بدا الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبو حفص، مسرورا وهو يحاضر في ندوة عن نصرة الشام بالرباط، دعا فيها إلى مقاطعة قناتي المنار والعالم الشيعيتين، الأولى تابعة لحزب الله والثاني لإيران، قائلا "كما نقاطع المنتوجات الغذائية والمواد الاستهلاكية التي تصدرها مثل هذه الدول، كذلك نقاطع المنتوج الإعلامي الكاذب الذي يصدره النظام" وقدم الشيخ الذي أفرج عنه مؤخرا بعدما ناله العفو وقد قضى 9 سنوات في السجن من أصل حكم مخفف ب 25 سنة سجنا نافذا، إثر محاكمته بقانون الإرهاب عقب تفجيرات 16 ماي 2003، بعض الإجراءات العملية لمساندة الشعب السوري، كما قدم امثلة تاريخية لنصرة المغاربة لأهل الشام، وتحدث عن مكانة سوريا في الدين الإسلامي لاقترانها بتواريخ ووقائع مهمة ولأحاديث نبي الإسلام فيها. وعبر الشيخ عن سروره لدعوته للندوة قائلا " يسرني كثيرا ان أكون في هذا المعهد وفي هذه المناسبة، في أول ظهور، أو محاضرة أو درس ألقيه بعد غياب طويل عن هذا الميدان وبعد تسع سنوات من السجن" ومن جانبه تحدث محمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان، الذي كان يحاضر إلى جانب أبو حفص في الندوة التي نظمتها أمس الأربعاء لجنة المسجد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بمدينة العرفان بالرباط، تحت عنوان "نصرة المغاربة لأهل الشام بين الماضي والحاضر"، عن الأسباب التي أدت إلى الربيع العربي عامة ك"التخلف المستمر لعشرات السنين، والمحاولات الحثيثة لسلخ الأمة عن دينها وعن مبادئها وعن قيمها، واتساع الهوة بين الحاكم وبين عموم الأمة"، و"التبعية العمياء للقوى الخارجية و"انفضاح مسلسل المؤسسات الصورية التي كانت الأنظمة تحاول أن تسدل بها أوجهها الاستبدادية، ونهب ثروات الأمة وحماية المفسدين" وغيرها من مظاهر، قبل أن يؤكد على أهمية القيام بمظاهرات ومسيرات ووقفات مساندة للشعب السوري لما "لها من وقع كبير جدا في نفوس الإخوة في الشام." وهو ما يستوجب حسب الحمداوي "أن تكون هناك فعاليات ومظاهرات تبقي القضية حية وتعطي زخما معنويا مهما للثورة وتضغط على الحكام ليتخذوا مواقف أكثر إيجابية من الثورة" أبو حفص سار في السياق عينه، قائلا " إن هناك بعض الإجراءات التي قد نتخذها والتي قد يكون لها الأثر مثل المقاطعة مثلا، كما كان الكثير من الأفاضل والعلماء والمشايخ ينادون دوما بمقاطعة المنتوجات الإسرائيلية والأمريكية نصرة للشعب الفلسطيني، من حق الشعب السوري علينا أيضا ان نعمل على مقاطعة المنتوجات السورية بل ومقاطعة المنتوجات الروسية والصينية نصرة لهذا الشعب وطبعا هذا الأمر يحتاج للقيام بذلك لحملة واسعة، كما أن مثل هذه الندوات والمحاضرات والمعارض التي قد تقام والمهرجانات الخطابية التي قد تقام لمثل هذا الغرض كل هذا يساهم في نصرة الشعب السوري." وتحدث أيضا عن مقاطعة المنتوج الإعلامي قائلا "كما اني أدعو أيضا إلى مقاطعة الإعلام، فالإعلام هو أكبر منتوج، وكما نقاطع المنتوجات الغذائية والمواد الاستهلاكية التي تصدرها مثل هذه الدول، كذلك نقاطع المنتوج الإعلامي، سواء الذي يقدمه النظام السوري، وأنا لا أعتقد أن أحدا يتابع المنتوج الإعلامي الكاذب الذي يصدره النظام، لكن أيضا بعض القنوات التي تدعم هذا النظام التي قد يتابعها بعض الناس، كقناة "المنار" مثلا أو قناة "العالم"، وهي كما رأينا الآن تؤيد بشدة النظام السوري، ولذلك أدعو إلى مقاطعة مثل هذه القنوات التي تؤيد هذا النظام الظالم ضدا على قضية الشعب السوري المظلوم" ودعا لإجراء عملي ثالث يتمثل في اجتماع بعض الحقوقيين وبعض المدنيين وبعض المحامين، المشتغلين في المجال القانوني عموما لتحريك دعواى قضائية ضد هذا المجرم (بشار الأسد) وزبانيته وعائلته من المساهمين في هذا الإجرام الذي نراه بأعيننا كل يوم على هذه الأرض، أرض الشام المباركة."
وفي ما يلي أهم محاور الندوة: نصرة المغاربة لأهل الشام تاريخيا شدد كلا المتدخلان على الدعم والاستجابة التي أبان عليها المغاربة اتجاه المشارقة على مر التاريخ. وقال محمد الحمدواي "إن المغاربة كانوا دائما حاضرين في الشام ومن معالم هذا الحضور باب المغاربة الذي كان يطلق على إحدى الأبواب السبعة في القدس، وهو باب دخل منه رسول الله (ص)، في الإسراء والمعراج ويسمى الآن بباب المغاربة." وحديثا عن الباب نفسه زاد أبو حفص مفسرا " تطوع في جيوش نورد الدين زنكي مئات من المغاربة وحاربوا معه الجيوش الصليبية، وبقوا معه وأبنائهم حتى جاء بعد ذلك صلاح الدين الأيوبي وإكراما لهم على ما بذلوه اختار لهم صلاح الدين الأيوبي، أفضل الأماكن وأشرفها عند المسجد الأقصى، وجعل لهم مكان سمي بحارة المغاربة وباب المغاربة إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وصادر هذا الحي وأخلى سكانه وجامع المغاربة وأقام حائط المبكى المزعوم." مساندة شعبية ورسمية ذكّر الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي برسالة يوسف بن تاشفين للمعتمد ابن عباس في معركة الزلاقة، حين "أرسل يوسف بن تاشفين كتابا إلى ألفونسو ملك الإسبان حينذاك لما وقع ما وقع حتى يقيم عليه الحجة، ينم عن عزة السلاطين برسالة إلى ألفونسو السادس يقول له فيها: بلغنا يا ألفونسو أنك دعوت إلى الاجتماع بنا، وتمنيت أن تكون لك فلك تعبر بها البحر إلينا، فقد جزناه إليك، وقد جمع الله تعالى في هذه العرصة (الساحة) بيننا وبينك، وسترى عاقبة ادعائك {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}" كما ميز الشيخ أبو حفص، بين نصرة المغاربة الشعبية في عهد الإمام نور الدين زنكي زمن الحروب الصليبية، وانتقالها إلى رسمية وشعبية على عهد صلاح الدين الأيوبي، "عندما عزم هذا الأخير على تحرير السواحل الباقية تحت الاحتلال الصليبي، أرسل إلى يعقوب المنصور الموحدي الذي وصفه الشيخ بكونه من أشرف سلاطين المغرب، يطلب منه أن يمده بأسطول لوقف الزحف الأوروبي، لكنه بداية تردد وبعض المؤرخين قالوا إنه لم يستجب، لكن الناصري في الاستقصا وابن خلدون في تاريخه، أكدوا انه جهز فيما بعد جيشا عتاده يقارب 80 سفينة أرسلها نصرة لنداء صلاح الدين." سوريا في مرآة الدين والتاريخ وذكر الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي حديثا منسوبا إلى النبي محمد (ص)، ذكره صحابي يدعى عبد الله بن حوالة رضي الله عنه، جاء فيه أن الرسول (ص) قال" سيصير أمر الناس إلى أن يكونوا جنودا مجندة ، جندٌ بالشام وجند بالعراق وجند باليمن ، فقال عبد الله بن حوالة خِرْ لي يا رسول الله (يعني اختر لي) قال-عليه الصلاة والسلام- عليك بالشام فإنها خيرة أرض الله يجتبي إليها خير عباده ، فإن أبيت( يعني إن لم يتيسر الذهاب إلى الشام ) ( قال فإن أبيتم فعليكم باليمن واسقوا من غُدَرِها فإن الله تكفل لي بالشام وبأهله ) وتحدث عن حدوث الملحمة الكبرى التي يعتقد بها المسلمون في سوريا حاليا، والتي تسمى "هرمجدون" في بعض الكتب المقدسة لليهود والنصارى، ستحدث في سوريا الحالية، موضحا "بل إن الملحمة الكبرى التي لا يبشر بها الدين الإسلامي فقط بل كل الأديان، والتي تسبق قيام الساعة، ستكون على أرض الشام وليس الشام بمعناه العام، لأن الشام بمعناه العام يدخل فيها كما معلوم فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، لكنها ستكون بأرض الشام بالمعنى الأخص الذي هو سوريا اليوم. لأن النبي (ص) قال في حديث صحيح "" يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ ، بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا : الْغُوطَةُ ، فِيهَا مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا : دِمَشْقُ ، خَيْرُ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ " حيث نص النبي على مدينة دمشق نصا. "