حضر مئات الأشخاص، اليوم الأحد 22 مارس 2015، جنازة سيدة ضربها حشد حتى الموت، وأحرق جثتها، الخميس الماضي، في كابول، عاصمة أفغانستان، بعد اتهامها بإحراق مصحف، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. وجرت مراسم الدفن بهدوء صباح الأحد في مقبرة حي بانجساد شمال كابول. كما شارك عدد من أعضاء البرلمان الأفغاني ومسؤولون حكوميون. وفي حدث نادر في أفغانستان، حملت نساء هن ناشطات في المجتمع المدني، نعش فارخونده (27 عاما) إلى المقبرة. وهتف الحشد « الله اكبر »، مطالبا الحكومة بمحاكمة المسؤولين عن مقتلها. وقال باري سلام الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان « إنها جريمة ضد هذه العائلة، جريمة ضد أخت وجريمة ضد الإنسانية ». وقال نجيب الله شقيق الضحية لوكالة فرانس برس، أثناء التشييع أن شقيقته « متدينة جدا وأنها كانت تتلو القرآن، وتصلي خمس مرات في اليوم ». وكان حشد ضرب السيدة الأفغانية، التي يشتبه بأنها أحرقت مصحفا، حتى الموت، وأحرق جثتها، الخميس، في حي شاه دو شامشيرا في كابول. وقال قائد الشرطة الجنائية في كابول الخميس الجنرال فريد افضالي لوكالة فرانس برس إن الحشد المؤلف من « آلاف الأشخاص » في هذا الحي المكتظ عمد لاحقا إلى رمي جثة المرأة في نهر كابول. وقالت الشرطة إن المرأة كانت تعالج منذ أربع سنوات من اضطرابات نفسية. وأعلنت الشرطة الأفغانية، الجمعة، توقيف تسعة أشخاص في إطار هذه القضية. وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان الجمعة « لا أحد يملك حق الإعلان عن نفسه قاضيا أو معاقبة الآخرين بطريقة مهينة ». وأضاف أن هذا العمل « يخالف الشريعة بشكل واضح والنظام القضائي الإسلامي ». وأمر الرئيس الأفغاني بإجراء تحقيق حول القضية. واعتقل 13 مشبوها، بحسب الشرطة. وأكد الجنرال ظاهر ظاهر قائد جهاز التحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس « لقد اعتقلنا 13 شخصا على علاقة بمقتل فارخونده، وسنعتقلهم جميعا حتى ولو كانوا مئة ». من جهة أخرى، أضاف المسؤول أن ثمانية شرطيين اعتقلوا أيضا في هذه القضية. وأكد العديد من الشهود أن الشرطة لم تتدخل خلال تعرض الضحية للضرب حتى الموت. واعتبر غني أن الحادث يشير إلى « مشكلة أساسية » على حد قوله لأن « 90 في المائة تقريبا من مهام الشرطة مخصصة لمعارك (مكافحة الإرهاب)، وهذا ليس دورها التأسيسي ». وأضاف الرئيس لاحقا أن « تطبيق دولة القانون أمر حاسم » بالنسبة إلى البلد. وأدانت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان هذا العمل، الجمعة، أيضا. وفي 2012 أثار الكشف عن إحراق مصاحف في قاعدة باغرام الأميركية أعمال شغب استمرت خمسة أيام وهجمات ضد الأميركيين، قتل خلالها نحو 30 شخصا في أرجاء البلاد.