تشكل المحكمة الابتدائية بالصويرة مرفقا عموميا مهما من مرافق المدينة اذ يحضرها كل يوم المآت من المتقاضين من جميع انحاء الاقليم وكذا من بعض المدن المغربية الاخرى كالدار البيضاء وفاس والرباط ومراكش واسفي...ونظرا لهذا الاقبال الكثيف فقد كان من الاليق ان تكون بناية المحكمة في مستوى جمالية العمران الذي تمتاز به مدينة الصويرة. لكن شاءت الاقدار ان تكون خلاف ذلك . فالزائر لهذه البناية يحسبها في الوهلة الاولى اثارا تاريخيا, لكنه يفاجأ عند دخوله لها بانها عبارة عن مكاتب مصطفة تآكلت ابوابها بفعل عوامل التعرية و ذهبت صباغتها ونخرت "السوسة" عودها واصبحت غير صالحة بتاتا لحماية ملفات المواطنين من السرقة لا قدر الله. ووالغريب في هذه البناية المترامية المكاتب والاطراف انها غير مسقفة بالمرة اذ يجد العاملون فيها صعوبة في نقل الملفات من مكتب الى آخر وقت تهاطل الامطار اذ عليهم الاستعانة بمظلات تقي الملفات ماء المطر .كما ان الموظفين يعانون كذلك وقت الشرقي من تطاير الاوراق داخل مكاتبهم فتجدهم يستعينون بالاحجار على اختلاف احجامها واشكالها يضعونها فوق الملفات خوفا من تطايرها خارجا والا اصبح الموظف المسكين يجري خلفها لعله يسبق الرياح في القاء القبض على اوراقه المتطايرة . وقد قامت الصويرة نيوز بزيارة لهذه البناية يومي الاربعاء والخميس الماضيين اذ كان المطر يتهاطل بكثرة ,وقد اثار انتباهها الحالة المزية التي تمر فيها الجلسات اذ ورغم توقف المطر عن الهطول فان قاعة الجلسات لم يتوقف مطرها على الاطلاق وقد كانت "القطرة " تنزل بشكل قوي لدرجة ان المتقاضين كانوا يضعون اكياسا بلاستيكية فوق رؤوسهم تفاديا للبلل اما الهيئة القضائية فحدث ولا حرج فقد حددت مكانا على المنصة غير مبلل لتفصل في ملفات المواطنين اما المحامون فقد فضلوا البقاء خارج القاعة وهم يتتبعون الجلسة حتى اذا نودي على ملف احدهم دخل القاعة وبمجرد انتهاء ملفه يخرج في انتظار المناداة عليه في الملف الثاني . وياريث ان الامر يتعلق فقط بالقطرة داخل المكاتب وداخل قاعات الجلسات فالخطير في الامر ان بعض احواض المحكمة امتلأ عن آخره بالماء واصبح لون الماء اخضرا وبدأت تنبعث منه روائح جد كريهة تزكم الانوف.وجيوش الناموس تتطاير فوقه وبعد خروجنا من قاعة الجلسات مررنا بمكتب الارشيف والذي يضم ذاكرة القضاء بالصويرة .فوجدنا الموظف الوحيد الذي يشتغل فيه مصفرا وواقفا امام مكتبه وبدون ان نبين له صفتنا دخلنا معه في حوار ودي كالتالي: مبارك هاد الخير اجاب الله يسلك راني خايف علاش خايف الشتا مزيانة وهي علاش تيعتامد اقتصاد البلاد الشتا مزيانة ولكن فهاد المكتب فاش انا خدام مني كاطيح الشتا كانولي غير كانقفقف علاش خايف لا يدخل الما للمكتب وتمشي ملفات عباد الله وعلاش ما تديرو المكتب الفوق وتهنيو روسكم فاين الفوق, ما كاين فين, المحكمة راه غير كيجاب الله تركنا صاحبنا واضعا يده على قلبه, وانتقلنا الى قسم قضاء الاسرة اذ لا وجود لاي مكان يختبأ فيه المواطنون من المطر فالكل واقف يحمل مظلته في انتظار دوره حتى ان بعض الموظفين اصبحوا يشفقون من حال المواطنين ويدخلونهم مكاتبهم للاختباء من المطر . حاولنا استفسار احدى الموظفات التي كانت بمكتبها عن ظروف عملها في هذا الجو الكئيب فاجابت بعد تنهيدة كبيرة " ما كاين مايتقال الله يخرج سربيسنا على خير والله يعفو علينا من هاد المحكمة". لم نتمكن من الاتصال بالسيد رئيس المحكمة لاستفساره عن هذه الوضعية وهل كاتب الجهات المحتصة ام لا نظرا لكوننا لم نتقدم اليه باي طلب بهذا الخصوص هذه الوضعية هي جزء بسيط من معاناة كثيرة يعانيها المواطنون والقضاة والمحامون على قدم المساواة مع هذه البناية التي لاتشرف القضاء المغربي ولا تشرف العاملين به . حتى جو العمل مستحيل فيها . ومع ذلك تطالب وزارة العدل من القضاة ومن كتاب الضبط الزيادة في الانتاج وتطلب منهم الاجتهاد وسرعة البث في الملفات. ماذا لو قرر معالي السيد وزير العدل العمل في هذه المحكمة لمدة اسبوع واحد فقط .والله اذا فصل في ملف واحد "مايقولها لحد"