تجددت المظاهرات في العاصمة الأفغانية كابل صباح اليوم للتنديد بحرق المصحف الشريف في قاعدة بغرام الأميركية أمس، وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين مما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة آخرين. وقد منعت السفارة الأميركية في كابل موظفيها من مغادرة المبنى وسط اتساع نطاق الاحتجاجات. وقال مراسل الجزيرة في كابل بكر يونس إن المظاهرات مستمرة أمام البرلمان وفي الطرق الرئيسية، مع إغلاق الطريق المؤدي إلى شرق أفغانستان. وقال شهود عيان إن أعيرة نارية أطلقت على المتظاهرين الذين اخترقوا صفوف الشرطة، وألقوا الحجارة عليها وحطموا زجاج سيارات في يوم ثان من المظاهرات. وهتف المحتجون "الموت لأميركا" و"الموت لكرزاي" في إشارة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بينما جرت أيضا مظاهرات منفصلة في مدينة جلال أباد بشرق أفغانستان حيث قطع حوالي ألف طالب محاور الطرقات الرئيسية هناك. وكان أكثر من ألفي أفغاني احتشدوا خارج بوابات قاعدة بغرام الجوية -وهي المركز الرئيسي لقوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة وتقع إلى الشمال مباشرة من العاصمة كابل- بعدما عثر عمال أفغان على بقايا متفحمة لنسخ من القرآن بينما كانوا يجمعون القمامة من القاعدة. وكان البيت الأبيض ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد قدما اعتذارا عن قيام جنود أميركيين بإحراق نسخ من المصحف الشريف بالقاعدة الأميركية، كما ندد الرئيس الأفغاني بالعملية بينما استنكرت حركة طالبان ما قام به الجنود الأميركيون. وقال بانيتا في بيان موجز "إننا نعتذر للشعب الأفغاني ونستنكر مثل هذا السلوك بأشد العبارات الممكنة" مضيفا أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمر بإجراء تحقيق "في هذا الحادث المؤسف للغاية". وجاء بيان بانيتا في محاولة لاحتواء الغضب بسبب الحادث الذي يمثل كارثة علاقات عامة بالنسبة لواشنطن، في الوقت الذي تحاول فيه تهدئة الأوضاع في البلاد قبل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان عام 2014. وفي وقت سابق أطلقت مروحيات أميركية قذائف ضوئية لتفريق مئات الأفغان الغاضبين الذين احتشدوا خارج قاعدة بغرام بعد تقارير عن إحراق القوات الأجنبية عددا من المصاحف والمطبوعات الدينية. وسبق بانيتا إلى الاعتذار عن هذه "الأفعال" بالقاعدة الجنرال جون ألين أكبر جنرالات الناتو في أفغانستان، وقال إن أمرا جديدا صدر لجميع قوات التحالف في أفغانستان للمشاركة في التدريب على التعامل السليم مع المواد الدينية. وكان الرئيس كرزاي قد أدان الحادث، وقال مكتبه إنه عين وفدا من كبار علماء الدين للتحقيق في كيفية وقوع الحادث. وأدانت أيضا طالبان الأفغانية هذا الحادث بشدة، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان "هذه تقريبا المرة العاشرة التي يحطون فيها من أقدس قيم المسلمين منذ غزو الأميركيين الحيوانات لأفغانستان". يُذكر أن احتجاجات اندلعت واستمرت ثلاثة أيام بشتى أنحاء أفغانستان في أبريل/ نيسان العام الماضي بعد أن أحرق قس أميركي مصحفا في فلوريدا.