كشفت وثيقة من موقع ويكيليكس، تخص المغرب، أن السفير الأمريكي بالرباط السابق توماس رايلي بعث بقصاصة سرية إلى الإدارة الأمريكية عن فحوى المحادثات التي جمعت محمد ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات "لادجيد"، بدفيد وولش، مساعد كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية والمتعاونين معه، حيث قاموا بتبادل الآراء لمدة ساعتين حول مصير المنطقة. وفيما تكشف الوثيقة أن كلا من دفيد وولش وتوماس رايلي حثا المغرب على التمسك بالمفاوضات لحل مشكل النزاع في الصحراء، مشددين على أن مقترح الحكم الذاتي يعرف دعما متواصلا من أطراف دولية، تكشف الوثيقة ذاتها أن وولش أكد أن أمريكا تبحث عن إيجاد حل للنزاع في الصحراء، وأن البوليساريو لن تكون يوما دولة. كما نسبت الوثيقة إلى المنصوري إشارته إلى أن المبعوث الأممي للصحراء بيتر فان لسوم متذمر من عدم دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنتظم الدولي لمجهوداته لحل الصراع. وبحسب وثيقة ويكيليكس فإن المنصوري أكد أن المشاكل الداخلية للجزائر لم تمنع الجزائر من الخوض في مشكل الصراع حول الصحراء، لكنه عبر عن اعتقاده بأن رحيل الجيل الحالي الحاكم بالجزائر يمكن أن يأتي بحل مستقبلي في الصحراء. كما نبه المنصوري المسؤول الأمريكي إلى انشغال المغرب بتحركات البوليساريو ما وراء الحزام الأمني، فيما عبر المبعوث الأمريكي عن دعم الولاياتالمتحدة الكامل للمغرب بخصوص مشروع الحكم الذاتي في الصحراء. وأشار وولش إلى أن 9 أعضاء من مجلس الأمن الدولي لم يتراجعوا بعد على الموقف المغربي المقترح لحل نزاع الصحراء. كما نسبت الوثيقة إلى المنصوري قوله "إن المشكل الكبير في الجار الشرقي (الجزائر) هو عودة العمليات الإرهابية"، وأضاف أن القاعدة تتخذ من المنطقة المغاربية قاعدة خلفية لعملياتها في العراق، وقال المنصوري إن المغرب مستعد للذهاب للجزائر رغم رفض المسؤولين الجزائريين المجيء للرباط، مشيرا إلى أن الجزائر تعرقل جميع أشكال التعاون على المستوى الأمني في المنطقة المغاربية، "ورفضها للمقترح التونسي بخصوص الأمن المغاربي أكبر دليل"، يقول المنصوري وفقا لما جاء في الوثيقة، التي نقلت عنه أيضا قوله إن "الإرهاب في الجزائر جعل من القاعدة تراهن بشكل كبير على المنطقة المغاربية، وأن الرئيس الجزائري يرفض التعاون في المجال الأمني مع المغرب". وبحسب الوثيقة ذاته، فإن المنصوري عبر عن انشغال المغرب بالوضع الأمني بموريتانيا وطلب من وزير الدولة الأمريكي مساعدة الحكم الجديد في موريتانيا، كما تضمنت نفس الوثيقة توقعات لياسين المنصوري حول مصر وليبيا، إذ نسبت إليه قوله "التوريث سيكون لجمال مبارك في مصر لا محالة، وليبيا ستستمر في إلقاء اللوم على الوهابية السعودية".