بينما كنا نأمل أن نفتتح سنة 2013 بقرارات حكومية شجاعة وحكيمة لتدبير الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، افتتحنا السنة بفضيحة جديدة لتبذير المال العمومي بطلتها هذه المرة السيد فتحية بنيس المديرة العامة لهيئة « ماروك كلير » (هيئة شبه عمومية تملك الدولة 25% من رأس مالها، وبنك المغرب %20). فالسيدة المديرة العامة، حسب ما ذكرته صحيفة « الأخبار »، اقتنت بأموال الهيئة 40 مليون سنتيم من الشكولاتة الفاخرة خلال سنة 2012, وبررت ما فعلته بكون من حق هيئتها فعل ما تفعله الهيئات الأخرى ولم تنفي الواقعة لأنها أيضا تتوصل بهدايا الشوكولاتة بمناسبة رأس السنة . فكيف سيكون رد السيد بنكيران على السيدة فتحية بنيس ؟ هل سيقول لها مثلاً عفا الله عما سلف ؟ أم أنه سيتخد قراراً بعزلها وتغييرها بشخص يعرف قيمة أموال دافعي الضرائب ؟ هل سيكون السيد رئيس الحكومة وفياً لشعاراته بمحاربة الفساد والمعقول وترشيد النفقات أم أنه « غادي يميك » هذه المرة ؟ 40 مليون سنتيم, التي بددتها فتحية بنيس على 23 نوعا من أفخر أنواع الشكولاتة, كانت كافية لتشغيل ثلاث أطر عليا داخل مؤسستها، وتحسين ظروف ثلاث عائلات كانت ستستفيد من قرار تشغيلهم بعد أن صرفوا الكثير على تعليمهم وتكوينهم. 40 مليون سنتيم كانت كافية لتحسين وضعية عاملات النظافة والحراس الليليين وصغار المستخدمين داخل المؤسسة التي تديرها فتحية بنيس ويتقاضون أجور هزيلة، وأسرهم التي تنتظر الدراهم الهزيلة التي يتقاضونها لتوفير المأكل والمشرب والمسكن والملبس. في الوقت الذي كانت فيه السيدة فتحية بنيس توقع فواتير الشكولاتة لسنة 2012 بقيمة 40 مليون سنتيم، كان السيد بنكيران يعد الفقراء المغاربة بتوفير مبالغ لن تتجاوز 500 و 1000 درهم من أموال المقاصة ويطلب من النساء فتح حسابات بنكية لاستقبال الدراهم الهزيلة التي ستمنحهن اياها الحكومة. أي أن السيدة فتحية بنيس صرفت في أنواع الشكولاتة الفاخرة المبلغ الذي تنتظره 400 إلى 800 عائلة فقيرة. المشكل هو أن السيدة بنيس التي تصرف أموال الشعب في اقتناء الشكولاتة تركب سيارة فاخرة وتستهلك بنزيناً مدعماً من صندوق المقاصة، وسكراً مدعماً من صندوق المقاصة، وغيرها من المواد المدعمة من صندوق المقاصة، وساهمت في العجز التجاري للمغرب بصرف 40 مليون سنتيم في اقتناء مادة ثانوية لا أهمية لها بالنسبة للمؤسسة التي تديرها. لا ندري كيف سيتقبل هذا الخبر مغاربة العمق المحاصرين تحت الثلوج، والنساء اللواتي تلدن في باب المستشفيات، والتلاميذ الذين لا يجدون طاولةً يدرسون عليها، والمعطلون الذين أدمنوا الجري أمام البرلمان، والمتقاعدون الذين لا يجدون ثمن الدواء، وغيرهم ممن لا يملكون حق التوقيع ليقتنوا شكولاتة بالملايين. الحاصول ... اللهم إن هذا منكر.