، التنمية مدخل، المدخل الحقوقي والمدخل الدستوري إذن تنويع المداخيل من أجل تطوير الواقع، استعادة جادبية الأحزاب لن يتم ذلك إلا بفتح المقرات، وبتشغيلها ليس فتح المقرات بشكل موسمي، التظاهرات المفتوحة، الخلايا الاستقطاب، التنظيم العصري انجاح الديمقراطية الداخيلية وإفراز أطر جديدة ونخب مؤهلة لهذه الأحزاب اليسارية وقادرة على الفعل والتناوب في المسؤوليات، يجب أن تكون المسؤوليات قصيرة المدى ولا تتعدد فيها الولايات، من اجا تجديد النخب والدينامية في التنظيم، أخيرا استثمار العمل الإعلامي الحديث من أجل المزيد من التأثير والوحدة، إذن أسباب الأزمة، الأزمة، ما العمل؟ الوحدة. الآن لابد من النقد من أجل عمل قوي يبني الوحدة يبدا ذلك، أتفق، الوحدة التقاء ميداني، هناك اليوم جدول أعمال طرحه الحراك العام ، فيه الحرية والعدالة والكرامة ومواجهة الفساد إذن هذه الأحزاب اليسارية مدعوة لأن تضع في جدول أعمالها ما يطرحه الحراك العام الآن،
المسألة الأخرى متعلقة بشأن داخلي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ربما آن الآوان للقطع مع الكتلة من أجل وضوح فيما يتعلق بالتحالفات وفيما يتعلق ببناء اليسار الإخوة في الطليعة مر مؤتمرهم، وفي النهج مر المؤتمر، والحزب الإشتراكي الموحد مر المؤتمر، التقدم والاشتراكية مر المؤتمر سنة 2010 .
هناك مؤتمر الاتحاد الاشتراكي في شهر دجنبر هذه مسألة اساسية في بناء وحدة اليسار ما يتعلق باختيار الكتلة ومساءلة مراجعة اختيار الكتلة
المسألة الأخرى ترتبط باستمرار المسيرة النقابية ل27 مارس هناك أثار سياسية معينة ولكن لم يتم التقاطها في لحظتها
أخيرا خلق حالة مساندة نضالية من احزاب اليسار والصف الديمقراطي في كل المحطات السياسية التي يعيشها المغرب.
محمد عياد
السؤال الأساسي ليس هو الحاجة إلى وحدة اليسار وإنما البحث
عن كيفية تحقيق هذه الحاجة
1 في طبيعة الحاجة إلى وحدة اليسار،وأن أساءل طبيعة الحاجة:
الموضوع قديم ومحط نقاش، طُرِح في السبعينات، ويعاد طرحه الآن، عندما ضعف نفوذ اليسار ودخل في أزمة بنيوية وأصبح مشكل وحدة اليسار متداول لدى الراي العام، وشاع بين كل المهتمين، في رأيي هذا الشيوع حول وحدة اليسار إن كان يعبر عن حاجة إلى هذه الوحدة وإلى ضروريتها وإلى أهميتها وإلى راهينيتها، فإنه يجرنا إلى الحس العام ولا ربما يبعدنا عن التحليل الرصين، والمُساءلة العلمية لازمة اليسار التي يجب ان تأخذ مسافة بين كل ما هو ظرفي وذاتي من أجل مساءلة الموضوع لا من التجرد الإلتزامي لأن المُساءلة ليست بريئة، ولكن من أجل فهم الواقع من أجل التجاوز، ذلك أنه غالبا ما تُطرح طبيعة الحاجة إلى وحدة اليسار خارج سياقها التاريخي، ولربما من منطلقات حدسية أو منطقية هي أيضا ضحية التنميط الذي أحدثته التجارب اللبيرالية: يمين/ يسار أساسا وإذا اقتضى الأمر وسط في إطار ما يسمى بالتوازن السياسي، فكثُر الحديث عن قطب يساري من أجل تخفيف عدد الأحزاب الشائعة، وقطب يمين ووسط وكأن الواقع غير عنيد وقابل لأن يُعَلَّبَ كما تُعَلَّبُ الخضر والفواكه.. المسألة ليست بهذه السهولة، وليست من هذا المنظور. هذا الطرح صوري وإن كان يستند إلى ربما طموح عن رغبة، عن قناعات ،ولكن عن منطلقات منطقية شكلية، همها فقط ترشيد العملية السياسية بتقليص الأحزاب وما يرتبط بذلك من ترشيد، ولكن السؤال المُغَيَّب هو: أية عملية سياسية؟ بمعنى أي توجه سياسي؟ هل هي عملية سياسية تتوجه نحو تحويل المجتمع بمشروع يرتقي به؟ أم فقط من أجل التناوب والتوافق لتدبير ما هو قائم؟ هذا سؤال في رأيي مُغَيّب في النقاش الحالي الغالب، وسنرى فيما بعد لماذا هو مغيب،
2 توحيد اليسار ضرورة تاريخية:
اليسار في رأيي باختصار هو تلك القوى السياسية التي تدافع عن مصالح غالبية القوى الشعبية، هذه القوي التي تتقاطع مصالحها مع مصلحة البلاد والوطن من اجل التقدم، وتتقاطع أيضا مصالحها مع ضرورة التوزيع العادل للثروات، وتقليص عملية استغلال الإنسان للإنسان، هذه المقولة التي جنبناها وغيبناها، إذن هذه ضرورة تاريخية، وعبر التاريخ الحديث للمغرب تحققت بمضامين وتوجهات خلال التاريخ الحديث مع الحركة الوطنية ضد الاستعمار، وامتدادات الحركة الوطنية بعد الاستقلال مع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الحزب الشيوعي، مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، واليسار الجديد بكل مكوناته وفصائله.. إذن المرور من الضرورة إلى وتحويلها إلى واقع ملموس ليس عملية ميكانيكية، وإنما هي صيرورة، وأيضا تتداخل فيها أولا الشروط الموضوعية، وأيضا الإرادات والقوى من أجل التفاعل مع هذه الشروط وتحويل ما هو ضروري إلى واقع، إذن السؤال الأساسي في رأيي ليس هو عن ضرورة أو الحاجة في وحدة اليسار وإنما البحث عن كيفية تحقيق هذه الحاجة. لأن الحاجة أصبحت تقريبا بديهية، يعني من المسلمات، لا من الناحية الموضوعية ولا من ناحية الراهينية، إذن السؤال هو كيف؟
هناك عدة تجارب وحدوية دخل فيها اليسار ولم تنجح، سؤالي لماذا هذه التجارب لم تنجح؟؟
في رايي هناك سبب بِنيوي اجتماعي سياسي يتموقع بتموقع الممارسة السياسية، أو ما أسميه بالحراك الإرادي، أي مؤسسات الدولة والأحزاب والنقابات والجمعيات والإعلام والأكادميين ، وقع تزحزح وتموقع هذا الحراك من أجل تعبئة المواطنين، تنظيم المواطنين، باعتبارهم هم القوة المادية التي يمكن ان تُغَيِّر، لأن الطليعة يمكن ان تقترح ولكن لا يمكن أن تغير إذا لم تنخرط الجماهير معها وتحميها وتحميهم، إذن وقع في رأيي انزلاق، اليسار وممارسات اليسار من تعبئة المواطنين وتنطيم المواطنين، شيئا فشيئا وقع هذا الانزلاق إلى تدبير الشأن العام سواء في الجماعات المحلية أو في البرلمان أو في الحكومة، أي أن مجال الحراك تحول لم يعد هو المشروع المجتمعي وتربية المواطنين وتنطيمهم والتفاعل مع مطالبهم من اجل هذا المشروع الجديد وإنما أصبحنا في إطار معيين، مارسناه ولكن بدون استراتجية شيئا فشيئا تزحزح وأصبح يختزل في عملية تدبير الشان العام على احساب استنهاض الجماهير وتأطيرها حتى أننا أخلينا تنظيميا الاحياء والمهن وأصبحن نفكر في أصحاب الشكاير إذن في رأيي هذا التموقع عززته العولمة لأنه بعد سقوط برلين تم الاستحواذ على كل شيء من طرف الراسمالية وبشكل مطلق وبقي الحديث عن نهاية التاريخ إذا كنتم تذكرون نحن الذين كانت لدينا إيديولوجية قلنا ليست هناك نهاية التاريخ، نعتقد أن المسألة فقط نظرية، لكن المسألة ليست كذلك فالعولمة الرأسمالية وضعت آليات بل وضعتنا في الطريق السيار لنهاية الطريق وان ليس هناك بديل فقط هناك تناوب نحن في طريق سيار المرجو منكم فقط الشفافية فقط الحكامة فقط الديمقراطية إلخ بمعنى ديمقراطية معزولة عن مضامينها الأخرى حيث تقلص فقط في الانتخابات.. كذلك من الآليات التي دعمت هي آليات غير ضمنية ولكنها مهمة جدا استبدل بديل المشروع الاشتراكي التقدمي بالتنمية المستدامة، حتى من اقتصاديينا إلى درجة أن طلبت منهم أن يحرقوا كتبهم السابقة التنمية المستدامة التي ليست لديها دلالة سياسية وإيديولوجية، هطا مشكل الأجيال ثروات الأرض إذا لم نحفظها للأجيال فستمشي، أصبحنلا كذلك نتحدث عن التنمية البشرية ونسينا الصراع الطبقي ونسينا استغلال الانسان للإنسان، إذن عمليا ماذا وقع؟ هذا الطريق السيار دخلناه خقيقة في نهاية التاريخ وبقينا بعض المثقفين لكي نرضي أنفسنا نقول بأنه ليس هناك نهاية التاريخ لكن نحن عمليا زممارسة دخلنا في هذا الطريق السيار، خلقت جادبيات كثير جا التي دخلتنا ولا خيار لكم إلا التناوب إلا هذا الطريق، ولذلك أعتبر أن هذا الاختلال الأساسي ترتبت عليه اختلالات فرعية كبيرة جدا حيث اصبح المجتمع في واد والمجتمع السياسي في واد آخر، تركنا الجماهير الشعبية لوحدها لأن من كان يعبر عنا دهب في الاتجاه الآخر، كانت الجماهير باليسار المندمج معها ليست قوة بذاتها فحسب بل قوة من اجل ذااتها لان لديها طليعتها التي تعبر عن مصالحها ولديها المشروع المجتمعي والسياسي. وعندما لم يبقى هذا المشروع تحولت إلى كتلة انتخابية أي ارقام غير فاعلة بل يفعل فيها هذا التحول ادى غلى علاقة مشوهة ما بين النخب والجماهير حيث أُرغِمت هذه الأخيرة لتفويض مصيرها للمجتمع الإرادي، هذا التحول شكل نوعا من الزبد»كشكوشة» وصنعت نخب من خلال الإعلام وغيبت نهائيا في المشاريع الحزبية مشكل النضالات،كيفية تعبئة المواطنين كيفية استرجاع ثقة المواطنين في العملية السياسية هذا إدى إى انعدام الحدود السياسية مابين الاحزاب
المشكل الخطير ايضا هو تحول السياسي إلى التدبيري، الشأن العام لم يعد سياسي معنى ان التدبير هو الذي أصبح المهيمن عمليا ، لأننا أردنا فقط التناوب وبدون مشروع سياسي، الذي لديه قبعة سياسية يشتغل كتقنوقراطي، ولربما النقص الذي حصل والعيب في حكومة عبد الرحمان اليوسفي أنها اشتغلت ليس كفريق سياسي في أفق مشروع سياسي وإنما في أفق تدبيري بطبيعة الحال كان هناك زخم كانت هناك مطامح كل الجماهير الشعبية كبيرة جدا وحين كانت النتائج ضعيفة وكما يقال بقدر ما تكون المحبة كبيرة بقدر ماتكون المحاسبة اكبر وأعظم ليس كالأحزاب الأخرى إذن تغييب المشروع السياسي وتركيز الآلة والأدوات على التقني وحتى الديمقراطية صحيح نحن نصبو للديمقراطية وكنا سباقين لها لكن ليس بانعزال عن الديمقراطية الاجتماعية وليس بانعوال عن مشروع مجتمعي متكامل لأن الديمقراطية لا تاتي هكذا اعتباطا بل من خلا مشروع متكامل عبر مسلسل فيه الحداثة وفيه تعبئة شاملة ويجب ان نتعبأ من أجله كحداثيين،
في رأيي كل المحاولات الوحدوية أنا معها لكنها ستبقى عرجاء إذا لم نذهب إلى بيت القصيد، لكن ما العمل وهي مسألة تساؤل جماعي ويجب أن يكون هذا السؤال وأنا مع هذا النقاش وكل المحاولات التي يمكنها أن تؤدي إلى وحدة اليسار لكن الشرط الأساسي هو كيف يمكن أن نعيد تموقع الحراك السياسي إلى الحراك المجتمعي وكيف يمكن الخروج من هذا الطريق السيار ونتوجه إلى الجماهير الشعبية وقضاياها وتعبئتها، الحراك والنضال والتجربة هي التي تفرز المواقف هي التي ستخرجنا من هذه القوقعة التي حُصرنا فيها وهذا ما يمكن أن يعطي الدينامية ويمكن أن يفرز نخبا جديدة وهو الذي يمكن أن يوطد التواصل مع الشباب هو الذي سيزيل عنا التشوهات والانحرافات التي وقعت,
هذا الحراك المجتمعي المسؤول والواعي ذي المشروع المجتمعي البديل الذي يشكل الغربال الذي تفرز فيه المواقف والنخب الحقيقية غير المفبركة أو تلك التي هي سجينة الطهرية إذ لا إفرازات في ظل الجمود والركود إلا مايطفو من طحالب وطفيليات عندئد تتوفر الشروط التي تعمل على توحيد اليسار وأفضل عبارة قطب تقدمي اشتراكي تنصهر فيه ومن خلال النضال والممارسة كل الإرادات وعدا ذلك فستكون كل المجهودات المهمة جدا ولكن غير كافية وتكون العملية الوحدوية مجرد جمع كمي ليس إلا ويجب أن نصحح المسار وإلا انطبق علينا مثل تمسك غارق بغارق وسيظل الزبد هو الطاغي وتبقى حركة المجتمع الحقيقي في واد عرضة للمجهول وغير المتحكم فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.