دأب الثلاثي التشكيلي سليمان الدريسي, محمد تهدايني ونافع أمتقال, على عرض لوحاتهم في معرض جماعي منذ سنوات, تعبيرا عن الصداقة التي توحدهم, وأيضا لتأسيس لفعل ثقافي /فني الغاية منه تقريب الرؤى وتحديد تصورات دقيقة للفن التشكيلي بمدينة الصويرة. رغم الاختلاف الحاصل في اشتغالا تهم سواء على مستوى اللون , التيمات , أو الموضوعات. الفنان سليمان الدريسي. يشتغل في لوحاته الرائعة على الجسد,الجسد الإفريقي حاضر بقوة بكل متمثلاته, ودلالته الحضارية, الثقافي والتاريخية . والرقص الإفريقي الذي تجسده لوحات الدريسي , هو طقوسي سحري من طابع الحياة الإفريقية لاينفصل عن أي شيء أخر بها , وهو مزيج من النضم والحركة. في لوحات سليمان الدريسي نلمس عن قرب لغة الجسد في ارتعاشا ته, وسكناته ورقصاته المجنونة. لغة الجسد في لوحاته تستطيع الصراخ, الضحك, اللعب والكراهية ومقاومة الخوف والبلادة. في لوحاته أيضا نرى رجلا يرقص وهو ممسك بعصا رقيقة وبجانبه أبناءه يقلدونه في حركاته. وهذه اللوحة تحيلنا إلى تلك الرقصة الإفريقية التي عثر على لوحة منحوتة تصورها على إحدى صخور جنوب إفريقيا , تلك اللوحة التي قلدها الرسام جورج ستاو وعرضها في عام 1867. وإذا كان الجسد الآدمي في أعمال سليمان الدريسي سيد الموقف . فان هذا الجسد لاينحصر بوصفه شكلا أيقونيا بديعا, بل بوصفه نفحة إلهية وصنعة بارعة. الفنان محمد تهدايني في لوحات تهدايني, يحضر الوجه الأخر للجمارك بقوة وبتفاعلية مع اللون الأزرق المميز في لوحاته والذي يجسد لون الجمارك باعتباره موظفا جمركيا. وإذا كان اللون الأزرق الطاغي في لوحاته ولونه المفضل والذال والذي كثيرا ما يرمز إلى الصفاء والبحر . فانه يحضر ليعبر عن لون الذات , الذات التي تحضر في لوحات تهدايني , ولا يمكن الانزياح عنها باعتبار الأزرق لون الجرأة, لون السلم والطمأنينة والمواطنة لما لا وإدارة الجمارك بفضل موظفيهاتشتغل في هذا الباب . الفنان نافع أمتقال في لوحات أمتقال الرائعة يحضر اليومي بكل تجلياته وأيضا بكل تناقضاته. اليومي جزء من انشغالات الفنان أمتقال, هو دائم البحث , دائم الحركة واقتناص اللحظات, أمتقال فنان متعدد أيضا في أعماله الفنية الدقيقة. الجسد حاضر كذلك في لوحاته (المرأة...) الخط العربي, الرموز الأمازيغية. وكذلك متعدد في توظيف الألوان. نجد اللون الأصفر. الأحمر والأبيض الذي يعطي اللوحة الضوء ويجعلها مكشوفة وشفافة وقريبة من المتلقي باختلاف كفاياته وثقافته اتجاه اللوحة. المعرض الجماعي تحتضنه قاعة الهلال الأحمر بمدينة الصويرة إلى غاية 20 من الشهر الجاري . الصويرة نيوز : محمد معتصم