الرباط المهدي السجاري وصف الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص، المواقف العربية الرسمية من الأحداث بسوريا ب«الهزيلة والصورية لأن الحكومات العربية محكومة بأجندة وتوافقات ومصالح سياسية واقتصادية تقيد تحركاتها». واعتبر أبو حفص، في أولى محاضرة له بعد خروجه من السجن، نظمت أول أمس بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، أن «الشعوب العربية مطالبة بالضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف صارمة من الوضع في سوريا وقطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، والدفع بالحقوقيين والمحامين إلى تحريك دعاوى قضائية ضد الرئيس السوري وعائلته». وأكد الشيخ السلفي على «ضرورة مقاطعة المنتوجات الصينية والروسية نظرا إلى مواقفها الداعمة للرئيس السوري، وإظهار الدعم المعنوي والعاطفي من خلال الخروج في مسيرات ووقفات، معبرا في نفس الآن عن «بغضه وكرهه للحزب البعثي السوري، الذي قتل وروع وبقر بطون الحوامل ولم يجد من شيء سوى الحلول الأمنية». وعرج أبو حفص على محطات في تاريخ المغرب، الذي «يشهد بأن سلاطين المغرب كانت لهم العزة والنخوة والبطولة في نصرة قضايا الأمة الإسلامية والعربية، وضربوا في ذلك أسمى الأمثلة والنماذج في سرعة الاستجابة لدعوات النصرة». وأضاف أن «المعركة والملحمة الكبرى التي تبشر بها كل الأديان التي تسبق قيام الساعة ستكون على الأرض السورية». وفي سياق ذي صلة، اعتبر محمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان، أن «النظام السوري له مساندة إقليمية قوية، وورقة إحداث صراعات طائفية، غير أن الثورة في سوريا مستمرة لدفع الاستبداد إلى الاندحار لأن الثورات عندما تنطلق تأخذ بعدا زمنيا لارتباطها بمخاض عميق». وربط الحمداوي الثورة السورية ب«المرحلة الجديدة التي ستدخلها الشعوب العربية والإسلامية بعد غرقها في التخلف عشرات السنين بعد الاستقلال، وانفضاح المؤسسات الصورية التي كانت تزين بها الأنظمة الاستبدادية وجهها». وأبرز الحمداوي في مداخلته «الدور الريادي الذي لعبه المغاربة على مر التاريخ في دعم الشام رغم مشقة الطريق، وخير مثال على ذلك توجه 180 سفينة حربية لتحرير القدس في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو ما دفعه إلى إسكان المغاربة تشريفا وتكريما لهم على دورهم الكبير في نصرة أهل القدس». ووصف عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان «تخاذل الأمة العربية والإسلامية عن نصرة أهل الشام»، في إشارة إلى سوريا، ب«الإثم الكبير»، وهو ما يستلزم، حسب تعبيره، «إبقاء القضية حية من خلال نصرتها بالمظاهرات والوقفات، والضغط على الحكام لمساندة الثورة من خلال مدها بالمؤونة والتطبيب ودعم التمدرس خاصة». وبخصوص المواقف الدولية، قال الحمداوي إن «هناك دولا لا تريد لهذه الثورة أن تبلغ مداها، والنظام العالمي ينافق في قضية سوريا، ومواقفه تسمم العلاقات الدولية والمجتمعية».وأضاف أنه «من المؤسف أن نجد تصريحات تدعم ما يقع في سوريا، فموقف حزب الله وإيران يسببان شرخا كبيرا في الأمة، خصوصا إذا كان دم المسلم يسيل».