بدأت ليبيا تحركات داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة تهدف لإصدار قرار يطالب بفتح تحقيق دولي في احتلال العراق، وإعدام الرئيس العراقي صدام حسين. وذكرت صحيفة "قورينا" الليبية على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن الإدارة الأمريكية أبدت انزعاجًا من هذه الخطوة التي أقدمت عليها ليبيا، فيما كثّفت الحكومة العراقية الحالية اتصالاتها بليبيا وعبرت عن تخوفها من النتائج المترتبة على هذه المطالب. ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوقة قولها إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أجرى ثلاثة اتصالات على الأقل بوزير الخارجية الليبي موسى كوسا لثني ليبيا عن المطالبة بفتح ملف تحقيق الغزو الأمريكي للعراق، وإعدام الرئيس السابق صدام حسين. وعلل زيباري ذلك بكون إثارة هذا الموضوع سيؤثر سلبًا على الوضع العراقي برمته، مضيفًا أن ذلك سيعرض استقرار العراق للخطر. يشار إلى أن الغزو الأمريكي للعراق قد وقع سنة 2003 وانتهى باحتلال العراق عسكريًا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ومساعدة بعض حلفائها في عملية هجوم بقرار منفرد خارج الشرعية الدولية، حيث شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98% من هذا الائتلاف. خرق ميثاق الأممالمتحدة: وكان قائد الثورة معمر القذافي الرئيس الحالي للقمة العربية- قد طالب الرؤساء العرب بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية العشرين في دمشق. وجدد القذافي مطلبه هذا أمام اجتماع الدورة (64) للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي انعقد في شهر سبتمبر 2009، واصفًا الحرب على العراق ب"أم الكبائر"، وقال: "إن الأممالمتحدة ستحقق في تلك الحرب من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة" التي يرأسها الليبي علي التريكي في ذلك الحين، واصفًا غزو العراق "بالخرق لميثاق الأممالمتحدة دون مبرر من قبل دول كبرى ذات مقاعد دائمة في مجلس الأمن وذلك بعدوانها على دولة مستقلة وهي عضو في الجمعية العامة". وتساءل القذافي في كلمته أمام الجمعية العامة: "كيف يتم إعدام أسير حرب ورئيس دولة وحكومته بواسطة عصابة ترتدي ملابس تنكرية ؟".