"عيون نسائية" رصد أزيد من 26 ألف فعل عنف مورس ضد 4044 امرأة سنة 2009 سجل المرصد المغربي للعنف ضد النساء "عيون نسائية" حدوث 26 ألف و77 فعل عنف مورس ضد 4044 امرأة زرن في السنة الفارطة عشرة مراكز استماع تشرف عليها الجمعيات المنخرطة في المرصد بمدن مغربية مختلفة. ويكشف التقرير السنوي الثاني ل`"عيون نسائية"، والذي تم عرضه أمس الأربعاء بالدار البيضاء على أنظار الصحافة، عن حجم انتشار ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة المغربية وهول المآسي الاجتماعية والآثار النفسية والجسدية والاقتصادية المترتبة عنه. وتفيد الأرقام المسجلة سنة 2009 أن أفعال العنف الممارسة ضد كل امرأة تشكل ما معدله ستة أفعال لكل حالة تم الاستماع إليها بالمراكز العشرة المنضوية تحت لواء "عيون نسائية"، حيث بلغ عدد الآثار المحصاة لهذه الممارسات الشاذة 23 ألف و23 أثر عنف انعكس على الصحة والوضعين الاجتماعي والاقتصادي للنساء الضحايا وعلى أطفالهن بمعدل خمسة آثار عنف على كل امرأة. وإذا كان المرصد وقف على ظاهرة ممارسة العنف بنسبة أكبر (70 بالمائة) لدى فئة الشابات المتراوحة أعمارهن ما بين 18 و40 سنة، فإنه يؤكد أن الظاهرة تعاني منها أيضا نساء يفوق سنهن ال60. أما عن المجال الجغرافي، فيتبين أن أغلبية المستمع إليهن بالمراكز العشرة ينتمين إلى المجال الحضري بنسبة تفوق 80 بالمائة، فضلا عن نسب متفاوتة بين المجالين القروي والشبه القروي. ولا يطال التعنيف النساء المتزوجات فحسب، وإن كانت نسبتهن تصل إلى 32ر55 بالمائة، بل أيضا أمهات عازبات (9ر29 بالمائة) وفتيات عازبات (5 بالمائة) وأرامل (2 بالمائة) ومطلقات (7 بالمائة). كما أنه لا يهم فقط الأميات (64ر32 بالمائة) واللواتي لم يتجاوز مستواهن الدراسي الابتدائي (27 بالمائة)، وإنما كذلك المتعلمات البالغات لمستوى الثانوي (أزيد من 33 بالمائة) وبنسبة أقل فئة الجامعيات (65ر6 بالمائة). وتفوق نسبة الأمهات المعنفات 72 بالمائة من مجموع الوافدات، 41ر53 بالمائة لديهن ما بين طفل وطفلين وحوالي 2 بالمائة أمهات لأكثر من ستة أطفال; أما فضاء ممارسة التعنيف فغالبا ما يكون منازل تقليدية (53 بالمائة) أو شقق 12ر23 بالمائة)، مما يدل على كون الوافدات يأتين من أحياء شعبية أو متوسطة ولا يزيح ممارسة الظاهرة على قاطنات الفيلات والأحياء الراقية، حسب تقرير "عيون نسائية". وتصل نسبة النساء المعنفات في صفوف ربات البيوت الوافدات على مراكز الاستماع إلى 62ر43 بالمائة، 16 بالمائة منهن عاطلات. وتنال فئة النشيطات والممارسات لمهن مختلفة نصيبها من العنف، حيث شكلت الموظفات والمستخدمات والعاملات حوالي ربع الوافدات على المراكز بنسبة تقارب 25 بالمائة. ويبقى التساؤل المحير متمثلا في فاعل العنف أو الشخص المعنف بكسر النون؟ فإذا كانت النتائج الإحصائية تبين أن الزوج هو المعني بهذه الممارسة اللاأخلاقية والمشينة إزاء المرأة (أزيد من نصف الحالات المرصودة بنسبة 12ر50 بالمائة)، فإن العنف الذي تعرضت له المشتكيات صدر أيضا عن الشريك (02ر19 بالمائة) وعن الطليق (6 بالمائة)، كما صدر عن الصديق والخطيب وكذا الأب والأخ والمشغل والزميل. ولم تستثن عملية الرصد، التي كانت وراءها "عيون نسائية"، تجليات العنف واسعة الانتشار، ليتضح أن العنف النفسي يحتل الصدارة في النتائج الإحصائية لتصريحات المعنفات، إذ بلغ عدد الأفعال المصرح بها 13 ألف و174 فعل عنيف شمل الإهانات والتبخيس والتهديد بالضرب أو بالطرد أو بالتعدد أو بالطلاق، بل حتى التهديد بالقتل وغيره من الأفعال الخطرة المؤدية إلى إصابة الضحية بأمراض نفسية بلغت حد الإقدام على الانتحار.