تواصلت، أمس، لليوم الرابع على التوالي في أفغانستان الاحتجاجات العنيفة المعادية للأميركيين بعد إحراق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة أميركية، على الرغم من اعتذارات الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الحادث، وقتل أربعة أَشخاص في محاولة للهجوم على القنصلية الأميركية في ولاية هراة (غرب) أفغانستان. وقال الناطق باسم محافظ الولاية، محيي الدين نوري، إن القتلى الأربعة سقطوا عندما توجه متظاهرون إلى القنصلية الأميركية، في محاولة لاقتحامها، لكن قوات الأمن ردت بإطلاق النار، فيما أَطلقت قوات الأمن في كابول النار في الهواء لوقف المئات من التوجه إلى مقر حلف الأطلسي. وبدأت التظاهرات أَمس بعد صلاة الجمعة التي حضَّ فيها الأئمة في كابول المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف. وقال احد المحتجين، ويدعى جمشيد، إن «الأميركيين دنسوا قرآننا، وسننتقم وسنحرقهم». وقال ضابط في الشرطة الأفغانية حمد زاهر"اندلعت تظاهرات في خمس مناطق مختلفة في كابول، إلا أنه لم تحدث أعمال عنف، ماعدا إطلاق نار في الهواء". ودعت الحكومة الأفغانية إلى الهدوء، للحيلولة دون استفادة مسلحي حركة طالبان من موجة الغضب، فيما حذرت السفارة الأميركية من أن هذه الاحتجاجات يمكن أَن تتحول إلى العنف، وتستهدف غربيين. وخرجت تظاهرات أخرى في ولايتي بغلان وقندز الشماليتين، وولايتي باميان وغزني (وسط) وولاية ننغرهار (شرق). وتعرضت القواعد العسكرية الفرنسية والنرويجية والأميركية إلى هجوم، بعد أَن حرضت حركة طالبان الأفغان على قتل الجنود الأجانب، انتقاماً لحرق المصاحف. وقال ناطق باسم الجيش الألماني، إن الجيش انسحب من موقعه في تالوقان (شمال) في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها أفغانستان بعد إِحراق مصاحف. وأَفاد بأَن الجنود الخمسين المتمركزين في تالوقان انسحبوا الخميس من الموقع الذي كان يفترض أن يغادروه في نهاية مارس، للعودة إلى قاعدة قندز التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الغرب، وحملوا معهم معداتهم وآلياتهم وأَسلحتهم وذخائرهم. وأَضاف إِن احتمال العودة إلى تالوقان، المدينة التي يبلغ عدد سكانها مئتي أَلف نسمة سيتقرر "حسب الوضع" على الأرض. ويذكر أَن السفارة الأميركية في كابول مغلقة منذ أَيام، وانتشرت قوات أَمن إِضافية لحماية البعثات الأَجنبية وغيرها من المواقع الاستراتيجية، بعضهم مسلح بالقذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة. ودعت الحكومة الأَميركية وقائد قوات حلف الأَطلسي (الناتو) الجنرال الأَميركي جون أَلن، إِلى الهدوء وضبط النفس في البلد الذي يشهد حرباً ضد المقاتلين الإسلاميين منذ عشر سنوات. ولا يزال حادث إِحراق المصاحف قيد التحقيق، إِلا أن مسؤولين أَميركيين قالوا، لوكالة فرانس برس، إن الجيش أَخذ المصاحف من المعتقلين في باغرام للاشتباه باستخدامها في تمرير الرسائل.