سجل المرصد المغربي للعنف ضد النساء «عيون نسائية»، 47.587 فعل عنف مورس ضد 5245 امرأة خلال هذه السنة حسب تصريحات زائرات مراكز استماع تشرف عليها الجمعيات المنخرطة في المرصد بمدن مغربية مختلفة بمعدل 9 افعال عنف ممارس ضد كل امراة. وكشف التقرير السنوي الرابع ل»عيون نسائية»، والذي تم عرضه هذا الأسبوع بالدار البيضاء على أنظار الصحافة، عن حجم انتشار ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة المغربية وهول المآسي الاجتماعية والآثار النفسية والجسدية والاقتصادية المترتبة عنه.
وتفيد الأرقام المسجلة سنة 2011، أن العنف النفسي احتل المرتبة الأولى بنسبة 47 في المائة بما مجموعه 21870 فعل عنف نفسي، يليه العنف الجسدي بنسبة 32 في المائة يشمل 15070 فعل عنف جسدي، ثم العنف الاقتصادي بنسبة 14 في المائة أي 6778 حالة عنف، أما العنف القانوني فقد سجل المرصد نسبة 5 في المائة وذلك بمجموع 2324 فعل عنف. فيما سجل العنف الجنسي أدنى نسبة 3 في المائة بمجموع 1536 فعل عنف جنسي حسب ما صرحت به النساء اللواتي زرن مراكز الاستماع.
وبلغ عدد النساء اللواتي توافدن على مختلف مراكز الاستماع التي تشرف عليها الجمعيات المنخرطة في المرصد 5245 امرأة، وسجلت مختلف المراكز 47587 فعل عنف خلال هذه السنة، مما يبين ارتفاع عدد التصريحات بأفعال العنف خلال هذه السنة بمجموع 9955 فعل عنف مقارنة مع السنة الماضية، كما تبين للمرصد تزايد عدد الضحايا اللواتي زرن المراكز بمجموع 550 امرأة.
وإذا كان المرصد وقف على ظاهرة ممارسة العنف بنسبة أكبر (74 في المائة) لدى النساء الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و35 عاما، فإنه يؤكد أن الظاهرة تعاني منها أيضا نساء تتراوح أعمارهن مابين 60 و 69 عاما. والملفت للانتباه تصريح 7 نساء تجاوزت أعمارهن 70 عاما تعرضن بدورهن للعنف.
أما عن المجال الجغرافي، فيتبين أن أغلبية المستمع إليهن بالمراكز العشرة التابعة للمرصد، ينتمين إلى المجال الحضري بنسبة 80 في المائة. كما توصلت نتائج التقرير إلى أن 11 في المائة من الزائرات ضحايا العنف يأتين من المجال الشبه الحضري، ومنهن من زرن المراكز التي توجد بالمدن رغم أنهن يقطن بالبوادي والقرى البعيدة حيث شكلت النسبة 9 في المائة.
ولا يقتصر التعنيف على النساء المتزوجات فحسب، وإن كانت نسبتهن تصل إلى 56 في المائة، بل أيضا أمهات عازبات بنسبة 20 في المائة، لكن النساء العازبات يتعرضن أيضا لأشكال مختلفة من العنف 14 في المائة ولا تنجو منه الأرامل (حوالي 2 في المائة) والمطلقات (حوالي 8 في المائة). كما أنه لا يستهدف فقط الأميات (32 في المائة) واللواتي لم يتجاوز مستواهن الدراسي الابتدائي (25 في المائة)، وإنما كذلك المتعلمات البالغات لمستوى الثانوي (نسبة 13 في المائة) وبنسبة أقل فئة الجامعيات (6 في المائة).
وتفوق نسبة الأمهات المعنفات 72 في المائة من مجموع الوافدات، منهن 54 في المائة لديهن مابين طفل وطفلين وحوالي 2 في المائة لديهن أكثر من 6 أطفال. فيما بلغت النساء ممن ليس لهن أطفال حوالي ثلث النساء الوافدات على مراكز الاستماع.
أما بخصوص فضاء ممارسة التعنيف، فغالبا ما يكون منازل تقليدية ( 42 في المائة) أو بشقق (32 في المائة)، مما يوحي على أن الوافدات يأتين من أحياء شعبية أو متوسطة، ولم يستثن تقرير «عيون نسائية» قاطنات الفيلات والأحياء الراقية، كما تبين معطيات المرصد ( 1 في المائة).
وتصل نسبة النساء المعنفات في صفوف ربات البيوت الوافدات على مراكز الاستماع إلى 46 في المائة، 12 في المائة، منهن عاطلات عن العمل بمعنى أن 58 في المائة هن بدون دخل ولسن مستقلات اقتصاديا. وتنال النساء النشيطات والممارسات لمهن مختلفة نصيبها أيضا من العنف، حيث شكلت الموظفات والمستخدمات والعاملات الوافدات على المراكز نسبة 18 في المائة.
ومن خلال مرصد عيون نسائية، فإن النساء الشابات يفتقدن إلى الحماية ويشكلن الفئة الأكثر تضررا من التحرش الجنسي والاغتصاب في أماكن العمل وفي الطريف إليها وأيضا في بيت الزوجية كما أنهن يصطدمن بعراقيل الإثبات خلال لجوئهن إلى العدالة لمتابعة الجاني أو بفراغ أو حيف قانوني، مما يجعلهن حسب التقرير عرضة لعنف مؤسسي ومضاعف أمام غياب آليات ناجعة ومناسبة للتعامل مع جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتعد النساء المطلقات اللواتي قدر عددهن خلال سنة 2011 ب 424 امراة من الفئات الاجتماعية التي تتعرض للعنف القائم على النوع، ويعانين من غياب الحماية بشكل بارز وذلك بنسبة 8 في المائة من مجموع النساء المعنفات اللواتي رزن المراكز التابعة لمرصد «عيون نسائية». فيما سجلت أربع حالات لمحاولة قتل وست حالات قتل بالجديدة ومكناس حيث تعرضت فيها النساء للذبح أو الضرب بآلة حادة. كما تم تسجيل 37 حالة عنف جنسي نتجت عنها الإصابة بأمراض خطيرة.