26077 فعل عنف مورس، خلال سنة 2009، ضد 4044 امرأة زرن 10 مراكز استماع تشرف عليها الجمعيات المنخرطة في مرصد «عيون نسائية» بمدن مغربية مختلفة. هذا الرقم سجله المرصد في تقريره السنوي الثاني لسنة 2010، والذي تم عرضه، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف يوم 25 نوفمبر من لسنة، في الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، بشراكة مع مجموعة من الجمعيات النسائية بمجموع التراب الوطني، صباح الأربعاء الماضي بفندق فرح. وأوضح مرصد «عيون نسائية» في تقريره أن أفعال العنف الممارسة ضد كل امرأة تشكل ما معدله ستة 6 أفعال عنف بالنسبة لكل حالة، مخلفة ما مجموعه 23023 أثر عنف انعكس على الصحة والوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء ضحايا العنف وعلى أطفالهن، بما يعادل خمسة 5 آثار عنف على كل إمراة. وتشكل النساء الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و40 سنة أغلبية الوافدات على مراكز الاستماع، إذ يصل عددهن إلى ما يناهز 70% من مجموع النساء ضحايا العنف الوافدات على المراكز. لكن العنف لا يستهدف الشابات فقط، إذ سجل المرصد تصريحات نساء تعرضن للعنف يفوق سنهن 60 سنة. وأشار التقرير إلى أن أغلبية النساء اللواتي زرن مراكز الاستماع بمختلف المدن ينتمين إلى المجال الحضري بنسبة 82,54% . لكن نسبة مهمة أيضا من الزائرات ضحايا العنف يأتين من خارج المجال الحضري للمدن بنسبة 4,42%، بل منهن من يزرن مراكز الاستماع التي توجد بالمدن، وهن يقطن بالبوادي والقرى البعيدة بنسبة 11,05%. معظم النساء المعنفات الوافدات على مراكز الاستماع هن متزوجات بنسبة 55,32% أو أمهات عازبات بنسبة 29.09%. لكن النساء العازبات أيضا يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف بنسبة 5%، ولا تنجو منه الأرامل بحوالي 2% والمطلقات بحوالي 7%. وتشكل نسبة النساء الأميات أعلى نسبة ب 32,64% من بين مجموع النساء المصرحات بالعنف لدى المراكز .ويدل هذا الرقم على أنهن الأكثر ترددا على المراكز، تليهن النساء اللواتي لم يتجاوزن مستوى الابتدائي بحوالي 27% ، ولاتسلم المتعلمات من التعرض للعنف الذي يستهدفهن كنساء، حيث إن النساء المعنفات اللواتي زرن مراكز الاستماع خلال سنة 2009 بلغن مستوى الثانوي بنسبة تفوق 33%، بل تصل الجامعيات منهن نسبة 6,65% من مجموع زائرات المراكز حسب معطيات المرصد. وأوضح التقرير أن أقل من ثلث النساء الوافدات على مراكز الاستماع ليس لهن أطفال، وهن في معظمهن عازبات، لكن النساء المعنفات هن أمهات بنسبة تفوق 72%. 53,41% لهن ما بين طفل وطفلين وحوالي 2% لهن أكثر من 6 أطفال. وأكد التقرير أن النساء النشيطات والممارسات لمهن مختلفة يتعرضن أيضا للعنف، حيث شكلت الموظفات والمستخدمات والعاملات حوالي ربع النساء الوافدات على مراكز الاستماع بنسبة تقارب 25%. وإذا كانت النتائج الإحصائية للمرصد تبين أن الزوج هو المعنف في أزيد من نصف الحالات التي تم رصدها من طرف «عيون نسائية» خلال سنة 2009، بنسبة 50,12%، فإن العنف الذي تعرضت له النساء المشتكيات صدر أيضا عن الشريك في حالات عديدة بحوالي 19,02%، وعن الطليق في حوالي 6% من الحالات، كما صدر عن الصديق والخطيب، وكذا عن الأب وعن الأخ، ومورس من طرف المشغل، والزميل في الدراسة. إذن، تتعرض المرأة للعنف من أقرب الناس إليها، فالمعنف شخص معروف تربطه بالضحية علاقة معرفة أو قرابة في أغلب الحالات، وهو شخص غريب في 2,15% من مجموع الحالات فقط، كما لم تصرح المرأة المعنفة بهويته في بعض الحالات. ويحتل العنف النفسي الصدارة في النتائج الإحصائية لتصريحات النساء بالعنف حسب مرصد «عيون نسائية»، وبلغ عدد الأفعال المصرح بها من طرفهن في هذا الشأن 13174 فعل عنيف شمل الإهانات والتبخيس والتهديد بالضرب أو بالطرد أو بالتعدد أو بالطلاق، والتهديد بالقتل، وغيرها من الأفعال التي بلغت حدا من الخطورة أدت بالمرأة إلى الإصابة بأمراض نفسية، بل والإقدام على الانتحار. يحتل العنف الجسدي المرتبة الثانية من حيث ارتفاع عدد تصريحات النساء بالتعرض للضرب والخنق والجر والدفع والتقييد وغيرها من أشكال الاعتداء على الجسد، بما قدر ب 5539 فعل عنف جسدي صرحت به زائرات عشر مراكز خلال سنة واحدة. يليه العنف الاقتصادي الذي بلغت الأفعال المصرح بها ضمنه 3882 ممارسة عنيفة تضررت منها النساء اقتصاديا، ثم العنف القانوني الذي سجل المرصد بشأنه 2200 عنف قانوني. وأخيرا، العنف الجنسي الذي أحصت راصدات «عيون نسائية» بشأنه 1282 فعل عنف. وبخصوص أشكال العنف الممارس على المرأة، يؤكد المبيان أن العنف النفسي بحوالي 50% والجسدي بحوالي 21,24% هما موضوع تصريح أغلبية المشتكيات الوافدات على المراكز. في حين، ورغم معاناة النساء من التعرض للعنف الجنسي بحوالي 5% من مجموع زائرات المراكز، مازال التصريح به منخفضا بالمقارنة مع باقي أشكال العنف، ومعبرا جدا بالمقارنة مع الظروف النفسية والاجتماعية للنساء ضحايا العنف الجنسي.