يكشفها على عمار وجون بيير تيكوا في كتابهما الجديد بعد كتابه "سوء الفهم الكبير" الذي أثار الكثير من الجدل هنا في المغرب وتسبب لصاحبه في ما تيسر من مشاكل مع السلطات المغربية، عاد على عمار بكتاب ساخن آخر ألفه رفقة جون بيير تيكوا، الصحافي الفرنسي المعروف بنقده اللاذع للنظام في المغرب. ويتناول عمار وتيكوا في المؤلف الجديد الذي اختارا له كعنوان " باريس مراكش .. جنس ومال وشبكات"، الفساد السياسي والأخلاقي الذي تكون مدينة النخيل مسرحا له، وذلك من خلال الكشف عن العديد من الفضائح الأخلاقية التي تدور فصولها وراء جدران الإقامات الفخمة والفنادق الباذخة. واعتمد الصحافيان في مؤلفهما حول "الدائرة الباريسية 21" كما يحلو للفرنسيين وصف مراكش، على شهادات بعض المعارف والأصدقاء، ليقدما تحليلا لواقع العلاقات السياسية والمالية المعقدة التي تصغر وتكبر بحجم الامتيازات الممنوحة للوافدين الفرنسيين على "المدينة الحمراء" من ساسة ورجال أعمال ومشاهير ونجوم ممن يلجؤون إلى المدينة الحمراء للاستمتاع، من جهة، بلحظات استرخاء مع ذكور وإناث تتراوح أعمارهم في معظم الحالات ما بين 15 و18 سنة، ومن جهة أخرى، لتقوية شبكة العلاقات بين الطرفين وتعزيز اللوبي المغربي الفرنسي من خلال نادي أصدقاء المغرب. وتألف الكتاب، الصادر عن دار النشر "كالمن ليفي" من 11 فصلا. الفصل الأول يحمل عنوان "مراكش على نهر السين" أما الأخير فعنوانه "الإليزي 2012". وبين هذين الفصلين يمر القارئ على "في ظل العرش" و"القصر الملكي بباريس» و"نويل سعيد يا جلالة الملك" و"وهم الديمقراطية" و"في مديح المتقاعدين المستقرين بمراكش" و"العقود الكبرى والترتيبات الصغيرة" و"بسط اليد على المملكة" و"الملتحون بمراكش؟". ورغم تركيزهما على مراكش،إلا أن عمار وتيكوا يتناولان في جانب من الكتاب وصول العدالة والتنمية إلى الحكم. ويستبعدان أن يكون لحكومة بنكيران أي تأثير على العلاقات المغربية-الفرنسية، لأن القصر بصدد "تشكيل حكومة الظل" على حد قولهما. ويسوقان مثلا على كذلك، بتعيين وزير الخارجية السابق، الطيب الفاسي الفهري، مستشارا ملكيا في بداية يناير 2012. إلا أنهما يعتبران أنه سيكون على مراكش، التي حقق فيها "إخوان" بنكيران اكتساحا في اقتراع 25 نونبر الماضي، أن "تقلع ومعها المراقص الليلية عن بعض الممارسات الخادشة للأخلاق العامة". والمثير في الكتاب أنه يخلص إلى أن مراكش قد عوضت "بانكون" كقبلة للسياحة الجنسية. فالعاصمة التايلاندية بعيدة عن بعدها عن أوربا كما أن جاذبيتها تراجعت بشكل كبير بسبب انعدام الاستقرار السياسي بها. وقد أزاحتها مراكش الهادئة التي توفر تنوعا واسعا في العرض بتسعيرة لا تتجاوز 200 أورو( حوالي 200 درهم) في بعض الأمكنة الراقية نسبيا. وقد ازدهرت تجارة الجنس في الفنادق وفي الكثير من الإقامات الخاصة مع بداية أزمة العقار بالمدينة، التي ارتفع عدد ممتهنات الدعارة بها إلى نحو 20 ألف فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 16 و30 سنة، يعرضن أجسادهن مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 15 ألف أورو شهريا (حوالي 17 مليون سنتيم). وذكر الكاتبان بأن الشواذ (اللواطيون) والسحاقيات كانوا قد ضربوا موعدا بالمدينة سنة 2008، وهو ما فجر عاصفة من الغضب اجتاحت أوساط المحافظين والإسلاميين الذين لم يتحملوا هذا «الغزو الأخلاقي».