أعلن الجيش البحريني ظهر اليوم أنه نشر قواته في المنامة العاصمة للمحافظة على الأمن والنظام، وحذر من خطورة أي تجمعات جماهيرية، وقال إنه سيتخذ ما وصفه بإجراءات صارمة من أجل حفظ الأمن والنظام. في الأثناء أعلنت جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة انسحابها من البرلمان وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة دفاع البحرين اليوم الخميس إن قوة الدفاع ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لبسط الأمن، وناشد المواطنين بعدم التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة. وشدد الناطق في الكلمة التي نقلها التلفزيون على "اتخاذ كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار". وحذر من التجمهر في ما سماه المناطق الحساسة، لما يسببه ذلك من عرقلة لحركة السير وتخويف المارة، وقال إن هذه الإجراءات تأتي لتأمين حرية المواطنين وممتلكاتهم من العنف. يأتي ذلك بعد انتشار عشرات الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة وسط العاصمة صباح اليوم، بعد سقوط ثلاثة قتلى وإصابة آخرين بجروح عندما اقتحمت قوات الأمن البحرينية ميدان اللؤلؤة وسط المنامة لتفريق المعتصمين هناك منذ يومين. انسحاب وفي تطور آخر، أوردت رويترز أن كتلة جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة انسحبت من البرلمان البحريني، بعد ظهر اليوم. يأتي ذلك في وقت تقرر أن يبحث فيه مجلسا الشورى والنواب دعوة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لاقتراح تشريعات لإصلاح سياسي في البلاد. وكانت جمعية الوفاق –التي تطالب بدستور جديد للمملكة يتم بموجبه انتخاب الحكومة- قد علقت مشاركتها في البرلمان في وقت سابق، تضامنا مع الشباب المحتج المطالب بالإصلاح. وقال النائب إبراهيم مطر -الذي أعلن الخبر قبل وقوعه- إن نحو ستين شخصا فقدوا وثلاثة على الأقل قتلوا بعد مداهمة الشرطة الاعتصام الذي أقامه المحتجون بميدان اللؤلؤة فجر اليوم الخميس. وقال علي الأسود -النائب في البرلمان البحريني عن جمعية الوفاق- إن "هناك حالة طوارئ غير معلنة، مشيرا إلى إغلاق بعض الشوارع وإغلاق مستشفى السلمانية". وقال إن هناك أنباء غير مؤكدة عن استخدام الرصاص الحي، وإن "ما يجري هو جريمة في حق الإنسانية"، وأضاف "نحن نواجه هجمة شرسة لتصفية هذه الأصوات الحرة". وأكد أن المطلوب أولا هو "الوقف الفوري لما يدور على الأرض"، والرجوع إلى نداء الوفاق الوطني الذي دعت إليه جمعيته. توتر مستمر وفي نفس السياق نظم أطباء وممرضون ومسعفون مظاهرات اليوم الخميس أمام مستشفى السلمانية في العاصمة المنامة، منددين بقرار من وزير الصحة يمنع استخدام سيارات الإسعاف في نقل ضحايا الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وتقدم الأطباء والممرضون المظاهرة، وانضم إليهم عدد من المواطنين المطالبين بالإصلاح. وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية في البحرين أن الشرطة أوقفت سيارة ستة مسعفين لدى توجههم لنقل مصابين واعتدت عليهم بالضرب. وكانت مواجهات قد اندلعت في منطقة القفول غربي المنامة اليوم، وسط أنباء عن ارتفاع عدد الجرحى إلى أكثر من مائة. وقال شهود عيان إن توترا شديدا يسود جموع المحتجين الذين تجمعوا عند المستشفى الذي قد تخرج منه جنازات قتلى أحداث فجر اليوم، وربما تتحول إلى مظاهرات جديدة. وكان ثلاثة قتلى آخرين قد سقطوا خلال الأيام الماضية في مواجهات أخرى بين قوات الأمن ومحتجين في مناطق متفرقة، الأمر الذي استدعى اعتذارا رسميا من قبل وزير الداخلية، وتشكيل لجنة عليا للتحقيق في الأمر بتوجيه من ملك البحرين. وفي هذا السياق استقال الناشط الحقوقي البحريني عبد الله الدرازي من لجنة حقوق الإنسان البحرينية الحكومية احتجاجا على الممارسات الشرطية، بينما تجولت بعض المدرعات في الشوارع. وقع المحظور من جانبها رفضت النائبة في البرلمان البحريني سميرة رجب ما اعتبرته عنفا متبادلا، وقالت إن البحرين تمر الآن بظروف لم تشهدها من قبل، وإن المحظور قد وقع. وأضافت "نرفض هذا العنف بكل جوارحنا. العنف لن يحل أي مشكلة. وقع المحظور الذي لم نكن نتمناه". وحملت النائبة كل الأطراف جانبا من المسؤولية، وقالت إن العنف جاء من الطرفين، وأشارت إلى إصابة أكثر من خمسين من أفراد الشرطة. وقالت إن المطالب غير واضحة وإن الإصلاحات المطلوبة غير محددة، وذكرت بأن أبواب الحوار كانت دائما مفتوحة، مؤكدة أنه لا يمكن فرض الأمور بالطريقة التي تتم الآن. وكان النائب في مجلس النواب البحريني ورئيس جمعية الأصالة الإسلامية غانم البوعينين قد قال إن هذا الاعتصام لم يحصل على ترخيص، ودعا جمعية الوفاق الإسلامية إلى العودة عن تعليق مشاركتها في البرلمان، مؤكدا أن القناة الدستورية والبرلمانية هي الحل.